
عزيزة علي
عمان- قدمت الأكاديمية عنود عبدالرحمن الحباشنة دراسة في كتاب “السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية -رؤيا مستقبلية”، الصادر عن وزارة الثقافة، حول آفاق مستقبل السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية خلال الفترة 2013-2030، وقد وضعت مجموعة من الأسئلة والأجوبة عبر تقنية دلفي بتحديد المواضيع كافة ذات الصلة بموضوع الدراسة، وهو “مستقبل السياسة الخارجية الصينية تجاه المنطقة العربية خلال الفترة 2013-2030”.
وقالت الحباشنة، في مقدمة كتابها الصادر عن دار الخليج للنشر والتوزيع، عمان، إنه ومن أجل التحقق من هذا المستقبل تم دراسة عدد من الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة على السياسة الخارجية الصينية، ومن ثم تم تحديد عدد من القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والثقافية في العلاقات العربية-الصينية.
وتشير المؤلفة الى أن الدراسة تضم آراء خبراء ومتخصصين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الأمنية والاجتماعية سواء أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية والعربية والأجنبية “الصين، أستراليا، الكويت، المغرب، سورية، الجرائر، فلسطين، العراق”، أو الخبراء والمتخصصين في ميادين العمل غير الأكاديمية، وتم استطلاع آراء مجموعة من الأكاديميين والخبراء وقد بلغ عددهم (12) خبيراً وأكاديمياً.
وتوضح الحباشنة أنه تم عقد جولتين للتنبؤ بمستقبل العلاقات الصينية العربية تمحورت حول ستة محاور رئيسية هي: محور اقتصادي، ومحور عسكري، ومحور الطاقة، ومحور النفوذ الصيني في المنطقة العربية، ومحور المشروع الصيني الحزام والطريق، ومحور التنبؤ بقيام حروب ونزاعات دولية واسعة النطاق، ومحور التنبؤ بالتنافس بين المشروع الصيني والروسي، ويتم التنبؤ بمستقبل العلاقات الصينية-العربية في المجالات السابقة من خلال مجموعة من المؤشرات الفرعية في المجال الاقتصادي والعسكري والطاقة والنفوذ الصيني في المنطقة العربية التنبؤ بقيام حروب ونزاعات دولية واسعة النطاق، ومحور التنبؤ بالتنافس بين المشروع الصيني والروسي.
وتشير الحباشنة الى أن العلاقات العربية الصينية بدأت بالتطور في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية في القرن العشرين نتيجة لتصاعد حركات التحرر الصينية والعربية، وقد امتدت هذه المرحلة حتى الثورة الصينية العام 1949 التي أدت إلى تأسيس جمهورية الصين الشعبية، ما أدى إلى ظهور عامل التفاعل السياسي والدبلوماسي في العلاقات العربية الصينية، وتبادلت بعض الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين.
وتوضح المؤلفة أن التطورات التي شهدتها الدول العربية منذ العام 2011 شكلت تحديًا للسياسة الخارجية الصينية، كون المصالح الاقتصادية للصين تشكل المحدد الرئيسي في سياستها الخارجية تجاه المنطقة العربية، وذلك في ضوء الطلب المتزايد لاحتياجات الصين المتنامية من الطاقة من المنطقة، فالأحداث التي تشهدها المنطقة العربية منذ العام 2011 كان لها تأثير محدود على نمو الاقتصاد الصيني وتجارتها مع المنطقة العربية، ومن المتوقع أن يزيد حجم التجارة الثنائية بين الصين ودول المنطقة العربية بشكل كبير خلال الأعوام القليلة المقبلة، بمعدل 2.5 % حتى العام 2030.
وتلفت الحباشنة الى أن الصين سعت لتطوير علاقاتها على المستويين الدولي والإقليمي، وتحظى منطقة الشرق الأوسط بأهمية كبيرة في السياسة الخارجية الصينية، وتحاول الصين أن تبرر ظهورها على الساحة الدولية، لتصبح قوة فاعلة في النظام الدولي، لذا أطلق على القرن الواحد والعشرين “القرن الصيني”.