ضمن فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 19: «فتوة وشباب»… معرض تذكاري بمئوية ميلاد المخرج صلاح أبو سيف

القاهرة ـ «القدس العربي»: بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد المخرج صلاح أبو سيف (1915 ـ 1996) أقام المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 19 ـ المقام حالياً في دار الأوبرا ـ احتفاليته التي تضمنت معرضاً لأهم أعمال المخرج الراحل، من أفيشات للأفلام وبعض تعليقات النقاد، وملاحظات أبو سيف نفسه عن هذه الأعمال خلال تنفيذها. ويعد المعرض حدثاً توثيقياً يكاد يليق بمشوار صلاح أبو سيف، رغم الإمكانات المحدودة، التي كان من الممكن الإضافة إليها، كشاشة لعرض بعض لقطات شهيرة من أفلامه، وكذلك بعض حواراته التلفزيونية والإذاعية، مروراً بموسيقى هذه الأفلام، وبعض الجُمل الحوارية الشهيرة، التي تناقلها المصريون في ما بينهم، والتي أصبحت تدل على واقع يعيشونه حتى الآن. أعدّت المعرض وأشرفت على تنفيذه المونتيرة صفاء الليثي.

ضمن فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 19: «فتوة وشباب»… معرض تذكاري بمئوية ميلاد المخرج صلاح أبو سيف

[wpcc-script type=”dc318f81a32428ca21b5cf32-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد المخرج صلاح أبو سيف (1915 ـ 1996) أقام المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 19 ـ المقام حالياً في دار الأوبرا ـ احتفاليته التي تضمنت معرضاً لأهم أعمال المخرج الراحل، من أفيشات للأفلام وبعض تعليقات النقاد، وملاحظات أبو سيف نفسه عن هذه الأعمال خلال تنفيذها. ويعد المعرض حدثاً توثيقياً يكاد يليق بمشوار صلاح أبو سيف، رغم الإمكانات المحدودة، التي كان من الممكن الإضافة إليها، كشاشة لعرض بعض لقطات شهيرة من أفلامه، وكذلك بعض حواراته التلفزيونية والإذاعية، مروراً بموسيقى هذه الأفلام، وبعض الجُمل الحوارية الشهيرة، التي تناقلها المصريون في ما بينهم، والتي أصبحت تدل على واقع يعيشونه حتى الآن. أعدّت المعرض وأشرفت على تنفيذه المونتيرة صفاء الليثي.

فتوة وشباب

تحت هذا العنوان يأتي المعرض التوثيقي لعالم صلاح أبو سيف السينمائي، وربما يجمع الاسم ما بين أشهر أفلام صلاح أبو سيف «الفتوة» 1957 و»شباب امرأة» 1956، إضافة إلى صفات يتميز بها فنه السينمائي ككل، وهو ما توضحه الليثي، من خلال الكتاب التذكاري الصادر عن المهرجان … «صلاح أبو سيف لك نصيب من عناوين أفلامك، فأنت الفتوة كما وصفك خيري شلبي، دائم الشباب قادر على تجديد أفكارك وأساليبك الفنية، إنها حقا فتوة وشباب للمخرج المصري حتى النخاع الذي ترك ثروة ثمينة من أفلام ووثائق تؤرخ للحياة الاجتماعية في مصر على مدار خمسين عاماً، واصل فيها إبداعه السينمائي المفتوح على قراءات متعددة كلما مضى الزمن».

المعرض

كما تضيف الليثي، المنهج الذى اتبعته في الإعداد للمعرض، يستند في المقام الأول إلى تكوين لوحات تضم «الكتيب الصحافي»، الذي كان يمثل الشكل الدعائي المُصوّر، قبل ظهور التلفزيون. إضافة إلى هذه اللوحات تأتي المادة المكتوبة، التي تبدا بكلمة لأبي سيف نفسه عن الفيلم ــ مختارات من كتاب «حوارات هاشم النحاس مع صلاح أبو سيف» ــ كذلك مقاطع من آراء النقاد التي جمعها أبو سيف بنفسه وحررها الناقد أحمد يوسف.

من ناحية أخرى نجد الصور الفوتوغرافية المأخوذة من ألبومات الأفلام، التي كانت ضمن الأرشيف الخاص بصلاح أبو سيف، هذه اللقطات التي لم تكتف بكونها لقطات دعائية للفيلم، بل تمثل مرجعاً لتشكيل الإضاءة في الفيلم، وأداء الممثلين. وهناك لقطات من حياة أبو سيف الشخصية، قبل العمل في السينما، كالفترة التي كان يعمل خلالها في المحلة الكُبرى، وممارسته رياضة البوكس. وصورة شخصية التقطها المُصوّر الشهير فان ليو عام 1960. ويضم المعرض أكثر من ثلاثين لوحة تمثل العديد من أعماله الشهيرة… «القاهرة 30، الفتوة، البداية، القضية 68، حمام الملاطيلي، السقا مات، الوحش، والوسادة الخالية». ولقطة تجمعه بالمخرج الراحل كمال سليم 1913 ــ 1945، صاحب فيلم «العزيمة» 1939، الذي يؤرخ له كأول فيلم واقعي مصري ــ يستمد موضوع وأسلوبه من الواقع المصري وقتها، الذي عمل أبو سيف مُساعداً له.

سينما الانتقاد الاجتماعي

من الممكن استنتاج السمة الأكبر التي يتميز بها العالم السينمائي للمخرج صلاح أبو سيف، والتي تبدو في الحِس النقدي للمجتمع، من حيث الشروط والظروف التي ينتجها المجتمع، وبالتالي تصبح شخصيات أبو سيف التي جسدت فكره على الشاشة انعكاساً لهذه الأوضاع. فوصفه بالمخرج الواقعي يعد وصفاً قاصراً بعض الشيء، ففي معظم أعماله يبدو ثورياً يميل إلى اعتماد الفكر الاشتراكي، وناقدا للأمراض الاجتماعية التي تعانيها مصر ولم تزل. بالطبع تلاقت أفكار ورؤى كل من صلاح أبو سيف ونجيب محفوظ، لتنتج السينما المصرية أهم الأفلام في تاريخها، كـ «بداية ونهاية» و»القاهرة 30» على سبيل المثال لا الحصر. من ناحية أخرى كان انتقاء أبو سيف للأعمال الأدبية يسير في الاتجاه نفسه، تحليلاً ونقداً لأوضاع الفئة المتوسطة، التي انهارت واختفت الآن. كفيلم «أنا حرة» عن رواية إحسان عبد القدوس.

السُلطة وأشكالها

يدين أبو سيف في أفلامه جميع أشكال السُلطة التي تحاول أن تشوه حياة الأفراد ونفسياتهم، وتصبح جحيماً لا يجدون منه المفر. فعُمدة القرية في فيلم «الزوجة الثانية» هو نفسه رجل الأعمال في فيلم «البداية»، وإن كان رجل الدين بما يمثله من ثقل يصبح الداعم الأساس للسلطة، واستغلاله الآية القرآنية لتبرير أفعال السلطة «وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم»، وهو الأمر نفسه الآن. ليصبح في «البداية» بعض المنتفعين والجبناء عديمي الشخصية، المسوخ بالأساس، الذي يتمثل في رجل الأمن. فما بين رجل الدين في القرية ورجل الأمن في ما يُشبه المدينة تعيش السلطة وتحكم قبضتها على رعاياها. لكن النهايات التي يجدها أبو سيف حتمية ــ وفق الخيال الفني ــ تبدو مختلفة حسب طبيعة السلطة وشكلها، والمتمثلة في حالة العجز التي أصابت العمدة بعد معرفته حقيقة ثمرة زيجته المزيفة، ونهاية شكل السلطة في الثمانينات (رجل الأعمال) الموت وحيداً. وكذلك وقبلها تجار السوق السوداء في «الفتوة» وتوافق الجميع على التخلص منه بالموت، إضافة إلى سلطة الموت نفسه في فيلم «السقا مات».
أعمال أبو سيف تدعو إلى التأمل في الحال الاجتماعي أساساً، وإن كان الحِس الثوري الهادئ هو ما يخلق لها مساحة من الثقل، لا يبدو الأمر وكأنه جزاء دنيوي لظالم ما، فالفن يوحي بالأفكار ويمررها، من دون أن يُجاهر بها. فالحل دوماً يأتي من خلال تكاتف ومواجهات المظاليم مع أسباب هذا الظلم الواقع عليهم، سواء تمثل في شخص أو فئة أو قوانين اجتماعية واعتقادات ميتافيزيقية تحد من حرياتهم وقدراتهم على الحياة.

بيبلوغرافيا
وُلد صلاح أبو سيف في 10 مايو/أيار عام 1915. التحق بمدرسة التجارة المتوسطة، كما عمل في شركة النسيج في مدينة المحلة الكبرى، في الفترة ما بين 1933 حتى 1936. بعدها انتقل إلى العمل في قسم المونتاج في ستديو مصر، الذي ترأسه لاحقاً. عمل مساعدا أول للمخرج كمال سليم في فيلمه الفارق في تاريخ السينما المصرية «العزيمة» عام 1939. وأخرج أول أفلامه «دايماً في قلبي» عام 1946، من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي.
عمل أبو سيف بتدريس مادتي السيناريو والإخراج في المعهد العالي للسينما، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي من 1963 ــ 1965، عضو لجنة السينما في المجلس الأعلى للفنون والآداب (الثقافة حالياً)، عضو لجنة الفنون في المجالس القومية المتخصصة، عضو مجلس إدارة صندوق دعم السينما، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما. كما مثل مصر في العديد من المؤتمرات الدولية، وتم تكريمه في عدة مهرجانات سينمائية دولية، نانت، مونبلييه، قرطاج، روتردام، بودابست، لوزان، زيورخ، ميونخ، فيينا، وغيرها. اعتبره الناقد الفرنسي جورج سادول ضمن أهم المخرجين السينمائيين في العالم، في موسوعته «تاريخ الفن السينمائي».

الجوائز:
بالإضافة إلى العديد من الميداليات وشهادات التقدير التي حصل عليها صلاح أبو سيف من عدة دول عربية وأجنبية، حصل على جائزة «عصا شارلي شابلن الذهبية» عن فيلم البداية عام 1986 كأحسن فيلم كوميدي، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990.

قائمة بأهم أفلام صلاح أبو سيف:
لك يوم يا ظالم 1951، الأسطى حسن 1952، ريا وسكينة 1953، شباب امرأة 1956، الفتوة 1957، أنا حرة 1958، بين السما والأرض 1959، بداية ونهاية 1960، لا وقت للحب 1962، القاهرة 30 عام 1966، الزوجة الثانية 1967، فجر الإسلام 1970، السقا مات 1977، البداية 1986، والمواطن مصري 1991.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *