القضايا الأسرية، وخاصة قضايا الزواج والتعدد من القضايا التي تهم أي فرد من أفراد المجتمع فإنما هو عضو في أسرة، فيهمه حتماً معرفة الرؤية الشرعية لهذه القضايا والرؤية الشرعية فيها ليكون على وعي تام بهذه الأمور الهامة لاسيما التي يكثر التساؤل عنها.size=3>size=3>
والشيخ عبدالعزيز المسند شخصية لها دورها الفاعل في معالجة الكثير من القضايا الأسرية من خلال وسائل الإعلام لاسيما برنامج (منكم وإليكم) إنه صاحب الفضيلة الشيخ- عبدالعزيز بن عبدالرحمن المسند، الذي تخرج من كلية الشريعة بمكة، وبدأ عمله مديرا للمعهد العلمي بشقراء، ثم مديرا لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض، ثم مديرا عاما للكليات والمعاهد العلمية، ومستشارا في جامعة الإمام، ومستشار بوزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، ومشرفا على الإدارة العامة لتطوير التعليم العالي، وتولى رئاسة تعليم البنات، وأمينا لجمعية البر (متبرعاً) لمدة (45) عاماً. إضافة إلى أعماله الخيرة في مجال الدعوة وإصلاح ذات البين ، والذي توفي رحمه الله في رمضان 1428هـ/2007م.size=3>size=3>
*كيف ترى الزواج من الأقارب؟size=3>
size=3>– الزواج من الأقارب أمر طيب ومشروع ومجرب ونافع ولا يضرنا ما يرتفع من الأصوات الناعقة التي تقول إن الزواج من الأقارب غير سليم لكن هناك أمر مهم لابد من توضيحه وهو أننا لا ننكر العلم، والإسلام يتماشى مع العلم في كل وقت وحين فإذا كان في العائلتين اللتين سيتقارب منهما رجل وامرأة، مرض وراثي فإنه من المستحسن أن يبعد الرجل ويأخذ من غيرهم وهذا هو الذي ذكره الفقهاء الذين يقولون أنه يستحب أن تكون الزوجة بكراً ولوداً أجنبية- يقصدون من ذلك أن لا يكون في العائلة مرض.
ولي مساهمة في هذا الموضوع فقد قدمت في برنامجي المتواضع (منكم وإليكم) ندوة حول هذا الموضوع واشتركت مع طبيبين وعالمين وقدمنا ندوة في هذا الموضوع وقد اتفقنا نحن جميعا على أنه لا إشكال في زواج الأقارب إذا لم يكن في العائلتين أو في أجدادهما أو آبائهما مرض وراثي يؤثر في النسب ونحن نقول هذا من أجل أن نتماشى مع العلم وإلا فنحن قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد تزوج ابنة عمته وتزوج من سلالته من الهاشميين وقد زوج ابنته فاطمة رضي الله عنها بابن عمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه… وليس في ذلك شيء يستنكر وعمل به الصحابة رضي الله عنهم والخلفاء والعلماء والقادة والرؤساء ولم يكن ذلك سبباً فيما أبرزه هؤلاء المستغربون الذين يأخذون المعلومات من طرفها. وما يثبت قولنا علما هو ما أكدت لكم وهي ندوة مسجلة في التلفاز السعودي وأجمع الأطباء معنا بأنه إذا لم يكن هناك مرض بين العائلتين فإن الزواج من القرابة مفيد ونافع وموطد لأواصر القرابة وصلة الرحم وفيه فوائد لا تعد ولا تحصى.
وأما أن يتبع الناس ما يقوله البعض في الصحف أو ينادي به طبيب مثلا لا ينظر إلى النواحي الأخرى فهذا غير مسلَّم به.size=3>size=3>
*نعلم يا فضيلة الشيخ أن التعدد في الزواج هو الأصل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) ولكن هناك من يطالب الشباب بالتعدد المبكر، كأن يتزوج الثانية وعمره بالعشرينات ثم يتزوج الثالثة وعمره بالثلاثينات وهكذا، ما دام عنده القدرة البدنية، بدلاً من أن يؤخره إلى السبعين مثلا… ما تعليق فضيلتكم على هذا؟size=3>
– الأحكام التي تتعلق بالناس وتتعلق بالمستقبل وتتعلق بالنسل ليست للأفراد وليست لمن يدعي دعوى أو يبتدع بدعة فنحن المسلمين أمة وسط لا نغالي ولا نبالغ ولا نفرط وليس هناك تفريط ولا إهمال ولا تشدد فالأمر في الإسلام متروك للحاجة ولقدرة الإنسان النفسية والمعنوية والبدنية والمالية وظروفه الخاصة وظروف المرأة الخاصة فكل إنسان بحسبه والناس لا يستوون فمنهم من يحتاج لزوجين أو ثلاث ومنهم من لا يحتمل إلا واحدة فلذلك لا تستطيع أن تأتي بهذا الرجل الضعيف في نفسه الضعيف في بدنه وتقول له تزوج اثنتين أو ثلاثاً ولا تأتي إلى الرجل القوي الذي يخاف على نفسه من العنت وتقول له لا تتزوج أكثر من واحدة! ويكفينا المبادئ الإسلامية التي نظمت هذا الأمر بأنه إذا كان الإنسان مستطيعاً في نفسه وفي بدنه وفي عقله وفي ماله ورأى أنه بحاجة إلى ذلك فله أن يتزوج إباحة ولكن يجب عليه أن يعدل فإن علم من نفسه أنه سيعدل وأنه بحاجة إلى الزوجة الثانية يمكن أن يتزوج لكن إذا علم من حاله أساسا أنه ضعيف الشخصية ضعيف البنية ضعيف التحمل فإنه أساساً لا يعدد كما قال الله تعالى size=3>size=3>size=3>فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدةsize=3>size=3>size=3>فالإنسان هو الذي يحكم على نفسه ولا أحد غيره حتى أقرب الناس إليه فأخوه أو أبوه لا يستطيع أن يقدر الأمور التي هو أدرى بها وهو مجربها ويمارسها ويعملها ولذلك فالإسلام هو أحكم وهو من الحكيم العليم وكلما بعد المسلمون عن العمل بدينهم أو مبادئ الإسلام التي طبقها الرسول صلى الله عليه وسلم جاءهم الارتباك فنحن لا نقول عددوا ولا نقول اتركوا التعدد ولا نقول أنه يجب أن يبادر الشاب إلى التعدد لأنه قد تكون مبادرته سيئة ومصيبة عليه وعلى نسله وعلى زوجته الأولى والثانية بدليل ما نشاهده من بعض الناس وكونه يشعر بأنه مادام واجدا للمال يتزوج اثنتين أو ثلاثاً ثم يهمل الثلاث ويهمل أولاد الثلاث أيضا فتلك قاصمة الظهر فإذاً لا مفر من تطبيق دين الإسلام ولو طبقه الناس لسلموا في البداية والوسط والنهاية.size=3>size=3>
*فضيلة الشيخ… كثر الحديث هذه الأيام عما يعرف عند البعض بزواج المسيار بين مؤيد ورافض. ما قولكم في ذلك ؟size=3>
– زواج المسيار ضحكة ولعبة وموضة مما يحاول أّهل الصحف إثارته لأن عمل الصحافة هو الإثارة وهم يريدون أي موضوع من أجل أن يثيروه فزواج المسيار لا حقيقة له وهو إهانة للمرأة ولعب بها وحاشا للمرأة المسلمة أن تكون لعبة بأيدي المتذوقين الذين يخادعون الناس فلو أبيح أو وجد زواج المسيار لكان للفاسق أن يلعب على اثنتين وثلاث وأربع وخمس ويخفي هذه وتلك ولا أحد يعلم عنها ويلعب بحجة الزواج على نساء متعددات كلها مخفيات لايدري بعضهن عن بعض وهو وسيلة من وسائل الفساد للفساق، فإذاً زواج المسيار: لاأصل له ولكن الناس يتحدثون في بيوتهم وأستطيع أن أقول: إن الرجال الجبناء هم الذين يتنطعون الآن بزواج المسيار وهم لن يفعلوا حتى المسيار!! size=3>size=3>
*الملاحظ يا فضيلة الشيخ أن النساء بشكل عام يكرهن التعدد ويغضبهن ذلك فإذا سمعت إحداهن أن فلانا تزوج معدداً وهو غير زوجها غضبت ولامته. فلماذا تكره النساء التعدد؟size=3>
– كره النساه للتعدد أمر طبيعي لأن المرأة لديها غيرة عظيمة وتريد الزوج لها وحدها وهي معذورة في ذلك لا إشكال فيه، فهي عندما تتمنى هذا فكل يبغي الخير لنفسه فهي ترى أن وجود الزوج لها وحدها أفضل وهو هدف من الأهداف وبالتأكيد أن تفرغ الزوج لزوجة واحدة لاشك أنه أفضل للزوجة وهي لنفسها تبغي الخير فهذا أمر طبيعي أن تكره المرأة التعدد ولا يوجد امرأة تريد التعدد في حقيقة أمرها. قد تقول نعم مجاملة لزوجها لأي سبب من الأسباب لأنها لا تلد أو مثلا لأن فيها شيئاً لا يكفي زوجها وهي تعرف ذلك من نفسها فتظهر له بعض الإذن بأنه لا مانع لديها وإن كانت في حقيقة أمرها لا تريد ذلك فهذا أمر طبيعي بالنسبة لها.size=3>size=3>
*فضيلة الشيخ: هناك بعض المزالق التي وقع فيها بعض المعددين، ما سبب ذلك؟size=3>
– السبب في ذلك ما قلناه من أن الذي يتزوج ويزيد على واحدة لم يفكر في المستقبل ولم يعرف نفسه ولم يدرك حقيقتها وتحملها من الناحية النفسية والبدنية والمالية والمعاشرة ولم يقدر ما سيحصل بعد خمس سنين مثلا عندما يكثر الأولاد وعندما تكون هناك مسؤوليات وعندما تكون الزوجة الثانية عبئاً فوق عبء الأولى فهو لم يفكر في الأولى لذا فقد تعب في النهاية فلابد أن يفكر الإنسان قبل أن يفعل أي أمر من الأمور وخاصة في مثل هذه الأمور المهمة التي يتبعها نسل ويتبعها أرواح وليس الأمر بالسهولة أن الإنسان إذا ملك المال أو أنه تيسر له زوجة أن يقدم ويتزوج بدون تفكير وقلنا عدة مرات أن الذي يريد أن يأخد زوجة ثانية لابد أن تكتمل فيه الشروط المعنوية والحسية والمالية والصبر والتحمل فالذي لا يملك هذه الأمور سيعاني من هذا التعب وسيكون الزواج وبالاً عليه وعلى زوجاته.size=3>size=3>
*هناك بعض الزوجات تدعي أن زوجها ظالم فهل هذا الكلام سليم؟ وهل هناك صور لظلم الزوجات من قبل بعض الأزواج؟size=3>
size=3>– بعض الأزواج الذين تنتفي منه مخافة الله يظلم الزوجة وهذا كثير بكل أسف؛ فالزوج يعلم أن الطلاق بيده وأن المرأة حبيسة المنزل وأنها أسيرة لديه لا حول لها ولا قوة ولذلك تجده يفتل عضلاته على هذه المسكينة التي جلست في البيت لخدمته ولإيناسه ولتربية أولاده فبعضهم عقله ضعيف وربما كان أحمق وربما أنه متسلط عليه في الخارج فهو يأتي فيصب جام غضبه على المسكينة التي تخضع له…
وصور الظلم للزوجات كثيرة جدا جدا فتجد بعض الأزواج لا يقيم للمرأة وزنا ولا يريدها أن تنطق بأي كلمة ولا يريدها أن تطالب بشيء من حقوقها ولا يعيرها اهتماما ويصفها بأوصاف لا تليق بالمرأة المسلمة ولا تليق بها كامرأة لها نفس وروح فالظلم كثير وصوره- حقيقة – كثيرة. ومنها ما يتعلق بموضوعنا الذي نحن بصدده وهو التعدد وذلك بأن يتزوج الرجل زوجة أخرى بعد أن تعيش معه زوجته الأولى عشر سنين فأكثر ثم يرمي الأولى هي وأولادها وكأنه لا يعرفها بل وزيادة على أنه يرميها ويتركها ويترك معاشرتها يؤذيها ويسبها بالكلام السيئ وأسهل عبارة عنده أن يقول: (اخرجي، هذا الباب مفتوح) فهذا أمر لا يليق بمسلم يخاف الله تعالى، ومن ذلك أن بعضهم لا يريد أن يكون لزوجته حق في مخاطبته في شيء من الأمور أو في إبداء الرأي أو في أي شيء يكون لها من النفقة أو زيارة أهلها أو إبداء رأيها في الأولاد أو رأيها فيمن يمكن أن يعاشر أو يعامل ومن يزار ومن لا يزار… وتجد أنه متسلط كالديك الرومي في هذا البيت لا يقبل كلاماً منها ولذلك فهي تتضايق لأنها مظلومة. ومنهم والعياذ بالله- وهذا كثير في زماننا عندما خف الدين -من يضرب زوجته ومن يهينها ومن يهجرها من غير سبب. أما لو كان الهجر لسبب معصيتها هي فهذا طبيعي، لكن الحاصل من بعض الرجال أن كثيراً منهم يظلمون النساء، والمرأة ضعيفة مسكينة حبيسة البيت خافضة الصوت لا تستطيع أن تجهر بما فيها وتحاول الستر حتى عن أقرب من لديها من أمها وأخواتها ووالدها تحاول ألا تخبرهم بما هي فيه وقد تكون ابتليت بشخص أخلاق له يؤذيها ليل نهار نسأل الله العافية.size=3>size=3>
*البعض يقول- يافضيلة الشيخ: أنا أريد الزواج معدداً أي أريد أن أتزوج بأخرى ولكن أخاف على زوجتي الأولى أن يصيبها مكروه لو علمت بزواجي بأخرى. ما تعليق فضيلتكم على هذا القول؟size=3>
– إذاً من البداية لتكن عاقلا والسلامة طيبة والسلامة لا يعدلها شيء فلا تقرب هذا الأمر، فأنت قد حكمت على نفسك مقدماً أنك لا تصلح زوجاً لاثنتين فاهدأ واحتفظ بعتبة بابك. size=3>size=3>
ـــــــــــــــــــsize=3>size=3>
مجلة الحرس الوطني 310 بتصرف.size=3>size=3>