لقطات «رمسيس مرزوق» في القاهرة… أن تحكي بالفوتوغرافيا!

القاهرة ـ «القدس العربي»: في قاعة «أفق/متحف محمد محمود خليل» في القاهرة أقيم معرض الفنان رمسيس مرزوق. ورغم أن الرجل من أفضل مديري التصوير السينمائي الحاليين، إلا أن انطلاقاته من الفوتوغرافيا واهتماماته ودراساته في تقنيات التصوير الفوتوغرافي تجعله من أفضل وأهم مصوري الفوتوغرافيا.

لقطات «رمسيس مرزوق» في القاهرة… أن تحكي بالفوتوغرافيا!

[wpcc-script type=”2c4aaf1540ac6b5c25f1b641-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: في قاعة «أفق/متحف محمد محمود خليل» في القاهرة أقيم معرض الفنان رمسيس مرزوق. ورغم أن الرجل من أفضل مديري التصوير السينمائي الحاليين، إلا أن انطلاقاته من الفوتوغرافيا واهتماماته ودراساته في تقنيات التصوير الفوتوغرافي تجعله من أفضل وأهم مصوري الفوتوغرافيا.
ومن خلال المعرض الذي ضم العديد من اللقطات، التي تمثل مراحل مختلفة في حياة الرجل وعلاقته المتطورة بالفن والناس والأماكن، تبدو الصورة وحياتها وانعكاس حيوات الشخصيات والفنان نفسه، الذي رآهم وصوّرهم وفق رؤيته ومدى إحساسه بهم، إضافة إلى لقطات من أعمال سينمائية شهيرة، كان مرزوق مديراً للتصوير فيها.

قدرات الصورة غير المحدودة

تتصدر المعرض عبارة كتبها رمسيس مرزوق، تعلي من شأن الفوتوغرافيا، وتجعلها غير محدودة الإمكانات، بل وأكثر من الصورة السينمائية، التي قد تتحايل بالحركة، فالفوتوغرافيا هي الأساس. من الممكن تقسيم اللقطات إلى.. لقطات تشبه التوثيق تمثل أشخاصا يعملون، رجالا ونساء من بيئة مختلفة عن القاهرة وعالمها، تتضح ملامحهم والعوالم التي يحيون ويعيشون فيها، وسط أعمال شاقة، ليبدو التناقض ما بين قسوة العمل وبنية أجسادهم الهزيلة.
المجموعة الأخرى تتمثل في حالات متباينة للجسد الأنثوي، للكشف عن مكامن الجمال في هذا الجسد، وذلك من خلال تقنية النور والظل، فاللقطات تحاول إعادة رسم الجسد الأنثوي وفق خيال الفنان ورؤيته.
أما المجموعة الأخيرة فهي لقطات من أفلام كان مرزوق مديراً للتصوير فيها، والمسؤول الأول عن الصورة. على رأسها أعمال من إخراج يوسف شاهين، مثل، «إسكندرية كمان وكمان»، و»المهاجر»، إضافة إلى أعمال سينمائية أخرى.
ما أراد أن يُراهن عليه رمسيس مرزوق خلال المعرض هو حياة الصورة الفوتوغرافية وعالمها الخاص، هذا العالم الذي في بعض اللقطات يحيل إلى تجارب أخرى أو إحساسات يتفاعل معها المُشاهِد، قد تصل إلى التماس مع تجاربه الخاصة. حتى من خلال اللقطات المنتمية لعالم السينما/الفيلم، نجد أن الصورة من الممكن أن تكتفي بما تحتويه، بخلاف الفيلم، ذلك من خلال تقنية الرجل في التعامل مع النور والظلال وعملية توزيع الإضاءة في اللقطة ــ نتحدث عن فوتوغرافيا ــ هذه التقنية التي تتضح أكثر في اللقطات الخاصة باستعراض عالم الجسد الأنثوي، نراها في العديد من لقطات الأفلام، على رأسها فيلم «المهاجر».

الحركة

من خلال تكوين الكادر، الفراغ وحركة الجسد والمقدمة والخلفية ككتلة صخرية تحتل الجزء الأكبر مثلا من يمين الكادر، بينما الجزء الأيسر يتسع لرجلين من فئة العمال حاملي المقاطف، هنا يصبح هذا الجزء أكثر إضاءة ويبدوان وكأنهما يُصارعان الجزء المظلم/الصخور، وهو ما يؤكد معنى دراميا للصورة، ويوضح مدى ما يبذلونه من جهد بأجسادهم النحيلة أمام الطبيعة وتكوينها.
عمال آخرون يصعدون سقالة خشبية، يحملون حملاً ثقيلاً، وتبدو الحركة الصاعدة في غاية الصعوبة، فلا توجد كتل ثابتة مستقرة في اللقطة تماماً، فقط محاولة استقرار وثبات الرجال، وكأنهم في ما أشبه بمن يسير فوق الصراط، إضافة إلى خلق الإحساس بالحركة من خلال الرجال الثلاثة/تكرار العنصر في الكادر، وهم تقريباً على الحالة نفسها. أو في المقابلة بين ما تحمله المرأة من كتلة صماء تكاد تفوق حجمها، بينما يظهر وجهها ليُضيء الصورة بالكامل وابتسامتها بالكاد تعلو ملامحها على استحياء.

الموسيقى

ومن الحركة يتخلق الإيقاع، وإن كان ظاهراً في اللقطات السابقة، إلا أن هذا الإيقاع/موسيقى الصورة يبدو أكثر خِفة/همساً في اللقطات التي تستعرض جماليات الجسد الأنثوي، من خلال إيماءات تفاصيل الجسد، وما يخفيه وما يحاول أن يُظهره، تفاصيل أو تفصيلة واحدة موسومة بالنور والظلال، التي تكشف عن الجسد وتحكي عنه أكثر مما يبدو في اللقطة. أجساد أنثوية لا ملامح لصاحبتها أو لصاحبات هذه الأجساد، حالة متناغمة من التفاصيل، كل لقطة تحكي حالة وتتوسل بالأخرى، حتى أن في بعض اللقطات يبدو الجسد وهو يتلصص على صاحبته بإرادتها! ويوحي بهذه الحالة إلى المُشاهِد، حالة من التواطؤ يحتفي بها رمسيس مرزوق ويُظهرها في رقة وجرأة شديدتين.
الفنان «رمسيس مرزوق» من مواليد محافظة بني سويف 1940، حصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية قسم تصوير جامعة حلوان 1959، وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية أكاديمية الفنون تخصص تصوير 1963، إضافة إلى دراسة لمدة عام بمعهد السينما في روما عام 1964، وحاز دكتوراه في السينما من جامعة السوربون تخصص إخراج 1983.
أسس جمعية شباب السينما، وكان رئيسها، وأسس وترأس تحرير أول مجلة عن التصوير باسم «كاميرا 88»، أصدرها صالون مصر الدولي للتصوير الفوتوغرافي. اختارته السينما الفرنسية كأحد أساتذة الصورة في تاريخ السينما العالمية، وأقامت بانوراما لأعماله في متحف السينما في باريس، واقتنت المكتبة القومية الفرنسية 40 لوحة من أعماله الفوتوغرافية عام 1970. قام بتصوير ما يقارب 100 فيلم روائي، وأكثر من 20 فيلماً وثائقياً، كما أخرج العديد من الأفلام الوثائقية.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *