من القضايا التي تشغل بال المسلم الواعي بطبيعة هذاsize=3>العصر وبما تمر به الأمة الإسلامية من أزمات وما يحيط بها من تحديات؛ قضية الخطاب· size=3>ذاك أن الخطاب هو سبيل التبليغ والتواصل والتحاور بين أبناء الأمة وبينهم وبينsize=3>الآخرين، وهذا السبيل هو معيار مقدرة الأمة على ممارسة ذلك التبليغ والتواصلsize=3>والتحاور، وعلى إحلالها نفسها المكانة اللائقة بها، وما يتبع ذلك من نجاحها أوsize=3>فشلها في إقناع الآخرين بمواقفها وطروحاتها في مختلف القضاياsize=3>·
size=3>وتعد المواقفsize=3>غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي وبخاصة المواقف الصادرة عن الآخر غير المسلم تعدsize=3>أحد أبرز الإشكاليات التي يواجهها الخطاب الإسلامي في العصر الراهن·· في هذا الحوارsize=3>مع معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى نسعى إلى البحثsize=3>في أسباب هذا الإشكال وسبل علاجه وما يتصل بذلك من قضايا·· size=3>size=3>
size=3>
* كيف ترون موقف الآخر غير المسلم من الدين الإسلامي ومن المسلم؟size=3>size=3>
– size=3>لقدsize=3>بيَّن القرآن طبيعة موقف الآخر غير المسلم من الإسلام والمسلمين كما أنه يقرر ـ منsize=3>جهة أخرى ـ قاعدة راسخة من قواعد صرف الفساد عن الأرض وأهلها تلكم هي قاعدة التدافعsize=3>والتفاعل بين الناس وفي هذا يقول الله ـ تعالى ـ: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِsize=3>size=3>النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ size=3>size=3>size=3>عَلَى الْعَالَمِينَ}size=3> (251) [البقرة ]، ويقول سبحانه: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا }size=3> (40) [الحجsize=3>]·
size=3>كما يقررsize=3>القرآن مبدأ المبادرة نحو الآخر من أجل التحاور، حيث يقول ـ سبحانه ـ: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ }size=3> (64) [آل عمران]، ويعلمنا ـsize=3>سبحانه ـ آداب الحوار مع الآخر فيقول ـ تعالى ـ: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }size=3> (46) [العنكبوت] ·· إن القناعة لاsize=3>تمنع الحوار كما أن الحوار لا يلغي القناعة، والقناعة تتغير إذا لم توافق الحق عندsize=3>المخلص طالب الحقsize=3>·
size=3>ويعطي تعبير (الآخر) مفهوماً واسعاً يتسع مدلوله لكل ما هوsize=3>غير الذات، بيد أن الاستعمال الشائع لهذا اللفظ يراد به غير المسلم، والآخر هنا هوsize=3>حقيقة لطرف غير متعرض للعداوة أو ضدها، بل هو مفهوم يتسع مدلوله ليعبر عن كل ما هوsize=3>غير الذات·· ومن مظاهر الموقف غير المتجاوب مع الخطاب الإسلامي والتي طال تأثيرها: size=3>ما نُشر في صحيفة (يولاندز بوسطن) الدانماركية من رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليهsize=3>وسلم وتصويره بأنه إرهابي، ليس هذا فحسب بل أجرت الصحيفة نفسها مسابقة بين قرائهاsize=3>لاختيار أكثر الرسوم تعبيراً عن إرهاب الرسول صلى الله عليه وسلم · وما نشرتهsize=3>صحيفة (نيريكس اليهندا) السويدية من رسوم كاريكاتيرية مشينة لرسول الله صلى اللهsize=3>عليه وسلم من قبل الرسام السويدي (لارس فيلكس)· والمحاضرة التي ألقاها البابا بندكتsize=3>السادس عشر في جامعة ويجنز بورج اللاهويتة بألمانيا يوم السادس عشر من سبتمبر عام 2006size=3>م، وقال في سياقها: إن المسيحية ترتكز على مبادئ العقل والحب في حين انتشرsize=3>الإسلام بحد السيف مما يفسر الطابع العنيف للإسلام·size=3>size=3>
size=3>
* لماذا نهتم بمسلك الرفض والخصومة، ولاسيما وفي الساحة مواقف أخرى تميل إلىقبول الخطاب الإسلامي أو التعاطف معه؟size=3>size=3>
– size=3>إن ثمة أسساً يمكن الاستناد إليها فيsize=3>بيان الداعي لدراسة مثل هذه المواقف منها – على سبيل المثال لا الحصر –size=3>
أولاً: size=3>شمولية دين الإسلام وعموم رسالته للبشر كافة، قال الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }size=3> (28) [سبأ] وعليه فالمسلمونsize=3>مطالبون بتبليغ هذا الخطاب إلى الجميع أياً كانت مواقفهم ولا ضير أن يجابه هذاsize=3>الخطاب بالرفض أو العداء: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }size=3> (118) [هودsize=3>]
size=3>ثانياً: الآخر في واقعsize=3>الحضارة يعد شريكاً في الحضارة – في حال من الأحوال – تربطه بها قضايا مشتركةsize=3>ومصالح متبادلة، ومن أوجه هذه الشراكة ما يأتي: حدة الأصل البشري، فقد أعلن الإسلامsize=3>وحدة البشر، حيث تجمعهم أخوة النسب الذي يرجعون فيه إلى أبيهم آدم -عليه السلام–size=3>،size=3>قال الله -تعالى-: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }size=3> (1) [النساء]، فالناس جميعاً هم أبناء تلكsize=3>العائلة الإنسانية· ثم الكرامة الإنسانية التي يستحقها الإنسان بوصفه إنساناً، فقدsize=3>قرر الإسلام كرامة الإنسان لكونه آدمياً أياً كان جنسه أو دينه أو لونه، قال الله – size=3>تعالى -: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }size=3> (70) [الإسراء ]، فالآخرون الذين لم ينتسبواsize=3>للإسلام هم بشر لهم حق الكرامة الإنسانية· وهناك التعارف والتواصل والتعاون علىsize=3>الحق ونفع الإنسانية وعمارة الأرض، قال الله – تعالى -: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا }size=3> (13) [الحجرات ]، وقال – تعالى -: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }size=3> (2) [المائدة]، وقد شهد التاريخ أمثلة للتبادل الثقافي والتعاون بينsize=3>المسلمين وغيرهم، حيث تعامل المسلمون في حضارتهم وتاريخهم مع ما سبقهم من حضاراتsize=3>واستخدموا وطوروا كثيراً من الخصائص التي شكلت أساس الحضارة المعاصرة· وكذلك القيمsize=3>الخلقية عدلاً وبراً وإحساناً ووفاءً ورحمةً وتسامحاً وإباءً للظلم والغدر size=3>والعدوان، كما قال سبحانه: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }size=3> (8) [size=3>الممتحنة]· size=3>size=3>
size=3>
* يعتقد بعضهم أن التعامل مع الآخر يتعارض ومبدأ الولاء والبراء؟size=3>size=3>
size=3>– size=3>التعاملsize=3>مع الآخر والنظر في مواقفه لا يتعارض مع ما هو متقرر في أصول دين الإسلام من الولاءsize=3>والبراء، والاعتزاز بالدين، بل إنه يقوى به ويشتد وتزداد به صور الثقة والاعتزاز،size=3>فثمة فرق واضح بين التعامل والتعايش أو تبادل المصالح وبين الاستلاب أو الانسلاخ،size=3>بل إن المنهج السليم يقضي بفهم ذلك الآخر والتعامل معه وفق منطق الاعتزاز والثقةsize=3>بالحق دون تذبذب في الرؤية أو انحراف في الهدف·size=3>size=3>
size=3>
* يلحظ المتأمل في واقع الخطاب الإسلامي ـ اليوم ـ أنه يعاني هنات أفرزت لدىالآخرين رفضاً· · ما تعليقكم؟size=3>size=3>
– size=3>ثمة بعض الأسباب ذات الأثر في تكوين موقفsize=3>الآخرين من الخطاب الإسلامي، ومنها: النقص الظاهر في منهجية التواصل المعرفي معsize=3>الآخر أو ما يمكن أن نسميه أدبيات توصيل الخطاب، فليس كافياً أن يكون المضمونsize=3>والمحتوى حقاً أو صدقاً، بل ينبغي كذلك أن يكون أداؤه بطريقة مناسبة للمقام ومراعيةsize=3>للحال ومتناسبة مع الوضع المتجهة إليه إنسانياً ونفسياً ومادياً وفكرياً· ويظهر أثرsize=3>هذا النقص في أن كثيراً من المواقف غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي من قبل عدد منsize=3>الأطراف وفي مقدمتها الآخر غير المسلم ليست ـ عند التأمل ـ ناتجة عن رفض مطلق لماsize=3>يحمله من حق وصدق وإنما نفوراً أو استياءً من أدبيات التوصيلsize=3>·
size=3>وهناك الضعفsize=3>الذي يعيشه الخطاب الإسلامي المعاصر، والذي يعود ـ فيما يبدو ـ إلى سببين رئيسين: size=3>البعد عن العمل المؤسسي المنظم، فغالب ما تشهده الساحة ـ اليوم ـ هو نتاج اجتهاداتsize=3>فردية تفتقد التنسيق وتبني المشروعات الطموحة· وعدم مواكبة ما يستجد من قضاياsize=3>وبخاصة القضايا ذات الشأن العالمي، والاكتفاء في هذا الصدد بردود الأفعال، الأمرsize=3>الذي أفرز خطاباً ذا أسلوب إنشائي عاطفي لا يؤثر في تحريك القناعات وتغيير الرؤىsize=3>لدى الآخرين· ثم الانفرادية التي يعانيها الخطاب الإسلامي، والتي يمكن إرجاعها إلىsize=3>أمرين: الانحصار في دوائر جغرافية محددة وضيقة· والتعامل بلغة واحدة، إذ يلحظsize=3>المتابع لمسار الخطاب الإسلامي أن ثمة نمطاً من هذا الخطاب يجمع أو يحصر أزمة الأمةsize=3>في الواقع السياسي الذي تعيشه فهو لا يمارس إلا هذه اللغة ويجعل من ذلك الواقع قضيةsize=3>القضايا، يقابل ذلك نمط آخر من الخطاب الإسلامي لا يخاطب إلا فئة قد تكون دينية أوsize=3>غير دينية إلى الحد الذي أضحت فيه بعض المجتمعات الإسلامية تعيش حالة من الانقسامsize=3>والصراع الشعوريsize=3>·
size=3>وسبب آخر هو الخلاف؛ فالخلافات والخصومات الداخلية بين فئاتsize=3>الأمة الإسلامية من أهم الأسباب التي أسهمت في تكوين المواقف غير المتجاوبة معsize=3>الخطاب الإسلامي لدى الآخرين، وذلك من خلال ما أفضت إليه من اشتغال بافتعال الفتنsize=3>والخلافات الداخلية، وتجاهل لأولويات القضايا، وتغييب لروح النقد الهادف البناء،size=3>واستنزاف للجهود والطاقات والقدرات، الأمر الذي أدى -بدوره- إلى إضعاف صورة الخطابsize=3>الإسلامي لدى الآخرين وإفقاده القدرة على التأثير والإقناع والقبول في كثير منsize=3>الأحيان·size=3>size=3>
size=3>
* هذه الأسباب مرتبطة بنا نحن·· أليس من أسباب مرتبطة بالآخر؟size=3>size=3>
– size=3>صحيح· · size=3>فالقراءة في التاريخ الحضاري تكشف عن جملة من الأسباب التي كان منبعها الآخر نفسهsize=3>والتي وقفت بشكل كبير وواضح خلف صياغة المواقف والرؤى غير المتجاوبة مع الخطابsize=3>الإسلامي ومن أهمها: الموروث التاريخي: فإن لدى الآخر إرثاً تاريخياً عماده الصدامsize=3>والتعارض مع الإسلام وجميع ما يتصل به، ويضطلع هذا الموروث التاريخي بكفل في إيجادsize=3>موقف غير متجاوب مع الخطاب الإسلامي وهو ما شهد به الآخر نفسه؛ وبقراءة فاحصة فإنsize=3>هذا الإرث التاريخي يرجع في نشأته إلى سببين هما: الحروب الصليبية، والترجماتsize=3>المحرفة للقرآن الكريم ففي أعقاب سقوط مدينة طليطلة الأندلسية وخروج المسلمين منهاsize=3>ـ إبان القرن الثاني عشر الميلادي ـ شرع بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية في تعزيزsize=3>التفوق العسكري الميداني للنصرانية من خلال شن حرب ثقافية· ومن بين الرموز التي رعتsize=3>هذا التوجه الراهب (بييرموريس دي مونتبوسيير) ـ الملقب ببطرس المكرم ـ الذي كانsize=3>وراء ظهور أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية في العام 537هـ -1143م،size=3>وكلف بهذه المهمة المترجم الإنجليزي (روبرت أوف كيتون)size=3>·
size=3>وقد ورد في هذهsize=3>الترجمة رسم متخيل لصورة نبي الإسلام يستوحى من خلاله أن مبادئ هذه الديانة لا تعدوsize=3>أن تكون أفكاراً شيطانية، ولم يقف (بطرس المكرم) عند هذا الحد، بل قام بالتعليق علىsize=3>تلك الترجمة من خلال رسالة أسماها “الأدلة على الهرطقة المحمدية البغيضة المضرة“· · size=3>هذه البداية جعلت الهدف من انفتاح الآخر على الإسلام هو التأسيس الفكري للتعارضsize=3>وليس الفهم، فقد أحدثت تلك الترجمة المشوهة لمعاني القرآن الكريم ـ التي قام بهاsize=3>(روبرت أوف كيتون) لحساب بطرس المكرم ـ تأثيراً واسعاً على الفهم الأوربي المشوهsize=3>للإسلام امتد حتى القرن الثامن عشر الميلادي، فقد ظلت تنتشر مخطوطاتها حتى قامsize=3>عالمان سويسريان بطباعتها في بازل سنة 949هـ – 1543م، وعن هذه الترجمة اللاتينيةsize=3>قام (أريفابيني) الإيطالي بترجمتها إلى الإيطالية سنة 953هـ -1547م، وعن هذهsize=3>الترجمة الإيطالية قام (سالمون اشفجر) بترجمتها إلى الألمانية سنة 1025هـ -1616م،size=3>وعن هذه الترجمة الألمانية ترجمت إلى الهولندية سنة 1051هـ -1641مsize=3>·
size=3>وهناكsize=3>الاستشراق فحين فشلت الحملات الصليبية في تحقيق أهدافها المتمثلة في وقف المدsize=3>الإسلامي نشأ الاستشراق؛ وهو تيار فكري تمثَّل في الدراسات المختلفة عن الشرقsize=3>الإسلامي والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته· وقد أسهم الاستشراق فيsize=3>صياغة التصورات الغربية عن الإسلام حتى كان بمثابة المورد الفكري الرئيس لإنتاجsize=3>وتناول الصور المشوهة عن الإسلام؛ إذ كانت الغاية الحقيقية من ورائه هي معرفةsize=3>الإسلام لمحاربته وتشويهه وإبعاد النصارى عنه وإظهاره في مظهر العدو الخطر المخيف· size=3>وقد اتسمت الكتابات الاستشراقية المبكرة ـ تحديداً ـ بأن كانت من النوع المتعصبsize=3>والحاقد جداً حتى إن بعض الباحثين الغربيين في العصر الحاضر كتب نقداً لاستشراقsize=3>العصور الأوربية الوسطى كما فعل (نورمان دانيال) ـ في كتابه الإسلام والغرب ـ فقدsize=3>أشار إلى أن حقد المستشرقين الأوائل وسوء فهمهم للإسلام ما زال يؤثر في موقفsize=3>الأوربيين من الإسلام· ولا يعني هذا سلامة المستشرقين المعاصرين مما وقع فيهsize=3>أسلافهم، إذ لا يزال المساق الأكاديمي المتحكم في مجال الدراسات الإسلامية فيsize=3>الجامعات الغربية متحيزاً ضد الإسلام من خلال وصفه بأنه دين عنصري ونظري ومتخلفsize=3>وغير قادر على التفكير التحليليsize=3>·
size=3>وكذلك التنصير، حيث يظهر ذلك بجلاء لمن تأملsize=3>ما يصدر عن أولئك المنصرين من أقوال وما يتبنونه من شعارات، يقول (وليم جيفوردsize=3>بالكراف): “متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربيsize=3>يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه”، وتعد منظمة (رابطةsize=3>الرهبان لتنصير الشعوب) من أنشط المنظمات التنصيرية في العالم، وهي ترفع شعار(مليون ضد محمد) أي تجنيد مليون منصر ينتشرون في شتى أنحاء العالمsize=3>·
size=3>وثمة وجهsize=3>آخر يمارس من خلاله التنصير أدواراً لا تقل أهمية عما سبق يتمثل ذلك في ظاهرةsize=3>المنصرين التوارتيين ـ أمثال جراهام بل، وبات روبرتسون، وجيمي سواجارات ـ الذينsize=3>يمثلون اليمين النصراني المتطرف ـ وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ـ والذيsize=3>يعرف إعلامياً بـ (الصهيونية النصرانية) والحملات المسعورة التي يقودها هؤلاءsize=3>المنصرون والتي تلح على ضرورة ضرب الإسلام تمهيداً لحرب (هرمجدون) المزعومة التيsize=3>يقود فيها المسيح اليهود والنصارى للقضاء على المسلمين والوثنيينsize=3>·
size=3>وكل ما تقدمsize=3>وغيره يجعل من التنصير أحد الأسباب المؤثرة في إيجاد حالة من الخوف والتوجس وعدمsize=3>التجاوب تجاه الإسلام وجميع ما له صلة به بما في ذلك الخطاب الإسلاميsize=3>·
size=3>كما أنsize=3>وسائل الإعلام الغربية تقوم بدور كبير في رسم الصورة العدائية للإسلام والمسلمينsize=3>وتثبيتها، وذلك من خلال بناء صلة وثيقة بين كل ما هو إسلامي وبين أفكار وأفعالsize=3>العنف والإرهاب واحتقار حياة الإنسان وحقوقه، وفي هذا السياق يتم اختزال الإسلام ـsize=3>ديناً وثقافةً وحضارةً ـ في صور بعض الأشخاص المدججين بالسلاح والمهددين بزرعsize=3>الموت في كل مكان، أو صور مجموعة من الرعاع المتسمين بالهمجية والتخلف· والترويجsize=3>للنسق الغربي على أنه الإطار الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم الوجود الإسلاميsize=3>والإخبار عنه، وبالتالي أصبح الإعلام الغربي هو المصدر الإعلامي لفهم الإسلامsize=3>·
size=3>ومؤخراً أصدرت مؤسسة (رنيميد ترست) ـ البريطانية ـ تقريراً عما وصفته بالموبقاتsize=3>السبع في تكريس مفهوم الإسلاموفوبيا ـ أو الخوف من الإسلام ـ، وقد أكد التقرير علىsize=3>دور وسائل الإعلام في تكريس هذا المفهوم عبر الادعاء بأن الإسلام عدو للغرب،size=3>ويمثِّل تهديداً للثقافة الغربية، ولا سبيل لمقاومته إلا بتغييره، والترويج لمصطلحsize=3>الإسلاموفوبيا على أنه خليفة للنازية والشيوعية، وأنه يتضمن رموزاً من هذين الفكرينsize=3>وبخاصة فيما يتعلق بموضوعي الغزو والتسلل لنشر الفكر بين أتباع الثقافات الأخرىsize=3>·
size=3>وبهذا يظهر جلياً أثر الإعلام في زرع المواقف غير المتجاوبة مع الخطابsize=3>الإٍسلامي لدى الآخرين، وإذا عرف السبب بطل العجب، إذ تسيطر الصهيونية العالمية علىsize=3>أهم وسائل الاتصال العالمية ـ المسموعة والمرئية والمقروءة ـ وأوسعها انتشاراًsize=3>وأكثرها شعبيةً· size=3>size=3>
size=3>
* يتهمنا الغربيون بزرع الكراهية من خلال المناهج التعليمية·· بينما يغفلون ما تحتويه مناهجهم عن الإسلام والمسلمين؟size=3>size=3>
size=3>– size=3>نعم، ويتضح أثرsize=3>المناهج التعليمية في صياغة المواقف غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي لدى الآخرsize=3>غير المسلم من خلال ترسيخ عدد من المفاهيم الخاطئة لدى الناشئة، ومن ذلك غرسsize=3>الاتجاه لرفض الآخر المسلم، على أساس أنه مختلف عن الإنسان الغربي، وعدم تفهم دورهsize=3>في التاريخ وقيمة هذا الدورsize=3>·
size=3>ففي دراسة للدكتورة فوزية العشماوي عن الكتبsize=3>المدرسية في المناهج الأمريكية والأوربية أكدت أن ما يتعلمه التلاميذ عن الإسلامsize=3>والعالم الإسلامي لا يزيد عن 3% من المقرر الدراسي، ويكون الجزء المخصص للعالمsize=3>الإسلامي ـ غالباً ـ في إطار بلاد العالم الثالث جغرافياً وتاريخياً، أو في إطارsize=3>توزيع الثروات الطبيعية في العالم وبخاصة البترول، بينما تجعل تلك المناهج منsize=3>أوروبا وأمريكا المحور الذي تدور حوله الأحداث التاريخية المهمة، ويتم التركيز فيsize=3>هذا السياق على الأحداث التي تبرز تفوق الغرب وانتصاره على المسلمين· وإظهارsize=3>المسلمين في صورة الغزاة المتوحشين الذي يثيرون الرعب ويمثِّلون تهديداً لجيرانهم· size=3>وفي دراسة أخرى للدكتورة فوزية العشماوي ـ قامت بها تحت إشراف اليونسكو ـ عن صورةsize=3>المسلم في كتب التاريخ في نهاية المرحلة الابتدائية في فرنسا وإسبانيا واليونان،size=3>ظهر أن تدريس الإسلام يبدأ ـ في أغلب الأحيان ـ بذكر الانتشار السريع المخيفsize=3>للإسلام بالغزوات ـ في صدر الإسلام ـ ثم بالفتوحات ـ في القرنين السابع والثامنsize=3>الميلاديين ـ، وكيف أن جيوش المسلمين زحفت إلى أوروبا واكتسحت تلك البلاد واستولتsize=3>عليها بقوة السيف ونهبت الأموال والثروات إلى أن هزم المسلمين على يد (شارل مارتال)size=3>في معركة بواتييه ـ بلاط الشهداء ـ جنوب فرنسا عام 732م· مع إغفال فضل العلماءsize=3>والمفكرين والفلاسفة المسلمين على النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر الميلاديsize=3>·
size=3>كما أنهم يقومون بتوظيف المصطلحات في الصراع الحضاري إذ تعد المصطلحات أحدsize=3>أدوات الصراع الحضاري والفكري بين الأمم، وإنما كان المصطلح أداة في الصراع لأنهsize=3>الوعاء المعبر عن الفكر ولذا فإن إفساده أو تغييره يمثل خطورة كبرى على الآراء أوsize=3>الأفكار لأي أمة أو مبدأ أو مذهب· وإن من أبرز مجالات تسخير المصطلح في الصراعsize=3>الحضاري جلب الألفاظ والمصطلحات التي هي أعلام على معان سيئة وإسقاطها على الفكر أوsize=3>الرأي المخالف لتنفير الناس منه، وهو ما شهده العصر الحديث من خلال تقديم الغربsize=3>لعدة مصطلحات ولدت في بيئته، وتحمل معاني ومفاهيم خاصة بالغربيين ولها خلفيةsize=3>تاريخية منفرة لديهم وإسقاطها على المسلمين؛ الأمر الذي أسهم في تشكيل العديد منsize=3>المواقف غير المتجاوبة مع الإسلام والخطاب الإسلامي· size=3>size=3>
size=3>
* ولعل الأبرز هنا مصطلح الأصولية والإرهاب بالطبع؟size=3>size=3>
– size=3>هذا صحيح size=3>
فالأول: مصطلحsize=3>(الأصولية) الذي نشأ في الغرب وارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث اليهودي النصراني منsize=3>حيث إشارته إلى عهد سيادة الكنيسة على مقاليد الأمور إبان القرون الأوربية الوسطىsize=3>حتى أضحى علماً على التيار الشاذ المخالف للمبادئ العقلية· وعليه فإن المتلقيsize=3>الغربي الذي تصله صفة (الأصولية الإسلامية) فإن مرجعياته المفاهيمية ستلجأ إلى ذلكsize=3>التاريخ الكنسي المرتبط بقهر التقدم العلمي والإنساني، ومن ثم ستصله دلالات جامدةsize=3>ومقيتة ومتخلفة عن الإسلام size=3>
والثاني: مصطلح (الإرهاب) الذي شغل الناس وبات يهددsize=3>مصالحهم، وقد منح الغرب هذا المصطلح إمكانات كبيرة جداً تتجاوز حقوق الإنسان وتعطّلsize=3>بعض القوانين، وأضحى علماً على الإسلام والمسلمينsize=3>·
size=3>وإن ثمة أسباباً أسهمت فيsize=3>صياغة مواقف الآخرين غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي، وهذه الأسباب – عند التأمل – size=3>لا يمكن عزوها إلى الخطاب نفسه ولا إلى الآخر، بل إنها تتصل بعوامل أخرى أهمها: size=3>اختلال ميزان القوى العالمي، فبعد انهيار المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتيsize=3>تحولت قيادة العالم إلى المعسكر الغربي وانفرد بذلك القطب الواحد باعتباره الأقوىsize=3>اقتصادياً وعسكرياً وتقنياً· وهذا الاختلال في ميزان القوى العالمي وما نتج عنه منsize=3>استقلال القطب الواحد في إدارة شؤون العالم وبسط هيمنته عليه وإن كان في ظاهرهsize=3>شأناً سياسياً إلا أنه حمل في طياته تبعات كان تأثيرها فيما نحن بصدده واضحاً، بلsize=3>بالغاً وفاعلاً، فقد وجه الغرب سهامه نحو الإسلام والمسلمين باعتبارهم العدو الجديدsize=3>الذي يهدد الغرب ومصالحه، وسارعت مراكز الدراسات والبحوث في إعداد الدراسات وصياغةsize=3>النظريات التي تشوه صورة المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، ومنه الترويج للعولمة التيsize=3>يراد بها من حيث الحقيقة تعميم نموذج حضاري وثقافي واقتصادي على جميع الشعوب، وهوsize=3>نموذج مصَدَّر من الدولة الأقوى في العالم استناداً إلى الإمكانات الاقتصاديةsize=3>الضخمة، والتقدم التقني الهائل في مجالات الاتصالات للتأثير في الدول الأخرىsize=3>ثقافياً وأخلاقياً بغرض اختراقها مع ما يستتبع ذلك من فقدان الشعوب لهويتهاsize=3>وخصوصيتها وذوبان شخصيتها· size=3>
وكذلك نظرية نهاية التاريخ للكاتب الأمريكي – ذي الأصلsize=3>الياباني – (فونسيس فوكو ياما) التي قدمها في كتابه “نهاية التاريخ والإنسانsize=3>الأخير” وفيها يرى أن الإسلام يصعب أن يتكيف مع المذهب الليبرالي وأن يعترف بالحقوقsize=3>العالمية وبخاصة حرية الفكر والديانة، كما يشبه الأصولية الإسلامية التي تسعى إلىsize=3>إحياء الإسلام بالأصولية النصرانية التي تحن إلى النصرانية في الغرب· size=3>
ثم نظريةsize=3>صراع الحضارات للكاتب الأمريكي (صموئيل هنتنجتون) – الأستاذ في جامعة هارفرد – التيsize=3>قدمها في كتابه “صراع الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي” وفيها يرى أن الحضارةsize=3>الإسلامية ذات طبيعة دموية وأن الإسلام والمسلمين هم الأعداء الألداء للغرب وأنsize=3>الصراع سيقوم بين الحضارة الغربية من جهة والحضارة الإسلامية المتحالفة مع الحضارةsize=3>الكنفوشية من جهة أخرى· وهكذا فإن الخوف من الإسلام واعتباره العدو أصبح قائماًsize=3>على أسس نظرية متكاملة، ذات جذور تاريخية، اكتملت وتبلورت على أيدي أرباب الدراساتsize=3>والنظريات·size=3>size=3>
size=3>
* ألا تعتقدون أن لأحداث الحادي عشر من سبتمبر دوراً في تفاقم هذهالاشكاليات؟size=3>size=3>
– size=3>أعتقد أن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة العالميةsize=3>في مدينة نيويورك يوم 11/9/2001م – وكذا ما شاكلها كتفجيرات قطار الأنفاق في مدينةsize=3>لندن يوم 7/7/2005م – قد لعبت دوراً مباشراً في إيجاد مواقف غير متجاوبة لدى الآخرsize=3>مع الخطاب الإسلامي· ويظهر ذلك في الآثار الناجمة عن تلك التفجيرات الإرهابية والتيsize=3>اتخذت شكلين رئيسين هما تشويه صورة المسلمين· وتغذية ذهنية الكراهية تجاه الإسلامsize=3>والمسلمين ، فقد تحولت الرسالة السياسية والإعلامية في الحس الشعبي الغربي إلىsize=3>اتهام للإسلام كدين، وتنامت الاعتداءات ضد المسلمين، وأضحى الخطاب الغربي الرسميsize=3>أكثر عدوانية·size=3>size=3>
size=3>* size=3>size=3>بعد هذا التجوال في المشكلة وأسبابها·· يتبدى السؤال المنتظر: هل من سبيل للعلاج؟
size=3>size=3>– size=3>أظن أن الرؤى المقترحة لعلاج مواقفsize=3>الآخرين غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي ستتناول جانبين؛ الأول يتصل بالخطابsize=3>الإسلامي، والثاني يتصل بالآخر· فمما لا شك فيه أن الخطاب الإسلامي المعاصر فيsize=3>حاجة إلى تطوير وتجديد كي يكون فاعلاً ومؤثراً· وعند النظر فإن هذا التطويرsize=3>والتجديد لابد أن يشمل -بشكل رئيس- جوانب ثلاثة هي: مادة الخطاب، وصياغته، ووسيلته· size=3>وأعني بمادة الخطاب: المضمون الذي يتناوله وبصياغته: شكل الخطاب ولغته وأسلوبه· size=3>وبوسيلته: آلية التواصل مع من يستهدفه الخطاب· ومن الأفكار والطروحات للنهوضsize=3>بالخطاب الإسلامي في جوانبه الثلاثة سالفة الذكر· أن الإيمان بأن المراجعة والرجوعsize=3>سنة ماضية، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ فقد صح عنه صلى اللهsize=3>عليه وسلم أنه قال: “إني لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هوsize=3>خير وتحللتها” ثم تنويع مضمون الخطاب الإسلامي بين الوعظ والفقه والأخلاق والتربيةsize=3>والسياسة والاقتصاد والاجتماع، فالشريعة الإسلامية للحياة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }size=3> (24) size=3>{الأنفال: 24]، ثم إن من شأن ذلك أن يلبي حاجة الناس من جهة ويعيد الثقةsize=3>للخطاب الإسلامي من جهة أخرى· size=3>size=3>
وفيما يتصل بصياغة الخطاب الإسلامي علينا الخروجsize=3>بالخطاب الإسلامي إلى العالمية؛ وذلك باستحضار البعد العالمي في الخطاب القرآنيsize=3>باعتباره أصلاً يستمد منه الخطاب الإسلامي مادته وأسلوبه· وتناول أبرز مشكلاتsize=3>الواقع الإنساني في إطاره العالمي مع ملاحظة الفروق بين ما هو مشترك إنساني وما هوsize=3>خصوصية حضارية· والعناية بالمقاصد الشرعية وغاياتها لما لها من أثر بين المسلمينsize=3>وغيرهم من أصحاب الديانات والعقائد المخالفة، فهذه الثقافة قادرة بذاتها على إشاعةsize=3>القيم الإنسانية وتزكية التفاهم المتبادل الأمر الذي من شأنه أن يوطد سبل التقديرsize=3>والاحترام بين المتغايرين، ومن ثم فالثقافة المؤسسة على مقاصد الشريعة وأصولها تؤكدsize=3>عالمية الإسلام وتجسد قيمه بوصفه منهج حياة يستوعب الاختلاف والتنوع بين البشر· size=3>size=3>
وكذلك مراعاة طبيعة الآخر غير المسلم في ثقافته وفكره ونفسيته بغية إجادةsize=3>التعاطي معه ومن ثم التأثير فيه· والتخلص من اللغة غير المتفائلة الطاغية على كثيرsize=3>من أشكال الخطاب الإسلامي· والاقتناع بوجود أنواع من التعامل مع الواقع تقتضي قدراًsize=3>واسعاً من المرونة والفاعلية في أسلوب التعامل مع الخلاف وتحقيق صور من الإعذارsize=3>وحسن التعاطي مع الآخر، وفي هذا الصدد فإن تنوع الخطاب الإسلامي بين مائل نحوsize=3>التشدد وخطاب ينحو منحنى الاعتدال يجب اعتباره تنوعاً يفيد في التعامل والتأصيل· size=3>size=3>
وفيما يتصل بوسيلة الخطاب الإسلامي لا بد من توظيف وسائل الاتصال الحديثة،size=3>وبخاصة شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) واستثمار وسائل الإعلام – المسموعةsize=3>والمرئية والمقروءة – بشكل مكثف، وانتهاج العمل المؤسسي المنظّم، وقد يكون منsize=3>المناسب في هذا الصدد إنشاء هيئة إسلامية عالمية تضم في عضويتها الفضلاء من أهلsize=3>العلم والمعرفة والثقافة والفكر، توكل إليها مهمة وضع الخطط والبرامج العلميةsize=3>الشاملة لتطوير الخطاب الإسلامي بما يمكنه من مواجهة الحاضر والمستقبلsize=3>·
size=3>ومن أهمsize=3>السبل: فتح حوار حضاري وثقافي بين الإسلام والغرب، عماده الاحترام المتبادل،size=3>والاعتراف بالإسهامات التي قدمها كلا الطرفين· وتكثيف الاتصال بمؤسسات الأممsize=3>الأخرى الإعلامية والعلمية والثقافية والتربوية والفكرية والحرص على متابعة أنشطتهاsize=3>والمشاركة فيها من خلال الكفاءات العلمية المؤهلة· والتواصل المستمر مع المؤسساتsize=3>الإسلامية داخل المجتمع الغربي ودعمها وتفعيل مناشطها وإشراك الآخر في تلك المناشط· size=3>والعناية بالأصوات غير الإسلامية ذات الطروحات المنصفة والتي تسعى للتصحيحsize=3>والمبادرة لإظهار الحقيقة – إذ في القوم من يدعم قضايا المسلمين ويشارك في محوsize=3>التشويه الذي يعكر صفو الحقيقة الإسلامية – وتشجيعها عبر الإسهام في نشر ما لها منsize=3>نتاج والترويج لها، واستضافتها في المنتديات الثقافية والفكرية· وإنشاء وكالة أنباءsize=3>عالمية إسلامية على مستوى وكالات الأنباء العالمية لتنوير الرأي العام العالمي· size=3>وإصدار صحف عالمية إسلامية وبث قنوات فضائية بمختلف اللغات العالمية توضح للرأيsize=3>العام العالمي قضايانا المصيرية وتاريخنا وحضارتنا الإسلامية· وإنشاء دور نشر تهتمsize=3>بترجمة كتب التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والثقافةsize=3>الإسلامية إلى مختلف لغات العالم· وإقامة المؤتمرات والندوات الإسلامية الدولية علىsize=3>ألا يقتصر الحضور والمشاركة فيها على المسلمين وحدهم، بل لا بد من إشراك الجهات غيرsize=3>الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في تلك المؤتمرات والندوات والدول المتقدمة خاصةsize=3>دول مؤسسات بالدرجة الأولى وتلك نقطة مهمة تنبغي مراعاتها·size=3>size=3>
ــــــــــــــــــــــــــــــــsize=3>
مجلة الدعوة العدد 2124 | 24 ذو الحجة 1428 هـsize=3>