حوار مع الشيخ د.صالح بن حميد

حوار مع الشيخ دصالح بن حميد من القضايا التي تشغل بال المسلم الواعي بطبيعة هذا العصر وبما تمر به الأمة الإسلامية من أزمات وما يحيط بها من تحديات؛ قضية الخطاب·ذاك أن الخطاب هو سبيل التبليغ والتواصل والتحاور بين أبناء الأمة وبينهم وبين الآخرين وهذا السبيل هو معيار مقدرة الأمة على ممارسة ذلك التبليغ والتواصل..

حوار مع الشيخ د.صالح بن حميد

من القضايا التي تشغل بال المسلم الواعي بطبيعة هذاsize=3>العصر وبما تمر به الأمة الإسلامية من أزمات وما يحيط بها من تحديات؛ قضية الخطاب·  size=3>ذاك أن الخطاب هو سبيل التبليغ والتواصل والتحاور بين أبناء الأمة وبينهم وبينsize=3>الآخرين، وهذا السبيل هو معيار مقدرة الأمة على ممارسة ذلك التبليغ والتواصلsize=3>والتحاور، وعلى إحلالها نفسها المكانة اللائقة بها، وما يتبع ذلك من نجاحها أوsize=3>فشلها في إقناع الآخرين بمواقفها وطروحاتها في مختلف القضاياsize=3>· 
 
size=3>وتعد المواقفsize=3>غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي وبخاصة المواقف الصادرة عن الآخر غير المسلم تعدsize=3>أحد أبرز الإشكاليات التي يواجهها الخطاب الإسلامي في العصر الراهن·· في هذا الحوارsize=3>مع معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى نسعى إلى البحثsize=3>في أسباب هذا الإشكال وسبل علاجه وما يتصل بذلك من قضايا·· size=3>size=3>

size=3>

*  كيف ترون موقف الآخر غير المسلم من الدين الإسلامي ومن المسلم؟size=3>size=3>
size=3>لقدsize=3>بيَّن القرآن طبيعة موقف الآخر غير المسلم من الإسلام والمسلمين كما أنه يقرر ـ منsize=3>جهة أخرى ـ قاعدة راسخة من قواعد صرف الفساد عن الأرض وأهلها تلكم هي قاعدة التدافعsize=3>والتفاعل بين الناس وفي هذا يقول الله ـ تعالى ـ:  { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِsize=3>size=3>النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ size=3>size=3>size=3>عَلَى الْعَالَمِينَ}size=3> (251)  [البقرة ]، ويقول سبحانه:  { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا }size=3> (40) [الحجsize=3>
size=3>كما يقررsize=3>القرآن مبدأ المبادرة نحو الآخر من أجل التحاور، حيث يقول ـ سبحانه ـ:  { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ }size=3> (64) [آل عمران]، ويعلمنا ـsize=3>سبحانه ـ آداب الحوار مع الآخر فيقول ـ تعالى ـ: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }size=3> (46)  [العنكبوت] ·· إن القناعة لاsize=3>تمنع الحوار كما أن الحوار لا يلغي القناعة، والقناعة تتغير إذا لم توافق الحق عندsize=3>المخلص طالب الحقsize=3>·  
size=3>ويعطي تعبير (الآخر) مفهوماً واسعاً يتسع مدلوله لكل ما هوsize=3>غير الذات، بيد أن الاستعمال الشائع لهذا اللفظ يراد به غير المسلم، والآخر هنا هوsize=3>حقيقة لطرف غير متعرض للعداوة أو ضدها، بل هو مفهوم يتسع مدلوله ليعبر عن كل ما هوsize=3>غير الذات·· ومن مظاهر الموقف غير المتجاوب مع الخطاب الإسلامي  والتي طال تأثيرها: size=3>ما نُشر في صحيفة (يولاندز بوسطن) الدانماركية من رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليهsize=3>وسلم وتصويره بأنه إرهابي، ليس هذا فحسب بل أجرت الصحيفة نفسها مسابقة بين قرائهاsize=3>لاختيار أكثر الرسوم تعبيراً عن إرهاب الرسول صلى الله عليه وسلم ·  وما نشرتهsize=3>صحيفة (نيريكس اليهندا) السويدية من رسوم كاريكاتيرية مشينة لرسول الله صلى اللهsize=3>عليه وسلم من قبل الرسام السويدي (لارس فيلكس)· والمحاضرة التي ألقاها البابا بندكتsize=3>السادس عشر في جامعة ويجنز بورج اللاهويتة بألمانيا يوم السادس عشر من سبتمبر عام 2006size=3>م، وقال في سياقها: إن المسيحية ترتكز على مبادئ العقل والحب في حين انتشرsize=3>الإسلام بحد السيف مما يفسر الطابع العنيف للإسلام·size=3>size=3>

size=3>

 *  لماذا نهتم بمسلك الرفض والخصومة، ولاسيما وفي الساحة مواقف أخرى تميل إلىقبول الخطاب الإسلامي أو التعاطف معه؟size=3>size=3>
size=3>إن ثمة أسساً يمكن الاستناد إليها فيsize=3>بيان الداعي لدراسة مثل هذه المواقف منها – على سبيل المثال لا الحصر –size=3>

 أولاً: size=3>شمولية دين الإسلام وعموم رسالته للبشر كافة، قال الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }size=3> (28) [سبأ] وعليه فالمسلمونsize=3>مطالبون بتبليغ هذا الخطاب إلى الجميع أياً كانت مواقفهم ولا ضير أن يجابه هذاsize=3>الخطاب بالرفض أو العداء: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }size=3> (118) [هودsize=3>]
 
size=3>ثانياً: الآخر في واقعsize=3>الحضارة يعد شريكاً في الحضارة – في حال من الأحوال – تربطه بها قضايا مشتركةsize=3>ومصالح متبادلة، ومن أوجه هذه الشراكة ما يأتي: حدة الأصل البشري، فقد أعلن الإسلامsize=3>وحدة البشر، حيث تجمعهم أخوة النسب الذي يرجعون فيه إلى أبيهم آدم -عليه السلامsize=3>،size=3>قال الله -تعالى-:  { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }size=3> (1) [النساء]، فالناس جميعاً هم أبناء تلكsize=3>العائلة الإنسانية· ثم الكرامة الإنسانية التي يستحقها الإنسان بوصفه إنساناً، فقدsize=3>قرر الإسلام كرامة الإنسان لكونه آدمياً أياً كان جنسه أو دينه أو لونه، قال اللهsize=3>تعالى -: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }size=3> (70) [الإسراء ]، فالآخرون الذين لم ينتسبواsize=3>للإسلام هم بشر لهم حق الكرامة الإنسانية·  وهناك التعارف والتواصل والتعاون علىsize=3>الحق ونفع الإنسانية وعمارة الأرض، قال الله – تعالى -:  { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا }size=3> (13) [الحجرات ]، وقال – تعالى -:  { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }size=3> (2) [المائدة]، وقد شهد التاريخ أمثلة للتبادل الثقافي والتعاون بينsize=3>المسلمين وغيرهم، حيث تعامل المسلمون في حضارتهم وتاريخهم مع ما سبقهم من حضاراتsize=3>واستخدموا وطوروا كثيراً من الخصائص التي شكلت أساس الحضارة المعاصرة· وكذلك القيمsize=3>الخلقية عدلاً وبراً وإحساناً ووفاءً ورحمةً وتسامحاً وإباءً للظلم والغدر   size=3>والعدوان، كما قال سبحانه:  { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }size=3> (8) [size=3>الممتحنةsize=3>size=3>

size=3>

* يعتقد بعضهم أن التعامل مع الآخر يتعارض ومبدأ الولاء والبراء؟size=3>size=3>
size=3>
size=3>التعاملsize=3>مع الآخر والنظر في مواقفه لا يتعارض مع ما هو متقرر في أصول دين الإسلام من الولاءsize=3>والبراء، والاعتزاز بالدين، بل إنه يقوى به ويشتد وتزداد به صور الثقة والاعتزاز،size=3>فثمة فرق واضح بين التعامل والتعايش أو تبادل المصالح وبين الاستلاب أو الانسلاخ،size=3>بل إن المنهج السليم يقضي بفهم ذلك الآخر والتعامل معه وفق منطق الاعتزاز والثقةsize=3>بالحق دون تذبذب في الرؤية أو انحراف في الهدف·size=3>size=3>

size=3>

* يلحظ المتأمل في واقع الخطاب الإسلامي ـ اليوم ـ أنه يعاني هنات أفرزت لدىالآخرين رفضاً· · ما تعليقكم؟size=3>size=3>
size=3>ثمة بعض الأسباب ذات الأثر في تكوين موقفsize=3>الآخرين من الخطاب الإسلامي، ومنها: النقص الظاهر في منهجية التواصل المعرفي معsize=3>الآخر أو ما يمكن أن نسميه أدبيات توصيل الخطاب، فليس كافياً أن يكون المضمونsize=3>والمحتوى حقاً أو صدقاً، بل ينبغي كذلك أن يكون أداؤه بطريقة مناسبة للمقام ومراعيةsize=3>للحال ومتناسبة مع الوضع المتجهة إليه إنسانياً ونفسياً ومادياً وفكرياً· ويظهر أثرsize=3>هذا النقص في أن كثيراً من المواقف غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي من قبل عدد منsize=3>الأطراف وفي مقدمتها الآخر غير المسلم ليست ـ عند التأمل ـ ناتجة عن رفض مطلق لماsize=3>يحمله من حق وصدق وإنما نفوراً أو استياءً من أدبيات التوصيلsize=3>· 
size=3>وهناك الضعفsize=3>الذي يعيشه الخطاب الإسلامي المعاصر، والذي يعود ـ فيما يبدو ـ إلى سببين رئيسين: size=3>البعد عن العمل المؤسسي المنظم، فغالب ما تشهده الساحة ـ اليوم ـ هو نتاج اجتهاداتsize=3>فردية تفتقد التنسيق وتبني المشروعات الطموحة·  وعدم مواكبة ما يستجد من قضاياsize=3>وبخاصة القضايا ذات الشأن العالمي، والاكتفاء في هذا الصدد بردود الأفعال، الأمرsize=3>الذي أفرز خطاباً ذا أسلوب إنشائي عاطفي لا يؤثر في تحريك القناعات وتغيير الرؤىsize=3>لدى الآخرين·  ثم الانفرادية التي يعانيها الخطاب الإسلامي، والتي يمكن إرجاعها إلىsize=3>أمرين: الانحصار في دوائر جغرافية محددة وضيقة· والتعامل بلغة واحدة، إذ يلحظsize=3>المتابع لمسار الخطاب الإسلامي أن ثمة نمطاً من هذا الخطاب يجمع أو يحصر أزمة الأمةsize=3>في الواقع السياسي الذي تعيشه فهو لا يمارس إلا هذه اللغة ويجعل من ذلك الواقع قضيةsize=3>القضايا، يقابل ذلك نمط آخر من الخطاب الإسلامي لا يخاطب إلا فئة قد تكون دينية أوsize=3>غير دينية إلى الحد الذي أضحت فيه بعض المجتمعات الإسلامية تعيش حالة من الانقسامsize=3>والصراع الشعوريsize=3>· 
size=3>وسبب آخر هو الخلاف؛ فالخلافات والخصومات الداخلية بين فئاتsize=3>الأمة الإسلامية من أهم الأسباب التي أسهمت في تكوين المواقف غير المتجاوبة معsize=3>الخطاب الإسلامي لدى الآخرين، وذلك من خلال ما أفضت إليه من اشتغال بافتعال الفتنsize=3>والخلافات الداخلية،  وتجاهل لأولويات القضايا، وتغييب لروح النقد الهادف البناء،size=3>واستنزاف للجهود والطاقات والقدرات، الأمر الذي أدى -بدوره- إلى إضعاف صورة الخطابsize=3>الإسلامي لدى الآخرين وإفقاده القدرة على التأثير والإقناع والقبول في كثير منsize=3>الأحيان·size=3>size=3>

size=3>

* هذه الأسباب مرتبطة بنا نحن·· أليس من أسباب مرتبطة بالآخر؟size=3>size=3>
size=3>صحيح· · size=3>فالقراءة في التاريخ الحضاري تكشف عن جملة من الأسباب التي كان منبعها الآخر نفسهsize=3>والتي وقفت بشكل كبير وواضح خلف صياغة المواقف والرؤى غير المتجاوبة مع الخطابsize=3>الإسلامي ومن أهمها: الموروث التاريخي: فإن لدى الآخر إرثاً تاريخياً عماده الصدامsize=3>والتعارض مع الإسلام وجميع ما يتصل به، ويضطلع هذا الموروث التاريخي بكفل في إيجادsize=3>موقف غير متجاوب مع الخطاب الإسلامي وهو ما شهد به الآخر نفسه؛ وبقراءة فاحصة فإنsize=3>هذا الإرث التاريخي يرجع في نشأته إلى سببين هما: الحروب الصليبية، والترجماتsize=3>المحرفة للقرآن الكريم ففي أعقاب سقوط مدينة طليطلة الأندلسية وخروج المسلمين منهاsize=3>ـ إبان القرن الثاني عشر الميلادي ـ شرع بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية في تعزيزsize=3>التفوق العسكري الميداني للنصرانية من خلال شن حرب ثقافية· ومن بين الرموز التي رعتsize=3>هذا التوجه الراهب (بييرموريس دي مونتبوسيير) ـ الملقب ببطرس المكرم ـ الذي كانsize=3>وراء ظهور أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية في العام 537هـ -1143م،size=3>وكلف بهذه المهمة المترجم الإنجليزي (روبرت أوف كيتون)size=3>· 
size=3>وقد ورد في هذهsize=3>الترجمة رسم متخيل لصورة نبي الإسلام يستوحى من خلاله أن مبادئ هذه الديانة لا تعدوsize=3>أن تكون أفكاراً شيطانية، ولم يقف (بطرس المكرم) عند هذا الحد، بل قام بالتعليق علىsize=3>تلك الترجمة من خلال رسالة أسماها “الأدلة على الهرطقة المحمدية البغيضة المضرة“· · size=3>هذه البداية جعلت الهدف من انفتاح الآخر على الإسلام هو التأسيس الفكري للتعارضsize=3>وليس الفهم، فقد أحدثت تلك الترجمة المشوهة لمعاني القرآن الكريم ـ التي قام بهاsize=3>(روبرت أوف كيتون) لحساب بطرس المكرم ـ تأثيراً واسعاً على الفهم الأوربي المشوهsize=3>للإسلام امتد حتى القرن الثامن عشر الميلادي، فقد ظلت تنتشر مخطوطاتها حتى قامsize=3>عالمان سويسريان بطباعتها في بازل سنة 949هـ – 1543م، وعن هذه الترجمة اللاتينيةsize=3>قام (أريفابيني) الإيطالي بترجمتها إلى الإيطالية سنة 953هـ -1547م، وعن هذهsize=3>الترجمة الإيطالية قام (سالمون اشفجر) بترجمتها إلى الألمانية سنة 1025هـ -1616م،size=3>وعن هذه الترجمة الألمانية ترجمت إلى الهولندية سنة 1051هـ -1641مsize=3>· 
size=3>وهناكsize=3>الاستشراق فحين فشلت الحملات الصليبية في تحقيق أهدافها المتمثلة في وقف المدsize=3>الإسلامي نشأ الاستشراق؛ وهو تيار فكري تمثَّل في الدراسات المختلفة عن الشرقsize=3>الإسلامي والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته· وقد أسهم الاستشراق فيsize=3>صياغة التصورات الغربية عن الإسلام حتى كان بمثابة المورد الفكري الرئيس لإنتاجsize=3>وتناول الصور المشوهة عن الإسلام؛ إذ كانت الغاية الحقيقية من ورائه هي معرفةsize=3>الإسلام لمحاربته وتشويهه وإبعاد النصارى عنه وإظهاره في مظهر العدو الخطر المخيف· size=3>وقد اتسمت الكتابات الاستشراقية المبكرة ـ تحديداً ـ بأن كانت من النوع المتعصبsize=3>والحاقد جداً حتى إن بعض الباحثين الغربيين في العصر الحاضر كتب نقداً لاستشراقsize=3>العصور الأوربية الوسطى كما فعل (نورمان دانيال) ـ في كتابه الإسلام والغرب ـ فقدsize=3>أشار إلى أن حقد المستشرقين الأوائل وسوء فهمهم للإسلام ما زال يؤثر في موقفsize=3>الأوربيين من الإسلام· ولا يعني هذا سلامة المستشرقين المعاصرين مما وقع فيهsize=3>أسلافهم، إذ لا يزال المساق الأكاديمي المتحكم في مجال الدراسات الإسلامية فيsize=3>الجامعات الغربية متحيزاً ضد الإسلام من خلال وصفه بأنه دين عنصري ونظري ومتخلفsize=3>وغير قادر على التفكير التحليليsize=3>· 
size=3>وكذلك التنصير، حيث يظهر ذلك بجلاء لمن تأملsize=3>ما يصدر عن أولئك المنصرين من أقوال وما يتبنونه من شعارات، يقول (وليم جيفوردsize=3>بالكراف): “متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربيsize=3>يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه”، وتعد منظمة (رابطةsize=3>الرهبان لتنصير الشعوب) من أنشط المنظمات التنصيرية في العالم، وهي ترفع شعار(مليون ضد محمد) أي تجنيد مليون منصر ينتشرون في شتى أنحاء العالمsize=3>·
size=3>وثمة وجهsize=3>آخر يمارس من خلاله التنصير أدواراً لا تقل أهمية عما سبق يتمثل ذلك في ظاهرةsize=3>المنصرين التوارتيين ـ أمثال جراهام بل، وبات روبرتسون، وجيمي سواجارات ـ الذينsize=3>يمثلون اليمين النصراني المتطرف ـ وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ـ والذيsize=3>يعرف إعلامياً بـ (الصهيونية النصرانية) والحملات المسعورة التي يقودها هؤلاءsize=3>المنصرون والتي تلح على ضرورة ضرب الإسلام تمهيداً لحرب (هرمجدون) المزعومة التيsize=3>يقود فيها المسيح اليهود والنصارى للقضاء على المسلمين والوثنيينsize=3>· 
size=3>وكل ما تقدمsize=3>وغيره يجعل من التنصير أحد الأسباب المؤثرة في إيجاد حالة من الخوف والتوجس وعدمsize=3>التجاوب تجاه الإسلام وجميع ما له صلة به بما في ذلك الخطاب الإسلاميsize=3>· 
size=3>كما أنsize=3>وسائل الإعلام الغربية تقوم بدور كبير في رسم الصورة العدائية للإسلام والمسلمينsize=3>وتثبيتها، وذلك من خلال بناء صلة وثيقة بين كل ما هو إسلامي وبين أفكار وأفعالsize=3>العنف والإرهاب واحتقار حياة الإنسان وحقوقه، وفي هذا السياق يتم اختزال الإسلام ـsize=3>ديناً وثقافةً وحضارةً ـ  في صور بعض الأشخاص المدججين بالسلاح والمهددين بزرعsize=3>الموت في كل مكان، أو صور مجموعة من الرعاع المتسمين بالهمجية والتخلف· والترويجsize=3>للنسق الغربي على أنه الإطار الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم الوجود الإسلاميsize=3>والإخبار عنه، وبالتالي أصبح الإعلام الغربي هو المصدر الإعلامي لفهم الإسلامsize=3>·
size=3>ومؤخراً أصدرت مؤسسة (رنيميد ترست) ـ البريطانية ـ تقريراً عما وصفته بالموبقاتsize=3>السبع في تكريس مفهوم الإسلاموفوبيا ـ أو الخوف من الإسلام ـ، وقد أكد التقرير علىsize=3>دور وسائل الإعلام في تكريس هذا المفهوم عبر الادعاء بأن الإسلام عدو للغرب،size=3>ويمثِّل تهديداً للثقافة الغربية، ولا سبيل لمقاومته إلا بتغييره، والترويج لمصطلحsize=3>الإسلاموفوبيا على أنه خليفة للنازية والشيوعية، وأنه يتضمن رموزاً من هذين الفكرينsize=3>وبخاصة فيما يتعلق بموضوعي الغزو والتسلل لنشر الفكر بين أتباع الثقافات الأخرىsize=3>·
size=3>وبهذا يظهر جلياً أثر الإعلام في زرع المواقف غير المتجاوبة مع الخطابsize=3>الإٍسلامي لدى الآخرين، وإذا عرف السبب بطل العجب، إذ تسيطر الصهيونية العالمية علىsize=3>أهم وسائل الاتصال العالمية ـ المسموعة والمرئية والمقروءة ـ وأوسعها انتشاراًsize=3>وأكثرها شعبيةً·  size=3>size=3>

size=3>

* يتهمنا الغربيون بزرع الكراهية من خلال المناهج التعليمية·· بينما يغفلون ما تحتويه مناهجهم عن الإسلام والمسلمين؟size=3>size=3>
size=3>
size=3>نعم، ويتضح أثرsize=3>المناهج التعليمية في صياغة المواقف غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي لدى الآخرsize=3>غير المسلم من خلال ترسيخ عدد من المفاهيم الخاطئة لدى الناشئة، ومن ذلك غرسsize=3>الاتجاه لرفض الآخر المسلم، على أساس أنه مختلف عن الإنسان الغربي، وعدم تفهم دورهsize=3>في التاريخ وقيمة هذا الدورsize=3>· 
size=3>ففي دراسة للدكتورة فوزية العشماوي عن الكتبsize=3>المدرسية في المناهج الأمريكية والأوربية أكدت أن ما يتعلمه التلاميذ عن الإسلامsize=3>والعالم الإسلامي لا يزيد عن 3% من المقرر الدراسي، ويكون الجزء المخصص للعالمsize=3>الإسلامي ـ غالباً ـ في إطار بلاد العالم الثالث جغرافياً وتاريخياً، أو في إطارsize=3>توزيع الثروات الطبيعية في العالم وبخاصة البترول، بينما تجعل تلك المناهج منsize=3>أوروبا وأمريكا المحور الذي تدور حوله الأحداث التاريخية المهمة، ويتم التركيز فيsize=3>هذا السياق على الأحداث التي تبرز تفوق الغرب وانتصاره على المسلمين·  وإظهارsize=3>المسلمين في صورة الغزاة المتوحشين الذي يثيرون الرعب ويمثِّلون تهديداً لجيرانهم· size=3>وفي دراسة أخرى للدكتورة فوزية العشماوي ـ قامت بها تحت إشراف اليونسكو ـ عن صورةsize=3>المسلم في كتب التاريخ في نهاية المرحلة الابتدائية في فرنسا وإسبانيا واليونان،size=3>ظهر أن تدريس الإسلام يبدأ ـ في أغلب الأحيان ـ بذكر الانتشار السريع المخيفsize=3>للإسلام بالغزوات ـ في صدر الإسلام ـ ثم بالفتوحات ـ في القرنين السابع والثامنsize=3>الميلاديين ـ، وكيف أن جيوش المسلمين زحفت إلى أوروبا واكتسحت تلك البلاد واستولتsize=3>عليها بقوة السيف ونهبت الأموال والثروات إلى أن هزم المسلمين على يد (شارل مارتال)size=3>في معركة بواتييه ـ بلاط الشهداء ـ جنوب فرنسا عام 732م· مع إغفال فضل العلماءsize=3>والمفكرين والفلاسفة المسلمين على النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر الميلاديsize=3>·  
size=3>كما أنهم يقومون بتوظيف المصطلحات في الصراع الحضاري إذ تعد المصطلحات أحدsize=3>أدوات الصراع الحضاري والفكري بين الأمم، وإنما كان المصطلح أداة في الصراع لأنهsize=3>الوعاء المعبر عن الفكر ولذا فإن إفساده أو تغييره يمثل خطورة كبرى على الآراء أوsize=3>الأفكار لأي أمة أو مبدأ أو مذهب·  وإن من أبرز مجالات تسخير المصطلح في الصراعsize=3>الحضاري جلب الألفاظ والمصطلحات التي هي أعلام على معان سيئة وإسقاطها على الفكر أوsize=3>الرأي المخالف لتنفير الناس منه، وهو ما شهده العصر الحديث من خلال تقديم الغربsize=3>لعدة مصطلحات ولدت في بيئته، وتحمل معاني ومفاهيم خاصة بالغربيين ولها خلفيةsize=3>تاريخية منفرة لديهم وإسقاطها على المسلمين؛ الأمر الذي أسهم في تشكيل العديد منsize=3>المواقف غير المتجاوبة مع الإسلام والخطاب الإسلامي·  size=3>size=3>

size=3>

* ولعل الأبرز هنا مصطلح الأصولية والإرهاب بالطبع؟size=3>size=3>
size=3>هذا صحيح size=3>

فالأول: مصطلحsize=3>(الأصولية) الذي نشأ في الغرب وارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث اليهودي النصراني منsize=3>حيث إشارته إلى عهد سيادة الكنيسة على مقاليد الأمور إبان القرون الأوربية الوسطىsize=3>حتى أضحى علماً على التيار الشاذ المخالف للمبادئ العقلية· وعليه فإن المتلقيsize=3>الغربي الذي تصله صفة (الأصولية الإسلامية) فإن مرجعياته المفاهيمية ستلجأ إلى ذلكsize=3>التاريخ الكنسي المرتبط بقهر التقدم العلمي والإنساني، ومن ثم ستصله دلالات جامدةsize=3>ومقيتة ومتخلفة عن الإسلام  size=3>

والثاني: مصطلح (الإرهاب) الذي شغل الناس وبات يهددsize=3>مصالحهم، وقد منح الغرب هذا المصطلح إمكانات كبيرة جداً تتجاوز حقوق الإنسان وتعطّلsize=3>بعض القوانين، وأضحى علماً على الإسلام والمسلمينsize=3>·
size=3>وإن ثمة أسباباً أسهمت فيsize=3>صياغة مواقف الآخرين غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي، وهذه الأسباب – عند التأملsize=3>لا يمكن عزوها إلى الخطاب نفسه ولا إلى  الآخر، بل إنها تتصل بعوامل أخرى أهمها: size=3>اختلال ميزان القوى العالمي، فبعد انهيار المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتيsize=3>تحولت قيادة العالم إلى المعسكر الغربي وانفرد بذلك القطب الواحد باعتباره الأقوىsize=3>اقتصادياً وعسكرياً وتقنياً· وهذا الاختلال في ميزان القوى العالمي وما نتج عنه منsize=3>استقلال القطب الواحد في إدارة شؤون العالم وبسط هيمنته عليه وإن كان في ظاهرهsize=3>شأناً سياسياً إلا أنه حمل في طياته تبعات كان تأثيرها فيما نحن بصدده واضحاً، بلsize=3>بالغاً وفاعلاً، فقد وجه الغرب سهامه نحو الإسلام والمسلمين باعتبارهم العدو الجديدsize=3>الذي يهدد الغرب ومصالحه، وسارعت مراكز الدراسات والبحوث في إعداد الدراسات وصياغةsize=3>النظريات التي تشوه صورة المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، ومنه الترويج للعولمة التيsize=3>يراد بها من حيث الحقيقة تعميم نموذج حضاري وثقافي واقتصادي على جميع الشعوب، وهوsize=3>نموذج مصَدَّر من الدولة الأقوى في العالم استناداً إلى الإمكانات الاقتصاديةsize=3>الضخمة، والتقدم التقني الهائل في مجالات الاتصالات للتأثير في الدول الأخرىsize=3>ثقافياً وأخلاقياً بغرض اختراقها مع ما يستتبع ذلك من فقدان الشعوب لهويتهاsize=3>وخصوصيتها وذوبان شخصيتها·  size=3>

وكذلك نظرية نهاية التاريخ للكاتب الأمريكي – ذي الأصلsize=3>الياباني – (فونسيس  فوكو ياما) التي قدمها في كتابه “نهاية التاريخ والإنسانsize=3>الأخير” وفيها يرى أن الإسلام يصعب أن يتكيف مع المذهب الليبرالي وأن يعترف بالحقوقsize=3>العالمية وبخاصة حرية الفكر والديانة، كما يشبه الأصولية الإسلامية التي تسعى إلىsize=3>إحياء الإسلام بالأصولية النصرانية التي تحن إلى النصرانية في الغرب·  size=3>

ثم نظريةsize=3>صراع الحضارات للكاتب الأمريكي (صموئيل هنتنجتون) – الأستاذ في جامعة هارفرد – التيsize=3>قدمها في كتابه “صراع الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي” وفيها يرى أن الحضارةsize=3>الإسلامية ذات طبيعة دموية وأن الإسلام والمسلمين هم الأعداء الألداء للغرب وأنsize=3>الصراع سيقوم بين الحضارة الغربية من جهة والحضارة الإسلامية المتحالفة مع الحضارةsize=3>الكنفوشية من جهة أخرى·  وهكذا فإن الخوف من الإسلام واعتباره العدو أصبح قائماًsize=3>على أسس نظرية  متكاملة، ذات جذور تاريخية، اكتملت وتبلورت على أيدي أرباب الدراساتsize=3>والنظريات·size=3>size=3>

size=3>

ألا تعتقدون أن لأحداث الحادي عشر من سبتمبر دوراً في تفاقم هذهالاشكاليات؟size=3>size=3>
size=3>أعتقد أن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة العالميةsize=3>في مدينة نيويورك يوم 11/9/2001م – وكذا ما شاكلها كتفجيرات قطار الأنفاق في مدينةsize=3>لندن يوم 7/7/2005م – قد لعبت دوراً مباشراً في إيجاد مواقف غير متجاوبة لدى الآخرsize=3>مع الخطاب الإسلامي· ويظهر ذلك في الآثار الناجمة عن تلك التفجيرات الإرهابية والتيsize=3>اتخذت شكلين رئيسين هما تشويه صورة المسلمين· وتغذية ذهنية الكراهية تجاه الإسلامsize=3>والمسلمين ، فقد تحولت الرسالة السياسية والإعلامية في الحس الشعبي الغربي إلىsize=3>اتهام للإسلام كدين، وتنامت الاعتداءات ضد المسلمين، وأضحى الخطاب الغربي الرسميsize=3>أكثر عدوانية·size=3>size=3>


size=3>* size=3>
size=3>بعد هذا التجوال في المشكلة وأسبابها·· يتبدى السؤال المنتظر: هل من سبيل للعلاج؟
size=3>
size=3>size=3>أظن أن الرؤى المقترحة لعلاج مواقفsize=3>الآخرين غير المتجاوبة مع الخطاب الإسلامي ستتناول جانبين؛ الأول يتصل بالخطابsize=3>الإسلامي، والثاني يتصل بالآخر·  فمما لا شك فيه أن الخطاب الإسلامي المعاصر فيsize=3>حاجة إلى تطوير وتجديد كي يكون فاعلاً ومؤثراً·  وعند النظر فإن هذا التطويرsize=3>والتجديد لابد أن يشمل -بشكل رئيس- جوانب ثلاثة هي: مادة الخطاب، وصياغته، ووسيلته· size=3>وأعني بمادة الخطاب: المضمون الذي يتناوله وبصياغته: شكل الخطاب ولغته وأسلوبه· size=3>وبوسيلته: آلية التواصل مع من يستهدفه الخطاب· ومن الأفكار والطروحات للنهوضsize=3>بالخطاب الإسلامي في جوانبه الثلاثة سالفة الذكر· أن الإيمان بأن المراجعة والرجوعsize=3>سنة ماضية، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ فقد صح عنه صلى اللهsize=3>عليه وسلم أنه قال: “إني لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هوsize=3>خير وتحللتها” ثم تنويع مضمون الخطاب الإسلامي بين الوعظ والفقه والأخلاق والتربيةsize=3>والسياسة والاقتصاد والاجتماع، فالشريعة الإسلامية للحياة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }size=3> (24) size=3>{الأنفال: 24]، ثم إن من شأن ذلك أن يلبي حاجة الناس من جهة ويعيد الثقةsize=3>للخطاب الإسلامي من جهة أخرى· size=3>size=3>

وفيما يتصل بصياغة الخطاب الإسلامي علينا الخروجsize=3>بالخطاب الإسلامي إلى العالمية؛ وذلك باستحضار البعد العالمي في الخطاب القرآنيsize=3>باعتباره أصلاً يستمد منه الخطاب الإسلامي مادته وأسلوبه· وتناول أبرز مشكلاتsize=3>الواقع الإنساني في إطاره العالمي مع ملاحظة الفروق بين ما هو مشترك إنساني وما هوsize=3>خصوصية حضارية· والعناية بالمقاصد الشرعية وغاياتها لما لها من أثر بين المسلمينsize=3>وغيرهم من أصحاب الديانات والعقائد المخالفة، فهذه الثقافة قادرة بذاتها على إشاعةsize=3>القيم الإنسانية وتزكية التفاهم المتبادل الأمر الذي من شأنه أن يوطد سبل التقديرsize=3>والاحترام بين المتغايرين، ومن ثم فالثقافة المؤسسة على مقاصد الشريعة وأصولها تؤكدsize=3>عالمية الإسلام وتجسد قيمه بوصفه منهج حياة يستوعب الاختلاف والتنوع بين البشر· size=3>size=3>

وكذلك مراعاة طبيعة الآخر غير المسلم في ثقافته وفكره ونفسيته بغية إجادةsize=3>التعاطي معه ومن ثم التأثير فيه· والتخلص من اللغة غير المتفائلة الطاغية على كثيرsize=3>من أشكال الخطاب الإسلامي· والاقتناع بوجود أنواع من التعامل مع الواقع تقتضي قدراًsize=3>واسعاً من المرونة والفاعلية في أسلوب التعامل مع الخلاف وتحقيق صور من الإعذارsize=3>وحسن التعاطي مع الآخر، وفي هذا الصدد فإن تنوع الخطاب الإسلامي بين مائل نحوsize=3>التشدد وخطاب ينحو منحنى الاعتدال يجب اعتباره تنوعاً يفيد في التعامل والتأصيل· size=3>size=3>

وفيما يتصل بوسيلة الخطاب الإسلامي لا بد من توظيف وسائل الاتصال الحديثة،size=3>وبخاصة شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) واستثمار وسائل الإعلام – المسموعةsize=3>والمرئية والمقروءة – بشكل مكثف، وانتهاج العمل المؤسسي المنظّم، وقد يكون منsize=3>المناسب في هذا الصدد إنشاء هيئة إسلامية عالمية تضم في عضويتها الفضلاء من أهلsize=3>العلم والمعرفة والثقافة والفكر، توكل إليها مهمة وضع الخطط والبرامج العلميةsize=3>الشاملة لتطوير الخطاب الإسلامي بما يمكنه من مواجهة الحاضر والمستقبلsize=3>·
size=3>ومن أهمsize=3>السبل: فتح حوار حضاري وثقافي بين الإسلام والغرب، عماده الاحترام  المتبادل،size=3>والاعتراف بالإسهامات التي قدمها كلا الطرفين·  وتكثيف الاتصال بمؤسسات الأممsize=3>الأخرى الإعلامية والعلمية والثقافية والتربوية والفكرية والحرص على متابعة أنشطتهاsize=3>والمشاركة فيها من خلال الكفاءات العلمية المؤهلة·  والتواصل المستمر مع المؤسساتsize=3>الإسلامية داخل المجتمع الغربي ودعمها وتفعيل مناشطها وإشراك الآخر في تلك المناشط· size=3>والعناية بالأصوات غير الإسلامية ذات الطروحات المنصفة والتي تسعى للتصحيحsize=3>والمبادرة لإظهار الحقيقة – إذ في القوم من يدعم قضايا المسلمين ويشارك في محوsize=3>التشويه الذي يعكر صفو الحقيقة الإسلامية – وتشجيعها عبر الإسهام في نشر ما لها منsize=3>نتاج والترويج لها، واستضافتها في المنتديات الثقافية والفكرية· وإنشاء وكالة أنباءsize=3>عالمية إسلامية على مستوى وكالات الأنباء العالمية لتنوير الرأي العام العالمي· size=3>وإصدار صحف عالمية إسلامية وبث قنوات فضائية بمختلف اللغات العالمية توضح للرأيsize=3>العام العالمي قضايانا المصيرية وتاريخنا وحضارتنا الإسلامية·  وإنشاء دور نشر تهتمsize=3>بترجمة كتب التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والثقافةsize=3>الإسلامية إلى مختلف لغات العالم· وإقامة المؤتمرات والندوات الإسلامية الدولية علىsize=3>ألا يقتصر الحضور والمشاركة فيها على المسلمين وحدهم، بل لا بد من إشراك الجهات غيرsize=3>الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في تلك المؤتمرات والندوات والدول المتقدمة خاصةsize=3>دول مؤسسات بالدرجة الأولى وتلك نقطة مهمة تنبغي مراعاتها·size=3>size=3>

ــــــــــــــــــــــــــــــــsize=3>

مجلة الدعوة العدد 2124 | 24 ذو الحجة 1428 هـsize=3>

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *