‘);
}

فضل سورة الرحمن وسبب نزولها

نزل القرآن الكريم على النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- متتابعاً بحسب المواقف، والظروف التي يمرّ بها، ومن ذلك نزول سورة الرحمن، حيث كان نزولها لأكثر من سببٍ ذكره العلماء، فقد قيل إنّ سبب نزولها يتمثّل بأنّ المشركين الذين تساءلوا عن الرحمن، حين نزلت الآية الكريمة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)،[١] فقد كان جزءٌ من الإجابة على كلامهم، التعريف بالرحمن، في سورةٍ كان مطلعها اسم الله -تعالى- الرحمن، وقد ورد كذلك أنّ المشركين زعموا أنّ القرآن الكريم هو تعليم أحد البشر للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله -تعالى- سورة الرحمن؛ ليؤكّد أنّ القرآن هو تعليم الرحمن للنبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وورد أيضاً من أسباب نزول سورة الرحمن، أنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- قد ذكر يوم القيامة مرّةً؛ فخاف وجزع من أحداثه ووزنه، ومن ذكر الجنة والنار، فقال: (وددتُ أنّي كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق)، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).[٢][٣]

وأمّا مميزات وفضائل تلك السورة الكريمة فإنّها كثيرةٌ، فإنّ أسلوب الآيات وتنسيق الكلمات فيها بديعٌ، وافتتاحها باهرٌ بذكر اسمٍ من أسماء الله الحسنى؛ وهو الرحمن، وقد عدّد الله فيها الكثير من النعم على الإنسان، وامتنّ عليه بها، وقد كان أولها: أن علّم الإنسان القرآن، وإنّ الله -تعالى- قد استخدم فيها أسلوب الترغيب والترهيب، إذ ذكر شيئاً من أهوال يوم القيامة، وعذاب المجرمين الأشقياء، ثم ذكر شيئاً من التفصيل المقام الرفيع للمؤمن صاحب الخشية لله تعالى، وذكر التحدّي من الله -تعالى- للثقلين؛ الإنس والجنّ، بأن يكذّبا كلّ تلك القدرات والنعم، والتجلّيات التي أوضحها الله في كونه، وكلّ تلك المميزات ظهرت جليّاً في السورة.[٣]