‘);
}

الحكمة من اقتران الزكاة بالصلاة

تُعدّ الزّكاة ثالث الأركان التي يُبنى عليها الإسلام،[١] وقد وردت في تسعةٍ وعشرين موضعاً في القرآن الكريم، انفردت بالذّكر في موضعين منها فقط وهما: في قول الله -تعالى-: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ)،[٢] وقوله -تعالى-: (الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)،[٣][٤] أمّا في بقية المواضع فقد ذُكرت مقترنة بالصلاة إمّا بلفظ الزكاة كقوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)،[٥] وقوله -تعالى-: (وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ)،[٦] وقوله -تعالى-: (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ)،[٧][٨][٩] أو بما يُشير إليها من الأساليب والتعابير المختلفة، كقوله -تعالى-: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[١٠][١١]

ولا ريب بأنّ الحكمة في اقتران الزكاة بالصلاة وهي عمود الدين ما كانت إلّا للدلالة على أهمية الزكاة ومكانتها العظيمة في الإسلام، وممّا يُوضِّح ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ له مَالُهُ يَومَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أقْرَعَ له زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي بشِدْقَيْهِ – ثُمَّ يقولُ أنَا مَالُكَ أنَا كَنْزُكَ)،[١٢] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ، صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ).[١٣][١٤][١٥]

كما أنّ الصلاة في ذاتها وحقيقتها زكاةٌ، فكما أنّ الزّكاة عبادةٌ يُطهّر بها المال، كذلك الصلاة عبادةٌ يُطهّر بها وقت المسلم، حيث إنّ ما يبذله ويُنفقه من وقته لِأداء الصلاة ما هو إلّا تطهير لعموم وقته من المعاصي والآثام التي قد تتخلّله،[١١] وتجدر الإشارة إلى توضيح ثلاثة أمورٍ: