تعريف العنف بشكل عام وانواعه وكيفية القضاء عليه

نتحدث اليوم عن تعريف العنف بشكل عام وانواعه وكيفية القضاء عليه في المجتمعات المختلفة فهو من الظواهر التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم

mosoah

العنف

نتحدث اليوم عن تعريف العنف بشكل عام وانواعه وكيفية القضاء عليه في المجتمعات المختلفة فهو من الظواهر التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن العنف موجود ومرتبط بوجود الإنسان، إلا أن السلوكيات الإنسانية لم تكن بهذا القدر من قبل، والعنف له العديد من الصور والأشكال، التي تؤثر بالسلب على الروابط الأسرية التي تكوِّن النواة لمجتمع سوي، أو مريض، فمتى كانت الأسرة مترابطة ومتماسكة كان المجتمع قويًا، وحينما تتفكك الأسرة يصبح من الصعب الوثوق في حال المجتمع، والشعور بالأمن فيه، وعبر المقال التالي من موسوعة سنتحدث عن العنف بالتفصيل فتابعوا معنا.

تعريف العنف بشكل عام

يتم تعريفه بأنه عقد العزم والنية على ارتكاب سلك من السلوكيات، سواء الأفعال أو الأقوال، ويتسبب في إحداث الأذى للآخرين، سواء كان هذا الأذى ماديًا، أو معنويًا.

ويقال في تعريفه أنه القيام بأفعال أو أقوال ضد الآخرين تفتقر إلى اللين والرفق، وتتسم بالقسوة والشدة، وينتج عنها الأضرار الحسية والمعنوية للموجه لهم.

أنواع العنف

كما ذكرنا فإن للعنف أنواعًا كثيرة ومتعددة، نذكر بعضًا منها.

  • العنف الجسدي

وهذا النوع يعتبر النوع الأكثر وضوحًا، وشيوعًا، ويشمل جميع أنواع الإيذاء البدني المباشر كالضرب والصعق بالكهرباء، وغير المباشر كتغيير الغذاء أو الدواء أو درجات الحرارة التي يحتاج إليها الفرد مما يتسبب له في الأذى الجسدي.

  • العنف اللفظي

يكثر انتشاره بين الفئات العمرية المختلفة، التي امتدت إلى الأطفال دون العاشرة، وهو عبارة عن النطق بالألفاظ غير اللائقة وتوجيهها إلى الأشخاص الآخرين، أو كتابة تلك الألفاظ عبر مواقع الإنترنت المختلفة، أو على جدران الشوارع أو اللافتات المختلفة.

  • العنف النفسي

أقسى أنواع العنف، والتي قد لا يعتد بوجودها البعض، على الرغم من آثاره السيئة التي لا تزول، ويشمل السخرية من الآخرين، والتحقير منهم، وإشعارهم بالدونية، والتهديد، وإثارة الشعور بالفزع والخوف.

أشكال العنف

  • العنف الروحي

يعتبر من أشد أشكال العنف تأثيرًا على النفس، وهو استغلال معتقد معين للشخص لتوجيهه للقيام بأفعال معينه، والسيطرة عليه، كما أنه يشمل الاستهزاء بمعتقدات الآخرين، والمنع من ممارسة الشعائر الدينية، أو إجبار أحد على تغيير معتقداته.

  • العنف المجتمعي

هو تحكم العادات والتقاليد المتوارثة من الأجيال القديمة للتحكم في حياة ومصائر الأشخاص الآخرين، حتى وإن كانت تلك العادات خاطئة، أو أنها لم تعد مناسبة للعصر الذي يعش فيه الشخص.

ومن أمثلته الظاهرة بشدة في بعض المجتمعات: الزواج المبكر، وأد البنات، ختان الإناث، منع المرأة من العمل ومن السفر لأغراض العمل أو التعلم، ومنعها من قيادة السيارة.

  • الإهمال

يعتبر الإهمال واحدًا من أسوأ الأفعال التي تدل على العنف، لأنه يترك الآثار النفسية شديدة السوء على المتضررين، وخاصة إن كان الإهمال قد تم في مرحلة الطفولة، كإهمال الرعاية، أو العطف من الوالدين، أو الإهمال في تربية الأولاد، فهذا الإهمال آثاره لا تنمحي بمرور السنوات.

  • العنف الجنسي

ويكون بإجبار الشخص على ارتكاب أي فعل من الأفعال الجنسية بغير رضاه، ولا يشترط أن تكون علاقة كاملة بل يشمل ارتكاب أي فعل من الأفعال التي تدخل تحت مفهوم الانتهاكات الجسدية، كالتلفظ بالألفاظ المنافية للآداب، أو إجبار الشخص على مشاهدة الأفلام الإباحية، أو الامتناع عن الإشباع الجنسي للشريك وغير ذلك من الأفعال التي تندرج تحت مفهوم العنف.

أضرار العنف

يعاني العالم أجمع من مشكلة العنف، وهناك العديد من الأضرار التي تنتج عن هذه الظاهرة والتي من أهمها:

  • القضاء على حياة الأشخاص الأبرياء، فوفقًا للتقديرات العالمية، يصل أعداد المتوفين نتيجة العنف كل عام إلى ما يزيد عن 5 مليون شخص.
  • يتسبب في التسبب في الأمراض النفسية للمعنَّفين.
  • يتسبب في ظهور السلوكيات العدوانية والإجرامية على من يمارس ضدهم العنف.
  • العنف لا يولد إلا العنف، هذه الحكمة تدل على الضرر البالغ له، فمن يُرتكب ضده العنف، يعتقد بأنه الوسيلة الوحيدة للحصول على حقه.
  • تهديد الروابط المجتمعية، والشعور بعدم الأمن.

أسباب العنف

  • من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتكاب الأفعال العنيفة ضد الآخرين هو الشعور بالنقص سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية أو الثقافية وهو الأمر الذي يؤدي به إلى ارتكاب الأفعال العنيفة لمحاولة تعويض النقص.
  • تؤدي البطالة إلى ارتكاب العنف بسبب قيام الأفراد بالشعور بمشاعر سلبية، لا يستطيعون التعبير عنها سوى بإيذاء الآخرين.
  • انعدام الأخلاق، وضعف التربية والوازع الديني لدى الآخرين يتسبب في قيامهم بارتكاب الأفعال العنيفة.
  • التفاوت الكبير بين الطبقات في المجتمع، وانعدام العدالة الاجتماعية يتسبب في وجود المشاعر السلبية لدى الفئات الأقل في المجتمع، مما يؤدي إلى قيامهم بارتكاب أعمال العنف ضد الطبقات الأخرى، للتنفيس عن مشاعر الغضب التي يمتلئون بها.
  • من الأسباب التي أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف في المجتمع هو الإعلام والمواد الدرامية والسينمائية التي تقدم أفلام ومسلسلات بها الكثير  من مشاهد العنف، والدماء، والقتل، والاغتصاب، مما يؤدي إلى تشرب العقل الباطن للأفراد بهذه الأفكار الهدّامة، وارتكابها في الواقع.
  • إدمان المخدرات والخمور يعد واحدًا من الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى ارتكاب العنف، وذلك لأنه تؤدي إلى تغييب العقل، وعدم قدرة الشخص على تمييز الأفعال التي يرتكبها حال فترات غياب عقله، كما أنه قد يرتكب الأفعال الإجرامية للحصول على الأموال لكي يستطيع شراء المخدرات.

القضاء على العنف

هناك العديد من الحلول التي يقترحها علماء النفس والاجتماع بهدف تقليل تلك الظاهرة في المجتمعات والقضاء عليها، ومن أهمها:

  • العمل على تقديم حملات إعلامية ودينية وأخلاقية للتعريف بحقوق الأفراد وواجباتهم، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع والتي تشمل الأطفال وكبار السن، والمرأة.
  • سن التشريعات اللازمة لمعاقبة من يقومون بارتكاب أفعال العنف ضد الآخرين، وتكون العقوبات في ذاتها رادعة حتى تكون عبرة للآخرين، لئلا يقوموا على ارتكاب تلك الأفعال.
  • تقوم الأعمال الفنية والدرامية بدور كبير في تغيير الأفكار المجتمعية، ولذلك فيجب على المسئولين عن تلك الأعمال أن يقوموا باستهداف إبراز مساوئ انتهاج العنف في المجتمع، وإعلاء قيم الرحمة والتسامح بين الناس.
  • قيام الجهات المعنية بالدولة بإجراء البحوث والاستقصاءات الميدانية، للوقوف على الأسباب التي تدفع الناس إلى القيام بالأفعال العنيفة تجاه الآخرين، ودراستها بشكل علمي والعمل على وضع الحلول لها.
  • القيام باستهداف المقبلين على الزواج وتأهليهم لتلك الخطوة نفسيًا، ومهاريًا للعمل على القضاء على العنف الأسري.
  • سن التشريعات التي تحظر إتمام الزواج قبل إجراء الاختبارات النفسية والتأهيلية للتأكد من صلاحية المقبلين على الزواج من تأسيس أسرة سوية، والمحافظة على أطفالهم، وفرض عقوبات على من يتهرب من تلك الإجراءات.
  • تكاتف جهود القائمين على الدولة لتوفير فرص العمل للشباب، للحد من تلك المشكلة.
  • توفير الخدمات النفسية، والاستشارات الإرشادية للأشخاص، للمحافظة على الصحة النفسية لأفراد المجتمع، وتوعيتهم بأهمية استقرارهم النفسي للتقليل من ظاهرة العنف.

المراجع

1

2

Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *