‘);
}

الرزق

إنّ الرزق الحقيقيّ هو ما وهبه الله تعالى للإنسان في قلبه، والقناعة بعطاء الله والرضا به؛ فمن رُزق القناعة والرضا، فقد رزق الخير كلّه، وكلّ رزقٍ منسوبٌ لله تعالى، فمن وسّع الله عليه في الرّزق فليحمد الله وليشكره، قال تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ)،[١] ولا يغترّ الإنسان بعمله وسعيه ونجارته التي تجلب له الرزق، وليكُن عالماً أنّه إن كان على معصيةٍ، أنّ ذلك من الاستدراج له، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا رأيتَ اللهَ تعالى يُعطي العبدَ من الدنيا ما يُحبُّ، وهو مقيمٌ على معاصِيه؛ فإنَّما ذلك منه استدراجٌ)،[٢] ومن لم يوسّع الله له في رزقه، فليحمد الله أيضاً، وليعلم أنّ هذه الدنيا لا تبقى على حالٍ واحدٍ، فالفقير اليوم غنيٌّ غداً، ويستعيذ من الفقر كما كان رسول الله يستعيذ منه كلّ صباحٍٍ ومساءٍ، ويعلم أنّ النفس الإنسانيّة لن تموت قبل أن تستوعب أجلها، وتحصل جميع رزقها، لا ينقصه شيء، وليبتعد عن الحرام في التكسّب، فإنّ من النّاس إن لم يحصل على الرّزق بطريق الحلال، لجأ إلى الحرام، وكلّما ازداد ما يحصّله، طمع في المزيد، ويجب على المسلم أن يعلم أنّ الرزق غير محصورٍ في المال، فكلّ النعم التي وهبها الله تعالى للإنسان هي من رزق الله.[٣]

أسباب جلب الرزق وسعته

إنّ سعة الرزق من الأمور التي يسعى لتحصيلها كلّ إنسانٍ، وبلوغ هذه المرحلة لا يكون إلّا بتوفيقٍ من الله تعالى، فهو وحده الرازق، والرزق الواسع من زينة الحياة الدنيا، كما قال الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ)،[٤] وجعل الله لعباده أسباباً يتأتّى لهم من خلالها بلوغ هذا المراد، ويحصّلوا باتّباعها والمواظبة عليها الأجر والثواب، بيان هذه الأسباب في النقاط الآتية:[٥]