
نقدم إليك عزيزي القارئ بحث عن حقوق الجار طويلعبر موسوعة نتحدث من خلاله عن مدى فضل الإحسان إلى الجار بالفعل والقول وتجنب الإساءة إليه بشكل تام حتى وإن كان هو المسيء ولم يفرق الإسلام في ذلك الشأن بما يخص الجار المسلم من الكافر فكلاهما سواء في استحقاق الحقوق وتجنب الإساءة وضرر الجوار، بل إن الله تعالى قد جعله أحد علامات أهل التقوى والإيمان.
وهناك قول مأثور يتم ترديده والتعارف عليه من قبل المجتمعات العربية يقول (الجار قبل الدار) ما يعني أن مجاورة السكن لأشخاص سيئون الطباع يجعل الحياة صعبة مهما كان المنزل واسع المساحة وأنيق، والحال كذلك حينما يكون الجار ذو طباع حسنة يتقي الله ربه ويتبع أوامره في حسن جوار الجيران ما يجعله ينال احترام ومحبة جميع من حوله هو وأهل بيته.
بحث عن حقوق الجار طويل
- وقت الشدة والمحنة والحاجة إلى اللجوء لشخص ما لن يوجد أقرب من الجار نتكأ علبه ونطلب منه العون في بعض الأحيان، فهو الشخص القريب منا والإحسان إليه من سمات الاتصاف بالخلق الحميد وهناك الكثير من الحقوق والواجبات التي تقع على عاتق كلاً منهما منها (حق قضاء الحاجة) وذلك بقدر المستطاع في السراء والضراء.
- وحينما يتم تقديم المساعدة للجار لابد وأن يتم ذلك ابتغاء مرضاة رضا الله تعالى دون انتظار مقابل من أحد مع التيقن من أن الله عز وجل سوف يدخر لعباده المحسنون الخير والثواب نظير ما فعلوه في الحياة الدنيا والآخرة.
حق الجار في القرآن
- حثنا الله عز وجل على بناء مجتمع قويم يقوم فيما بين أفراده على الترابط والإخاء بما تتآلف معه قلوب أعضائه وهو ما يترتب عليه أن يعم السلام الاجتماعي والنفسي وتتلاشى الحروب والمشاحنات.
- وقد قال تعالى في سورة النساء الآية 36 (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ويبدو لنا من خلال جمع الله عز وجل للجار مع الوالدين وذي القربى مدى ما لتلك العلاقة من قدسية وأهمية عظيمة لابد من مراعاتها.
- ومن أبرز حقوق الجوار التي كفلها الإسلام مراعاة الحرمات في إطار الحرص على سلامة ترابط المجتمع وحمايته من التداعي والضعف، وان يصبح كلاً منهم عوناً للآخر وقت الحاجة وأخاً وقت الرخاء.
حديث عن حق الجار
حدثنا نبينا الحبيب عن حق الجار بين الجيران وسوف نعرض ذلك من خلال ما ورد لنا من أحاديث نبوية شريفة تتحدث في ذلك الصدد:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الجار الذي له حق واحد فهو الجار الكافر، له عليك حق الجوار، وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم، له حق الجوار والإسلام، وأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحمٍ، له حق الجوار و الإسلام والرحم).
- وفقاً لحديث النبي الحبيب فإن الحار له ثلاث حقوق مختلفة ومتنوعة أولها حق الجار الكاف الذي لا يتعدى حق الجوار أي عدم توجيه الأذى إليه أو الإضرار به وفي ذلك دليل على مدى سماحة الدين الإسلامي، وثانيهما حق الجار المسلم المستحق لحسن المعاملة والود الذي نص عليه الإسلام من مصافحة وتهنئة في المناسبات وتقديم العون حين الحاجة إليه.
- بينما الحق الثالث في الحديث الشريف فهو حق الجار من الأقرباء وهو الأعلى منزلة بين الجيران الثلاث إذ لابد من أن تميز الجيرة بالتراحم والإخاء والمودة الدائمة وليس في المناسبات فقط، كما قال نبينا الحبيب (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره).
أنواع حقوق الجار في الإسلام
حقوق الجار في الدين الإسلامي متعددة وكثيرة نذكر نبذة مختصرة عن كلاً منها في النقاط التالية:
- حق الشفعة: يقصد بها أنه في حالة رغب أحد الجيران في بيع منزله فلابد من أن يعرض الأمر أولاً على جاره قبل عرضه على الغريب.
- حق الإقراض: لابد من الوقوف حد الجار فيما يمر به من ضائقة مالية وسداد الدين عنه.
- حق النصرة في حالة كان مظلوماً أو ظالماً: ففي حالة كان مظلوماً لابد من مساندته وكف الأذى عنه وفي حالة كان ظالماً ينبغي توجيه النصح إليه.
- حسن الظن بالجار: فإن رأى من جاره تصرفاً سيئاً عليه أن يلتمس العذر له ولا يسارع في الحكم السلبي عليه أخذ موقف منه.
- الصحبة إلى المساجد: من أفضل طرق التقرب ما بين الجيران الصحبة إلى المساجد ومجالس تلقي علوم الدين وتعلم أصول الفقه والشريعة الإسلامية، إلى جانب واجب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف.
- عدم الإيذاء والزيارة وقت المرض: نفى رسول الله في أحاديثه صفة الإيمان عن من يؤذي جاره، ومن الواجبات التي لابد من القيام بها زيارة الجار المريض والدعاء له بالشفاء.
خاتمة عن حقوق الجار
وفي ختام حديثنا لا نجد أفضل من حديث النبي الشريف الذي فصل فيه بطريقة مبسطة كافة حقوق الجار على جاره حيث ورد عن معاوية بن حيدة أنه قال ( قلت يا رسول الله ما حق الجار عليّ؟ قال: «إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهةً فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده).
المراجع
1
2
