مقال عن دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي للإنسان، يُمثل السلوك الشخصي الطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع من حوله من أشخاص والخُطط التي يسير عليها في طريق تحقيقه لذاته وأهدافه.
فالإنسان إما يتبع سلوكاً شخصياً إيجابياً يكون فيه عضواً فعالاً في المجتمع نافعاً لنفسه ولغيره، أو يكون متبعاً لسلوكاً شخصياً سلبياً قاتماً ينبُذ فيه من حوله ويُسئ إليهم بأفكاره وأفعاله ولا ينجح أبداً في الوصول إلى ما يريد تحقيقه من أهداف.
ولا يُمكن أن يعيش الإنسان وحده منعزلاً في المجتمع بل يحيط به مجموعة من الأقارب والأصدقاء ممن يسهمون في تشكيل شخصيته وسلوكياته الشخصية والمجتمعية، فالصحبة الخيرة هي ما تُنمي بداخلك قبول الذات وتُشجعك على الإقدام وتحقيق الأفضل، أما من يدفعك للكسل والتخاذل عن الطموح والأحلام فهو شر صديق يسوء لك حياتك ومُستقبلك.
لذا في المقال التالي سنعرض لكم التأثير الإيجابي والسلبي للأصدقاء في اختيار الإنسان لسلوكه الشخصي وتحقيقه لطموحاته.
مقال عن دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي
أثر الأصدقاء الإيجابي في اختيار السلوك الشخصي
يتشكل السلوك الشخصي للإنسان عن طريق الأفراد المحيطين به، فكل ما يحيط به من عناصر مجتمعية يؤثر في نفسيته وشخصيته وسلوكياته ومبادئه في الحياة.
فعندما ينشأ الطفل مُحاطاً بمجموعة من الأصدقاء ذوي الخصال الحميدة ممن أتبعوا الدين والخُلق منهجاً لهم في الحياة يؤثر ذلك بالطبع أثراً إيجابياً على سلوكياته فيتبع معهم طريقاً قويماً يرشده إلى الخير في الدنيا والآخرة.
فمخالطة الأصدقاء الجيدين لا تأتي إلا بكل خير طيب حيثُ يرشدونه إلى الصواب ويبعدونه عن كل شر، فالأصدقاء قادرون على إكساب النحيطين بهم صفاتهم الإيجابية ويدفعونهم للتفكير في الحياة والمستقبل وما يريدوا أن يصلوا إليه في مستقبلهم.
الصديق الجيد بمثابة قدوة لصديقه يُحب أن يتبع خطاه ويتخذه مثلاً أعلى في الحياة ويرتبط به بشكل كبير لكونه سبيل من سُبل تحقيق الذات بمعاونة الآخرين.
فالصديق من يشُد من أزرك في المواقف الصعبة وتجده خير عوناً لك ليتمكن من إيصالك إلى بر الأمان والتأكد من سيرك في الطريق الصحيح نحو مُستقبلك، فمرافقة المتفوقين تجعلك متفوقاً دراسياً مثلهم ويشجعونك على الاجتهاد والتفوق.
أثر الأصدقاء السلبي في اختيار السلوك الشخصي
على العكس التام للأثر الإيجابي للأصدقاء على أختيار الإنسان لسلوكه الشخصي في الحياة، يكون الأثر السلبي لا يحمل الخير أبداً للإنسان.
فعند مصادقة الأصدقاء سيئي العادات والأخلاقيات ممن لا يخشون قولاً أو عملاً ويمارسون الكثير من العادات السلبية مثل التقصير في الواجبات المدرسية ـ الهروب من المدرسة ـ الانقطاع عن الصلاة ـ شرب المواد الكحولية ـ التدخين ـ إدمان المواد المُخدرة يكون ذلك خطراً كبيراً على الشخص ويُهدد أخلاقياته ومبادئه الحميدة التي نشأ عليها، فإن استطاعوا جذبه إلى طريق الإهمال والإدمان لن يتمكن من العودة ثانية مما يجعله مكروهاً ومنبوذاً من أهله والمحيطين به والمجتمع بأكمله.
ولا يقتصر الأثر السلبي لأصدقاء السوء على سلوكيات وأخلاقيات الفرد فقط، بل يؤثر على طريقة تفكيره ونفسيته وروحه سلبياً، فيكون فرداً كسولاً ذليلاً خاضعاً لشهوات نفسه وأهوائه ولا يسعى لتحقيق أي شئ في الدنيا، مما يجعله عضواً فاسداً في المجتمع لا يُفيد نفسه ولا ينفع غيره بل قد يتسبب في الضرر للمحيطين به.
لذا فإن أردت أن تكون عضواً فاعلاً بالمجتمع ما عليك سوى مرافقة الأصدقاء الجيدين وتجنب أصدقاء السوء ولكي تتمتع بسلوك شخصي سوي ومتوازن يُمكنك إتباع النصائح التالية:
- ممارسة العبادات والشعائر الدينية والالتزام في طريق الحق.
- التركيز في مجال دراستك التعليمية أو مجالك المهني لتلقى النجاح والتفوق.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول الطعام الصحي المتوازن.
- التحلي بالأخلاقيات والقيم المجتمعية السوية.
المراجع
1