‘);
}

تربية الإنسان المسلم

إن تربية الإنسان الصحيحة، السليمة، الخالية من الأخطاء، يجب أن ترتكز على أسسٍ قويمةٍ وصحيحة، وتجعل بناء الإنسان التّربوي متماسكاً، لا تشوبه شوائب كالشّرك، والجهل، وما يصدر من خرافاتٍ تنافي تعاليم الإسلام، فلذا كان أوّل ما يدعو إليه الرّسل الكرام النّاس هو سلامة العقيدة الإسلاميّة، وتوحيد الله تعالى، وتصحيح مفاهيم العقيدة للنّاس، فهي أساس كلّ شيءٍ في الحياة، فالعقيدة ترتكز وتتبع لها كل عبادات الإنسان، ومعاملاته مع الآخرين، وما يصدر عنه من قولٍ أو فعلٍ، فإذا لم تكن العقيدة صحيحة كان بناء الإنسان التّربوي هباءً منثوراً، فكلّما كانت عقيدة الإنسان صحيحة زاد رقيّه، وعزّته، وقربه من الله.[١]

وكان للإسلام دورٌ في أنّه أعطى وأولى موضوع تربية الأطفال منذ صغرهم اهتماماً كبيراً، ومن هذا الاهتمام أنّه يُندب أن يؤذّن للطّفل عند الولادة، فبذلك يكون أوّل ما يسمعه الطّفل في حياته هي كلمات التّوحيد، والطّفل في الأساس مولودٌ على الفطرة، وهذه الفطرة يجب أن يقوم الأهل بتربية أبنائهم عليها، والاعتناء بها، حتى لا يضلّوا ولا يشقوا، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشَرِّكَانِهِ فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لو مَاتَ قَبْلَ ذلكَ؟ قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما كَانُوا عَامِلِينَ. وفي حَديثِ ابْنِ نُمَيْرٍ: ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَهو علَى المِلَّةِ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي مُعَاوِيَةَ: إِلَّا علَى هذِه المِلَّةِ، حتَّى يُبَيِّنَ عنْه لِسَانُهُ. وفي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ، عن أَبِي مُعَاوِيَةَ: ليسَ مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا علَى هذِه الفِطْرَةِ، حتَّى يُعَبِّرَ عنْه لِسَانُهُ).[٢][١]