‘);
}

الدولة الإسلامية

عندما أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الدولة الإسلامية في المدينة المنوّرة أسَّس لها القواعد والأحكام الخاصّة والعامّة، ولم يكن المسلمون حينها هم الوَحيدون الذين يَعيشون في المدينة المنوّرة؛ لذلك وَضع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحكاماً وتعاملاتٍ تُنظّم تعامل أهل المدينة جميعهم، فمن تنظيم الأحكام التي تخصّ تعامل المسلمين فيما بينهم إلى تنظيم الأحكام التي يتعامل بها المسلمون مع غيرهم من سكّان المدينة من اليهود، والمسيحيين، والمجوس، وغيرهم، وقد وضع لذلك صحيفةً عُرفت حينها بالدستور الأول في الإسلام.

كان مطلع الصحيفة التي وُضعت: (هذا كتاب من محمّد النبي – عليه الصلاة والسلام – بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتّبعهم فلحق بهم وجاهد معهم) ثم أتبع ذلك تفصيلاً لكلّ التعاملات بين المسلمين وغيرهم من أهل المدينة وفرَّق بين غير المسلمين من المسالمين أو المحاربين في موضع قوله: (وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم)، وذلك أصل رعاية أهل الذمة والأقليات والمعاهدين في الإسلام إذا خضعوا لأحكام الدولة الإسلامية وتبعوا لها وأقروا بسلطتها عليهم، فلهم حين ذلك حقّ النصرة على من أساء إليهم أو عاداهم أو اعتدى عليهم بغير حقٍّ سواء كان من المسلمين أو من غير المسلمين، من داخل الدولة أو من خارجها.[١]