‘);
}

وصف الجنّة

خلق الله تعالى الجنّة؛ لتكون جزاءً لعباده الصالحين، وأمرهم بالعمل الصالح حتى يدخلوها، وجعل مفتاحها لا إله إلا الله محمّدٌ رسول الله، وأسنانه شرائع الإسلام، فلا يفتح باب الجنّة إلا بذلك المفتاح وأسنانه الكاملة، ومن الجدير بالذكر أنّ للجنة أبواباً ثمانيةً بين مصراعي الباب الواحد، منها كما بين مكّة المكرّمة وهجر، فيُدعى أهل الجنّة من أبوابها كلٌّ حسب عمله، ويدخل أهل الجهاد الجنّة من باب الجهاد، ويدخل أهل الصلاة الجنّة من باب الصلاة، ويدخل أهل الصيام الجنّة من باب الريان، ومن المسلمين من يُدعى من كلّ أبواب الجنّة، فيدخل من حيث يشاء، فإذا دخلوا الجنّة وجدوا فيها العجب العجاب، فترابها الزعفران، وحصاها الياقوت واللؤلؤ، وأمّا شجرها فيسير الجواد المضمر في ظلّ الواحدة منها مئة عامٍ لا يقطعها، وفيها أنهارٌ من عسلٍ، وأنهارٌ من ماءٍ لا يتغير طعمه، وأنهارٌ من لبنٍ، وأنهارٌ من خمرٍ لذّةٍ للشاربين، والفاكهة فيها لها نفس الأسماء، كالنخل، والرمان، ولكنّها ليست كفاكهة الدنيا، وقد ذلّلت قطوفها تذليلاً؛ فتكون في متناول من يرغب في أكلها سواءً كان واقفاً، أو قاعداً، أو مستلقياً، وكلّما ذاقوا طعم الفاكهة فيها وجدوه قد تغيير، مع أنّ الشكل نفسه، وينعمون مع الحور العين في مساكنهم، وأمّا الحور فكلّ ما جامعها زوجها عادت بكراً، ثمّ يطوف لخدمتهم ولدان مخلّدون كالؤلؤ في جمالهم، يحملون أكواباً وأباريق من معينٍ لذّةٍ للشاربين، فيحيا أهل الجنّة فيها خالدين فلا يموتون، وأصحاء فلا يمرضون، وشبابٌ فلا يهرمون.[١]

طريق الجنّة

إنّ الجنّة هدف كلّ مسلمٍ وحلم كلّ مؤمنٍ؛ ففيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، فيها قصورٌ وغرفٌ بناؤها لبنةٌ من ذهبٍ ولبنةٌ من فضّةٍ، وملاطها المسك، وأخرى جوهريّةٌ شفّافةٌ يُرى من داخلها ما في خارجها، وتجري من تحتها الأنهار، وتجدر الإشارة إلى أنّ لها ثمانية أبوابٍ وهي: باب الصلاة، والزكاة، والريان، والحجّ، والصلة، والجهاد، والعمرة، وتتفاوت فيها الدرجات، فأعلى درجةٍ فيها هي: جنّة الفردوس، وأعلى الفردوس؛ المقام المحمود الذي جعلهُ الله تعالى لنبيه محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ويرى أهل الجنّة أهل هذه الدرجة كما نرى الكواكب والنجوم في السماء، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أهلَ الجنَّةِ يرَوْنَ أهلَ الغُرَفِ كما ترَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأفقِ مِن المشرقِ والمغربِ لتفاضُلِ ما بينهما، قالوا: يا رسولَ اللهِ تلك منازلُ الأنبياءِ لا يبلُغُها غيرُهم؟ قال: بلى والَّذي نفسي بيدِه رجالٌ آمَنوا باللهِ وصدَّقوا المرسَلينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ تلك منازلُ الأنبياءِ لا يبلُغُها غيرُهم؟ قال: بلى والَّذي نفسي بيدِه رجالٌ آمَنوا باللهِ وصدَّقوا المرسَلينَ)،[٢] وأقلّ أهل الجنّة منزلةً له من الملك كمثل ملك عشرة ملوكٍ من ملوك الدنيا، فإن كان هذا حال الجنّة، فلا بُد من ثمنٍ لدخولها، وأعمالٍ تقود إليها، ومن الأعمال التي تعتبر طريقاً إلى الجنّة:[٣]