‘);
}

الجنّة

لقد يسرّ الله -تعالى- لعباده الحياة الدّنيا، وجعلها لهم ليعملوا فيها، ويغتنموا أعمارهم وأوقاتهم فيها بالإكثار من الأعمال الصّالحة، فهي الطّريق إلى الدّار الآخرة، وهي الموصلة إلى الجزاء فيها، فيكون جزاء كلّ إنسانٍ بحسب عمله في الدّنيا، فمن كان صالحاً فيها مؤمناً بالله -تعالى- كان جزاؤه الجنّة وما أعدّه الله -تعالى- فيها من النّعيم الكامل والسّعادة المطْلقة، وإنّ الحياة الدّنيا مهما طالت فإنّها ستنتهي ولن تدوم، لذلك وجب على الإنسان اغتنام كلّ دقيقةٍ فيها، قال تعالى: (فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ).[١][٢]

عدد درجات الجنّة

إنّ الحياة الدّنيا ومنافعها لا تساوي شيئاً أمام الدّرجات العلا في الجنّة والارتقاء فيها، وهذه الدّرجات يبلغها الإنسان بحسب عمله الصّالح في حياته الدّنيا ومقداره وكيفيّته، وبحسب إيمانه واتّقائه لله تعالى، فكلّ إنسانٍ جزاؤه يوم الآخرة بحسب عمله وتقديمه، فإن عظُمت أعماله الصّالحة وكثُرت، كان نصيبه من الارتقاء في درجات الجنّة أكبر، وممّن ذكرهم القرآن الكريم ولهم بلوغ الدّرجات العليا في الجنة هم الذين جاهدوا في سبيل الله تعالى، وإنّ أعظم الدّرجات وأعلاها في الجّنة هي الفردوس الأعلى، لذلك على المسلم أن يسأل الله دائماً في دعائه أن يبلّغه هذه الدّرجة.[٣]