‘);
}

كيف أتبع سنة رسول الله

تُعدُّ السُّنة النبويّة مُلازمةٌ للقُرآن الكريم ومُلاصقةٌ له، وقد وصف عمران بن حُصين ذلك بقوله: “إن القرآن أحوج إلى السُّنة من السُّنة إلى القرآن”، لقوله -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)،[١] وتظهر أهميّةُ السُّنة في كونها مُفسِّرةً لِمُجمل القُرآن، ومُبيّنةً لِلمُشْكِل من الآيات، ومُقيّدةً لِمُطلقه، ومُخصصةً لِعُمومه، كما أنها توضّح مُراد الأحكام التي في القُرآن، كالصلاة والزكاة وغيرهما، فقد قال الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)؛[٢] من غير أن تُبيّن الآية شيئاً من أحكام الصلاة أو الزكاة، فجاءت السُّنة تُفصِّل كُل ذلك، كعدد ركعات الصّلاة، وشُروطها، وأركانها، وغير ذلك،[٣] ويكون اتباع سُنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من خلال بعض الأُمور، وهي كما يأتي:

  • تعلُّم السُّنة: وحاجة النّاس إليها أشدّ من حاجتهم للطعام والشراب، كما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل؛ حيث إنّ الإنسان يحتاجُ للطعام والشراب عدّة مراتٍ في اليوم، وأما حاجته للعلم والسُّنة فهي بعددِ أنفاسه، والعُلماء وأهل الحديث هُم القائمون على أمر الله -تعالى- إلى قيام الساعة، ورأس العُلوم كُلِها هو تعلُّم القُرآن الكريم، وسُنة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والتفقّه فيهما، وتُؤخذ علومهما من العُلماء والصحابة الكرام؛ حتى لا يقع الإنسان في الضّلال والهوى.[٤]
  • محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به: وذلك من خلال اتباع أقواله وأفعاله، والابتعاد عمّا نهى عنه، والتأدّب بالآداب التي جاء بها في جميع الأوقات والأحوال.[٥]
  • تطبيق السُّنة في الواقع العمليّ: وذلك من خلال تطبيق هدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في جميع مجالات الحياة؛ في المُعاملات، و الأخلاق، والسياسة، وغيرها، لما تمتّع به النبي -عليه الصلاة والسلام- من تعدّدٍ في أساليب الدعوة من الحكمة والموعظة الحسنة.[٦]
  • اتباع سُنّة الصحابة الكرام: فمن اتّباع سُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- اتّباع فعل الصّحابة الكرام؛ لأنّ الله -تعالى- قد رضي عنهم، فهم إما مُتّبعون للسُّنة ذاتها أو لِما فهموه منها جملةً وتفصيلاً.[٧]
  • المداومة على الدعوة للسُّنة: بأن يدعو المسلم الناس للسُّنة مراتٍ عديدة بلا توقُّف حتى الموت.[٨]