· غياب الشيخ لم يؤثر على الحركة الإسلامية فهذه دعوة ربانية وليست بشرية
· في ظل الهجمة العالمية على الإسلام فإن اعتقال الشيخ لم يكن مفاجئا ، بل المفاجئ أن الأمر تأخر.
· عندما أزوره أقرأ في عينيه الصبر والثبات والإصرار وعدم التنازل حتى لو سجن 20 عاما.
· يضايقني جدا أن يقال ذهب الشيخ, نحن أتباع مبادئ ولسنا أتباع أشخاص وهناك مد وجزر لكل دعوة.
· الشيخ لم يترك فراغا, فكيف يكون عنده فراغ من يعمل في دعوة الله.
· كنت أحيانا أرى الدموع في عينيه ولم يكن يتكلم حتى لا يتعبني.
· كان عنده سرية تامة , حتى سر الدمعة لم يطلعني عليه.
· رقية ابنة الشيخ رائد :” هناك مواقف كثيرة نفتقد أبانا فيها لكن أمي تحاول أن تكون الأب والأم لنا “
**صوت الحق : هل تشعرين وبحق أن الشيخ رائد غائب :***
– أم عمر: الشيخ بالنسبة لنا غائب حاضر, أعطى جل وقته قبل الاعتقال للحركة الإسلامية ولخدمة الجمهور, أحيانا كنت أستعين به , فلم يكن يقصر, فهناك أمور في البيت بحاجة للحسم والحزم خاصة ما يتعلق بالأولاد .
هنا تتدخل ابنته رقية فتقول: كثيرة هي المواقف التي نفتقد أبانا فيها , خاصة يوم توزيع الشهادات فكان أبي يذهب بنفسه لحفلات التخرج , وبعد الاعتقال كان حفل التخرج لأختي الكبيرة لبابة من الثانوية , وقد تأثرنا كثيرا في هذا الموقف , خاصة عندما تحدث الشيخ هاشم وقال : كلنا أبوك يا لبابة .
** صوت الحق : هل تعدّين الأيام التي غاب فيها الشيخ ؟***
– أم عمر: صراحة لا نعد الشهور ولا الأيام ولا الساعات , لأننا نحتسب ذلك عند الله , فالقضية غامضة وغير واضحة . وليس هناك ضرورة أصلا لعد الأيام .
**صوت الحق : كيف تقبل الأولاد غياب والدهم الشيخ ؟***
– أم عمر : في البداية كان الأمر بالنسبة لهم ليس طبيعيا , لكن بعد مرور الوقت بدأوا بتقبله . في بعض الأحيان يشعر الأولاد أن هناك ضرورة لوجوده بيننا فيقولون: يا ليته كان موجودا الآن .
وبالنسبة لابنته رقية : كنا صابرين أخذنا أمر الاعتقال كأمر واقع ، لكنه صعب, هناك مواقف كثيرة نكون بحاجة إليه . لكننا لم ولن نستسلم . أمي تحاول أن تكون الأب والأم لنا .
**صوت الحق : كيف ترين الحركة الإسلامية بعد اعتقال الشيخ ؟***
– أم عمر: الإسلام ربانا على مبادئ وأسس , نحن أتباع مبادئ ولسنا أتباع أشخاص , يضايقني جدا أن يقال: ذهب الشيخ , هناك مد وجزر لكل دعوة , وحسب اطلاعي على نشاط وعمل الحركة الإسلامية فكل شيء طيب جدا , وهناك ثغرات حتى بوجود الشيخ , والحركة الإسلامية وضعها جيد ومطمئن ويسير على قدم وساق , غياب الشيخ لم يؤثر؛ لأنه لو أثر لكانت هذه دعوة بشرية ولكن هذه الدعوة ربانية , واعتقال الشيخ حفز الأخوة في الحركة وأدخلهم في وضع تحد وإصرار على العمل .
**صوت الحق : هل أنت راضية , وبصراحة , عن النشاطات والفعاليات الاحتجاجية التي تنظمها اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين ؟***
– أم عمر: الأخوة في اللجنة الشعبية بارك الله فيهم قدموا كل ممكن ومستطاع , ولهم الشكر الجزيل على ذلك , ومع ذلك كان بالإمكان أن نعمل أكثر, وأذكر في هذا المقام موقفا للشيخ رائد عندما قررت لجنة المتابعة نصب خيمة اعتصام أمام مكتب رئيس الحكومة وكنا قد سجلنا لأداء مناسك العمرة , فبقي الشيخ هنا للمكوث في الخيمة وتركنا نسافر مع حماي وحماتي والأولاد .
* حسب اطلاعك على ملف القضية , إلى أين تتجه الرياح فيها ؟
– أم عمر : اتجاه القضية غامض ومبهم , لأن القضية سياسية , فيبقى المستقبل غامضا , فهي حملة شرسة على الإسلام , اختاروا أناسا ضحوا ودفعوا ضريبة الأقصى والانتماء وهذه الإجراءات القانونية والقضائية بحقهم هي فقط تكتيكية وقائية .
**صوت الحق : الشيخ رائد صلاح اسم لمع عالميا , خاصة إذا ذكر المسجد الأقصى , هل خاب ظنك من رد الفعل الدولي العربي والإسلامي على الاعتقال ؟***
– أم عمر: ماذا تتوقع من أموات , ماذا تتوقع من….. , سقوط بغداد كان أكبر بكثير من اعتقال الشيخ ولم يحركوا ساكنا .
**صوت الحق: من يملأ الفراغ الكبير الذي تركه الشيخ ؟***
– أم عمر : ليس عندنا أو في حياتنا شيء اسمه فراغ . بالعكس , نحن بحاجة إلى وقت أكثر لننجز المهام الدعوية الكثيرة المنوطة بنا , ونحن كدعاة لم يؤثر الاعتقال علينا , فكيف يكون عنده فراغ من يعمل في الدعوة إلى الله .
** صوت الحق: حاولي أن تصفي لنا الشيخ كزوج وكأب وكرئيس للحركة الإسلامية وكرئيس بلدية سابق ؟***
– أم عمر: أنا أحكم على الشيخ رائد فقط كزوج وكأب , لكن لا أحكم عليه كرئيس بلدية لأنه في هذه الحالة كان ملكا لأهل أم الفحم جميعا. ولا أحكم عليه كرئيس حركة فهو ملك لشعب كامل , كان يحاول أن لا يقصر في أي جانب من الواجبات العامة حتى لو كان على حساب بيته , مصلحة الجماعة والشعب كانت فوق مصلحة البيت والعائلة , كان أحيانا يعدنا أن يأخذنا لزيارة قريب في المستشفى أو للمسجد الأقصى أو غيره , وكان ينشغل بأشياء أخرى تهم الدعوة , وكانت تحصل أحيانا بيننا نقاشات في البيت نتيجة لذلك فكان يقول لي :احتسبي أجرك عند الله , في بداية زواجنا كنت أعصب لكن بعد ذلك تعودت وتفهمت وضحيت .
** صوت الحق: هل كان الشيخ يستشيرك في الأمور الخاصة بالحركة ؟***
– أم عمر : لم يكن يستشيرني, كان عنده سرية تامة , أحيانا كنت أرى الدموع في عينيه ولم يكن يتكلم حتى لا يتعبني , حتى سر الدمعة لم يطلعني عليه ويقول لي: ( اتركي هذا الأمر لا أريد أن أتعبك ) أنا كنت أستشيره وكنت أخالفه أحيانا خاصة إذا كان رأيي مبنيا على دليل شرعي , فهو لم يكن متعصبا لرأيه .
** صوت الحق : هل شاركك الشيخ في تربية الأولاد ؟***
– أم عمر : الشيخ أعطى كل وقته للدعوة والحركة والبلدية . لكن أحيانا كنت أتوجه إليه إذا استعصى عليّ أمر يخص الأولاد , كان يعطيني حرية كاملة في التربية .
** صوت الحق : كيف ترين أم الفحم في ظل غياب الشيخ ؟***
– أم عمر: الشيخ رائد كان رمزا لأم الفحم , ومع ذلك غيابه لم يؤثر على المسيرة , فهناك أشخاص وبحمد الله يقومون بالواجب الملقى على عاتقهم تجاه أم الفحم .
** صوت الحق: هل كنت تتوقعين اعتقال الشيخ, أم أن الأمر فاجأك ؟***
– أم عمر : في ظل الحملة الشرسة والشعواء على كل ما هو إسلامي , وخاصة رموز الحركات الإسلامية في كل بقعة على وجه الأرض , فلم يكن الاعتقال مفاجئا لي ، بل المفاجئ أكثر أن الأمر تأخر جدا , فهذا طبيعي جدا لكل شخص حمل هذا اللواء أن يتوقع إما القتل وإما النفي وإما السجن , وطبيعي جدا أن يأتي هذا الاعتقال في ظل ما يخطط للمسجد الأقصى المبارك , وهذه سياسة مدروسة للقضاء على الإسلام , فهم يعتقدون أن حبسهم أو قتلهم أو طردهم سيقضي على الإسلام , لكن الله وعد برفع رايته عالية خفاقة , وكلما اشتدت الأمور كلما اشتد وقوي عود الحركات أكثر .
** صوت الحق : كيف هي المعاملة لدى زيارة الشيخ في ” اشمورت ” ؟***
– أم عمر : الزيارة تتم كل أسبوع مرة , والوضع في سجن “اشمورت” أسوأ بكثير مما كان عليه في سجن “الجلمة” الذي كانوا فيه في البداية , عندما نزورهم في اشمورت نرى خيالهم من بعيد ولا نسمعهم أو يسمعوننا جيدا عند الحديث , لأن هناك حاجزا بيننا من ثلاث طبقات , ويدخلوننا إلى غرفة محكمة الإغلاق وصغيرة الحجم مع حراسة شديدة , فلا تعرف من هو المعتقل نحن أم هم , وبسبب التقييدات الشديدة والتفتيش المهين لدى الزيارة فقد رفض الأولاد وخاصة عمر والقعقاع زيارة والدهم مؤخرا لأن الأمر يترك آثارا نفسية سلبية وسيئة عليهم .
** صوت الحق: عندما تزورينه, ماذا تقرئين في عينيه ؟***
– أم عمر : الإصرار الإصرار والثبات الثبات , وعدم التنازل , حتى لو سجن عشرين عاما , فنحن نذهب لنواسيه فيواسينا .
**صوت الحق : رسالة توجهينها للشيخ .***
– أم عمر: عليك بالصبر والثبات وعدم التنازل , حتى لو سجنت العمر كله ، عليك أن تنسى أولادك وزوجتك, الله خلقنا وهو يدبر أمورنا , مهما كانت الظروف قاسية وحتى لو وصل الأمر للتعذيب , فلا تنازل عن المسجد الأقصى , ومهما اشتد الليل فسيأتي بعده النهار, انظر للسابقين وحتى في زماننا هذا , هناك إخوة لنا يعانون أكثر مما تعاينه فلتصبر ولتحتسب.