الممثلة المغربية فاطمة بوجو لـ«القدس العربي»: أزمة كورونا أقفلت باب الرزق في وجه العاملين في الفن
[wpcc-script type=”dd2cf3f1946a648bd74ead55-text/javascript”]

الرباط ـ «القدس العربي»: وجه فني مغربي يبصم على حضور هادئ ومقنع في عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تبثها القنوات التلفزيونية المغربية، كما يحضر في أدوار مختلفة على شاشة السينما، ولا ينسى نصيبه من المسرح.
فاطمة بوجو، ممثلة من جيل شكل جسرا حقيقيا بين جيل الرواد الاوائل وجيل الشباب، في المشهد الفني المغربي، راكمت العديد من الأعمال المختلفة منها حتى انخراطها في برامج توعوية بقضايا تشغل بال المواطن.
في هذا الحوار، نكتشف معها جديدها الفني، كما نغوص معها في أحاديث ازمة جائحة فيروس كورونا التي أرخت بظلالها على الفنان ومعيشه اليومي وأوقفت عجلة الإنتاج لفترة طويلة من الزمن. كما نتطرق إلى سؤال الجودة والرداءة في الأعمال الفنية المقدمة للمشاهد المغربي.
□ بداية، نسألك هل من جديد فني تعكفين عليه حاليا، وهل نتوقع حضورك في إنتاجات رمضان المقبل؟
■ بعد الحظر بسبب فيروس كورونا، صورت فيلم «القايدة حنان» للمخرج حميد بوغالم؛ كما صورت مع المخرج ادريس شويكة مشاهد سينمائية تعرض في عرضه المسرحي على الشاشة، وشاركت أيضا في الفيلم السينمائي الكوميدي «الكنز» للمخرج عمر غفران… وفي فيلم قصير «التحدي» للمخرج طارق البقالي. وهذا الاسبوع صورت في سلسلة كوميدية قصيرة بعنوان «خطوبة» للمخرج منصف نزيهي. ولم يكن لي نصيب في دراما رمضان، مع انني لا أتفق مع تقييد حضور الممثل في رمضان أو خارج رمضان.
□ توالت الأعمال الدرامية المغربية مؤخرا، وعززت الحضور الفني والإبداعي الوطني كما نالت بعض الاستحسان من طرف الجمهور، كفنانة هل أنت راضية على ما يعرض وما تم عرضه خلال الفترة الأخيرة؟
■ افتخر بما حققته الدراما المغربية مؤخرا سواء على القنوات المغربية أو على قناة «أم بي سي 5» كما وكيفا. الحمد لله كسبت الدراما حب الجمهور المغربي الذي أصبح ينتظر جديدها بفارغ الصبر، ونطمح فقط أن ترتفع نسبة الانتاج أكثر وأكثر، مما سينقذ العديد من الممثلين الذين تغيبوا عن الساحة، بسبب قلة فرص العمل، مع أنهم فنانون مشهورون ومحبوبون من طرف الجمهور.
□ دائما يعاتب المشاهد الفنان على رداءة منتوج معين سواء مسلسل تلفزيوني وفيلم أو مسرحية، هل يمكننا القول إن الممثل يتحمل جزءا من المسؤولية في تلك الرداءة؟
ـ العمل الفني هو عمل جماعي، ببصمات مختلفة من الأشخاص كل حسب وظيفته، بدءا من كتابة السيناريو الى المونتاج، إلى درجة قد يصعب تحديد من المسؤول عن بعض الرداءة في العمل. وأنا أظن دائما أن الميزانية المخصصة لإنتاج الأعمال المغربية، لن تستطيع أن تمنح المشاهد المغربي مُنتَجات في قيمة المُنتَجات الفنية الأجنبية التي تخصص مبالغ مالية خيالية للجانب التقني في العمل، والذي يمنحه حلة راقية على مستوى الفرجة البصرية.
□ هل نستطيع القول اليوم إن لدينا صناعة فنية بما تحمله الكلمة من معنى، أي أن الفن المغرب قطع مع مرحلة الارتجال والعشوائية، أم أنه ما زال يتخبط فيها إلى الأن؟
■ الحديث عن صناعة فنية، يعني قطاعا خاصا، ومُنتَجا يتم بيعه محققا لنسبة عالية من الربح. المنتَج الدرامي المغربي نجح في كسب ثقة الجمهور المغربي، ولكنه لم يصل بعد إلى كسب اهتمام جمهور البلدان الأخرى. لذلك يبقى موضوع الصناعة الفنية في المغرب رهانا يجب تحقيقه في المستقبل، لأنه سيشجع القطاع الخاص على الاستثمار في الفن، كما سيضمن فرص الشغل للفنانين والتقنيين الذي يتخرجون سنويا من جامعات ومعاهد سينمائية.
□ زمن كورونا أثر سلبا على المشهد الفني ليس في المغرب وحده بل في العالم، في رأيك كيف السبيل إلى تجاوز تداعيات الجائحة على المستوى الإبداعي وعلى المستوى الاجتماعي أيضا الخاص بالفنان المغربي؟
■ فيروس كورونا أثر سلبيا على كل المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وأيضا فنيا، توقفت معه الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية، الى جانب العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية، مما تسبب في اقفال باب الرزق الآلاف من التقنيين الى جانب الفنانين، وأكثر المتضررين هم الفرق الغنائية الشعبية والتراثية التي تعتمد في مداخيلها على الحفلات العائلية من اعراس واعياد الميلاد وغيرها من المناسبات الخاصة. وهؤلاء هم من يحتاجون إلى دعم شهري خلال هذه الأزمة من طرف الوزارات المعنية. أما البقية من موسيقيين ومغنيين ومسرحيين ومخرجي الأفلام السينمائية فكان من المنتظر أن تقترح الوزارة بنقل الأنشطة الى المستوى الرقمي المؤدى عنه، لأن أزمة كورونا ليست أزمة لشهر أو لشهرين، بل امتدت لأكثر من سنة لذلك كان على المسؤولين التكيف مع الأزمة وخلق فرص العروض الرقمية لتجاوز الكارثة في المجال الفني والثقافي.
□ هل هناك ما يؤشر على وجود نافذة ضوء يخرج منها الفنان المغربي من أزمته التي ظل يراوحها مند مدة طويلة؟
■ كثافة الأعمال المغربية المقدمة خلال رمضان الماضي على القناتين الأولى والثانية، والتي وصلت الى برمجة مغربية مئة في المئة طيلة الشهر، أي حققت الاكتفاء الذاتي، هي أقوى مؤشر على أن الدراما المغربية في الطريق الصحيح، وأنها قادمة لتكتسح كل القنوات في العالم العربي والإفريقي، ولتحقق ما حققته قبلها الدراما المصرية ثم الدراما السورية.


