وفاة الشاعر الكبير محمد التهامي 29 ربيع الآخر 1436 هـ (2015 م):
الشاعر محمد التهامي علم من أعلام القصيدة العربية وفارس من فرسانها نافح عنها طويلاً، تناول في شعره هموم المسلمين في أنحاء العالم، وشارك في محافل الشعر على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وصادفت قصائده ترحيبا كبيرا من جمهور الحاضرين والمستمعين وأضفى إلقاؤه البديع على شعره جمالا وبيانا، فقد شارك في أكثر من ثلاثين مؤتمرا ومهرجانا شعريا مصريا وعربيا، وكان في خمسينيات القرن الماضي وستينياته أحد الأصوات الشعرية المجلجلة في كل المحافل العربية، وقدم عطاء شعريا بديعا على مدي أكثر من ستين عاما.
بطاقته الشخصية
– الاسم: محمد التهامي سيد أحمد.
– ولد في 10 فبراير 1920م، في قرية ” الدلاتون ” بمحافظة المنوفية.
– ألحقه أبوه بالكتاب وهو في الرابعة من عمره ثم درس الفترة الإلزامية في مدرسة بكفر مصيلحي وكان متفوقا على أقرانه ثم انتقل للدراسة بثانوية طنطا.
– حصل على ليسانس الحقوق سنة 1946 من جامعة الإسكندرية (فاروق الأول).
– عمل بالمحاماة والصحافة، بدأ عمله الصحافي في الأربعينات، والتحق بجريدة الجمهورية من 1953م إلى 1958م.
– وعمل في إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية بين عامي 1958 و1974م.
– ثم ترأس بعثة الجامعة العربية في أسبانيا بين عامي 1974 و1979م.
– كان عضوا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
– تم انتخابه عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب، وسكرتيرا، ورئيسا لجمعية الأدباء.
– عين عضوا برابطة الأدب الإسلامي العالمية 1990م.
نماذج من شعره :
من قصيدة ” دعائي في ليلة القدر ” يقول فيها :
بكلِّ الشوق في قلبي طرقتُ البابَ يا ربّي
وفي شفتي ضَراعاتٌ لقلبٍ ذاب في جنْبي
دعاءٌ في تألّقِهِ ضياءٌ غيرُ ذي لهَبِ
يسيلُ الطُّهرُ في دمعي ليغسلَ صدقُهُ ذنبي
وحَسْبي أنّك الرّحمــنُ فى رضوانِهِ .. حَسْبي
تُجيبُ ضَراعةَ المُحتاجِ عندَ الموقِفِ الصَّعبِ
وتَهْدي خطوة الحيرانِ إن ضَلّتْ عن الدّربِ
ويقول عن القدس
ومن هانت القدس فى دينه يكون كمن هان حتى كفر
وترك الجهاد اذا ما استبيح بلاط الشعائر إحدى الكبر
ولولا الرحيم وإمهاله هلكنا وجيء بقوم أخر
ويقول عن فلسطين :
فلسطين الحبيبة قبلتي الأولى ومعراجي الذي قدسته
هم دنسوه فلم أطهر رجسهم فكأنني يا ويلتي دنسته
قتلوا أخي قتلوه وهو يشدني لأغيثه وأنا الشقيق خذلته
سلمته وهربت من أوطانه فكأنني وأنا أخوه ذبحته
ويقول :
هذي فلسطين الأبية ما انحنت يوماً وإن غطى شوامخها الدم
إن قلّ في يدها السلاح تسارعت أطفالها بلظى الحجارة ترجم
و من قصيدة “إلى ولدي”:
أنا قادم لك يا بني وحق (ربك) لا تنمْ
لا تحرمنَّ أباك من فمك الشهي إذا ابتسمْ
حلواك تلك أضمها في لهفة بيديّ ضمْ
أسعى إليك، وكل خافقةٍ بجنبي تضطرمْ
فلعلني ألقى صياحك يملأ الدنيا نغمْ
فأطير من فرحي وأنسى الهم أنسى كلَّ همْ
ولكم تعبتُ وكم شقيتُ، وكم شبعت من الألمْ
وعلى نداك الحلو ترتاح الجراح وتلتئمْ
تكريمه:
تم تكريمه في العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية منها أسبانيا وباكستان، وشارك في العديد من مهرجانات الشعر في البلاد العربية ومنها سوريا والجزائر.
ومن أبرز مناسبات التكريم:
– نال الميدالية الذهبية لأفضل قصيدة عن معركة بورسعيد 1956م.
– جائزة مجلس رعاية الفنون والآداب للشعر القومي 1961م.
– وسام بدرجة فارس من حكومة أسبانيا. عام 1980
– جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1990.
– وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1990
– جائزة الملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1993
– كرمته “إثنينية ” الشيخ عبد المقصود خوجه في جدة 1997م.
– جائزة شاعر مكة “محمد حسن فقي” عن ديوانه (نفثات) عام 2004م.
– فاز بجائزة شاعر عكاظ في دورتها الأولى عام 2008م، التي تقدم في مدينة الطائف، بسوق عكاظ،
– كرمته السفارة اليمنية بالقاهرة في أغسطس/ آب 2010م.
دواوينه و آثاره:
شاعرنا الكبير محمد التهامي نظم الشعر في مرحلة مبكرة حتى إنه نشر ديوانا شعريا حين كان طالبا بالمرحلة الثانوية، ثم توالت الدواوين بعد ذلك فمنها :
– أغنيات لعشاق الوطن 1987م.
– أشواق عربية 1988م.
– أنا مسلم 1990م.
– دماء العروبة على جدران الكويت 1991م.
– يا إلهي 1994م, صادر في سلسلة إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية برقم (8).
– قطرات من رحيق العمر 1996م,
– أغاني العاشقين 1998م.
– نفثات.
– الأعمال الشعرية الكاملة – الهيئة المصرية العامة للكتاب2001م.
– قصائد مختارة 1998.
– ومن مؤلفاته النثرية “جامعة الشعوب العربية والإسلامية: لماذا وكيف ؟” 1982 م.
– أنوار لا تغيب (عن الإمام النورسي).
وفاته:
توفي الشاعر الكبير محمد التهامي مساء يوم الأربعاء 29 ربيع الآخر 1436هـ، الموافق 18 فبراير 2015م، عن عمر95 عاماً رحمه الله وأحسن إليه.