‘);
}

لمن تعطى زكاة المال

الزّكاة من أهمِّ أركان الإسلام، ومِن أعدل صور الشريعة الإسلامية، أوجبها الله -عز وجل- على المسلمين، وحدَّدَ مُستحقّيها، فتُعطى لثمانية أصناف، وورد دليلُ ذلك في القرآن الكريم في قول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[١] حيث تُعطى الزّكاة لهذه الأصناف الثمانية، وهم:[٢]

  • الفقراء والمساكين، وقد تعدّدت آراء الفقهاء في تعيين حالة الفقير والمسكين، ومَنْ الذي حالته تُعتبر أدنى من الآخر، فالفقير عند الشافعية والحنابلة حاجته أكثر من حاجة المسكين، واستدلّوا على ذلك من القرآن الكريم، لقول الله -تعالى-: (أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ)،[٣] فذكر المساكين قبل الفقراء دليلٌ على أنَّ حاجتهم أشدُّ، أما الحنفية والمالكية فالمسكين عندهم حاجته أكثرُ من حاجة الفقير، واستدلّوا بذلك من القرآن الكريم، لقول الله -تعالى-: (أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)،[٤] فالآية تدلُّ على أنَّ المسكين مُلقى على التُّراب من شدّة الجوع.
وقد جعل الشافعية والحنابلة أطلقوا مسمّى الفقر على مَن لم يجد المال ولا القدرة على الكسب، كأنْ تكون حاجته عشرةَ دراهم ولا يستطيع إيجادُ أو توفير درهم منها ليقَتات به، أو لا يستطيع أن يوفّر أقلّ من نصف حاجته، والمسكين هو من تكون حاجته عشرة دراهم مثلاً، ويستطيع إيجاد نصفها أو أكثر، أمّا الحنفية والمالكية فقالوا إن المسكين هو من لا يستطيع أن يوفّر قوتَ يومه وحاجَته، ويضطر لسؤال النّاس لإعطائه، والفقير عند الحنفية هو من يَملك مقداراً من المال لكن لا يصل لحدّ النِّصَاب، والفقير عند المالكية هو من يملك مقداراً من المال والقوت ولا يكفي لعام.[٥]