
طلحة بن عبيد الله
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن غالب القرشي التيمي، ويُلقب بأبي مُحمد، كما كان يناديه الناس باسم طلحة الفياض وطلحة الخير، ويرجع سبب تسميته بتلك الألقاب إلى كرمه و جوده في التعامل مع الناس، وينتمي الصحابي الجليل إلى نفس العائلة التي ينتمي إليها أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وُلد طلحة في العام السادس والعشرين قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوافق تلك السنة عام 598 ميلادياً، ولدته أمه الصعبة بنت الحضرمي والتي تنتمي إلى قبيلة بني الصدف، كما أن أخو أمه كان الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي، رضي الله عنه وأرضاه.
صفات طلحة بن عبيد الله
كان لطلحة وجه شديد البياض والحُسن، وبشرته تميل إلى الحمرة، ورأس كثيفة الشعر، ولم يكن شعره مجعداً ولا منسدلاً، قامته قصيره، وصدره رحب، وعريض المنكبين، كما كانت قدماه ضخمتان، وكانت له شخصية كريمة في التعامل مع الآخرين، وكان محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحباً للدين الإسلامي، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عنه “من سرَّه أن ينظُرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرضِ فلينظُرْ إلى طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ”.
وكان الصحابي الجليل يعمل في التجارة، كما كان من أثرى أثرياء قريش، وأحد السادة في مكة المكرمة، كما كانت له مكانة عظيمة بين قبيلته، فكان العرب يلقبونه بأسد قريش، ويرجع تسميته بهذا اللقب إلى شجاعته وبسالته في القتال.
إسلام طلحة بن عبيد الله
بينما كانت طلحة مسافراً إلى أرض بصرى بغرض التجارة، قابل راهباً وتحدث معه، وقال له هذا الراهب أن نبي هذا العصر قد ظهر، وأن الديانات السماوية قد أنبأت بظهور نبي يخرج من أرض مكة المكرمة لينشر الدين، ويكون أخر الأنبياء والمرسلين، فعاد طلحة إلى مكة، وذهب ليقابل عمه أبي بكر الصديق، وكان أبو بكر آنذاك يتبع دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤمن بتعاليم الإسلام، فسأل طلحة عن نبي هذا الزمان، وأخبره أبو بكر بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فصدقه طلحة، وأمن بالدين الإسلامي، ليكون من أوائل الصحابة الذين اعتنقوا الدين، وأمنوا بالنبي، وكان طلحة من الصحابة الذين تركوا بيوتهم وهاجروا مع النبي عليه الصلاة والسلام وأبي بكر الصديق إلى المدينة المنورة، كما قاتل بجانب النبي والصحابة في غزوة أحد.
مقتل طلحة بن عبيد الله
يقول المؤرخون أن طلحة بن عبيد الله قد قُتل على يد مروان بن الحكم الأموي، وكان ذلك في العام السادس والثلاثين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قتله مروان في يوم الجمل، بواسطة سهم ألقاه حتى أصاب ثغره، فسقط طلحة على الأرض، ورأه الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، فقال علي عندما رأه “يعزُّ علي أبا محمد أن أراك تحت نجوم السماء”، ثم مسح التراب عن وجهه، وكان عمر الصحابي الجليل وقت وفاته هو اثنين وستين عاماً.
المراجع
1
2
3
4
