ـ اتهموني بالكآبة والحزن وأوهموني بأن الموت بعيد .. ولكن.
ـ لم أسمع أشرطة دينية أو أحضر دروسا إلا بعد التزامي.
ـ كنت أتعجب كيف تتحمل المحجبات ملابسهن وأنا أطيق الحجاب في صلاتي بصعوبة.
ـ أنا وعبير نرى نفسينا أجمل بعد الحجاب، والضجة التي صحبت التزامنا لا داعي لها.
ـ طلبت من الله في قمة معاناتي أن يعيدني إلى الحياة لأفعل ما يرضيه والشهرة والنجومية عندي بلا قيمة.
ـ فتى أحلامي طائع لله يعينني على بلوغ الجنة، وصديقات الوسط الفني بعضهن على طريق الالتزام.
ـ تربيت في عائلة ملتزمة وعشت فترة بالخارج ولدي استقلالية كبيرة في التفكير
حياتي الآن كلها طمأنينة وراحة ولا أرغب في مشاهدة أي عمل فني لي.size=3>
ـــــــــ
عمرها الفني قصير, حققت خلاله شهرة ونجومية, وصارت بالنسبة للفتيات نموذجا للبنت الطيبة الرقيقة المثقفة. أدوارها معدودة, ولكنها بصمات واضحة في مجال العمل التليفزيوني, وكان ينتظرها مستقبل فني, لولا أنها اختارت المستقبل الحقيقي, واتخذت في لحظة فاصلة قرارًا يداعب فكرها منذ سنوات, يتقدم مرة ويتأخر أخرى, وهي مشغولة بفنها أحيانا, وبمرضها أحيانا أخرى.
حتى حانت لحظة اليقين, وارتدت الفنانة الجميلة الشابة المتألقة الحجاب, وصارت صديقة لورقة الشجر التي تحلم بأن تقابلها في الجنة, وأصبحت صور الشهداء أنيسها, تبتسم لها, وتغبط أصحابها; لأنهم في الجنة.
وبعباءة واحدة بدأت زهرتنا رحلة الحجاب, ولم تأسف على الملابس الغالية التي لن ترتديها خارج بيتها مرة أخرى إن شاء الله.
ميرنا المهندس فتحت لنا قلبها, وعندما حاورتها شعرت أنني أمام مسلمة عرفت فلزمت, وعادت بعد رحلة مرض مرة أخرى إلى – ليس إلى الفن – ولكن إلى الله, وما أجملها من عودة, تحدثنا عنها ميرنا وسط دعائي الذي يردده قلبي لها بالتثبيت والثواب.
عشت طفولتيsize=3>
ـ نرجو أن تحدثينا عن طفولتك ودراستك وتعرفي قارئاتنا بنفسك أكثر?size=3>
في إحدى مدارس اللغات تلقيت تعلمي, وكنت في مدرسة ثانوي كوليدج, وبعد ذلك درست في الباليه لمدة ست سنوات, والتحقت بمعهد الكونسير, وحصلت على دبلوم فويست (deplomevoiu) وظللت به أربع سنوات, وبعد ذلك تخرجت من معهد الموسيقي تخصص غناء أوبورالي, وقررت بعد ذلك أن ألتحق بكلية ما ليكون معي شهادة تساعدني على أن أتوظف, كي لا أعتمد اعتمادًا كليا على التمثيل, وستعجبين إذا عرفت أنني لم أكن أتوقع أن أرتدي الحجاب; لأنني عندما كنت أصلي وأرتدي غطاء الرأس كنت أحس أني أختنق, وأقول لنفسي كان الله في عون المحجبات, كيف يتحملن هذا الحجاب?
أما عن طفولتي فقد عشت طفولة سعيدة, لعبت كثيرًا, كنت أذهب إلى النادي وألعب الباتيناج وأنزل حمام السباحة, وأعيش طفولتي بطريقة طبيعية, كما كنت أسافر إلى الخارج, وإلى جانب استمتاعي بطفولتي كنت أعمل في برامج الأطفال, فطوال عمري وأنا أحب العمل.
وقد ربتني أسرتي على حرية التفكير في كل شيء, فأهلي بفضل الله ملتزمون منذ وقت طويل, ولكن لكل فرد منا أسلوب في التعبير عن التزامه, أمي محجبة ومختمرة منذ مدة طويلة, والحمد لله كلنا نصلي, وعندما كنت أصور أي عمل فني كنت أترك التصوير وأذهب إلى الصلاة, كنت أمثل وأصلي, فأنا لم أكن بعيدة كل البعد عن الله.
ـ عمرك 26 سنة وتصلين منذ فترة طويلة .. فلماذا تأخر ارتداؤك للحجاب?size=3>
منذ حوالي عام أو عامين, وأنا أفكر في الحجاب, ولكن الحجاب كان خطوة جريئة وصعبة بالنسبة لي, خصوصا وأن المجال الذي أعمل فيه مجال نجومية, وقد كنت أشعر أن النجومية لا ترضيني, فأنا لم أكن سعيدة وأحس بأننا بدلا من أن نفكر في الدنيا علينا أن نفكر في الآخرة, وكان بعض الناس يقولون لي: لماذا أنت حزينة, مازال هناك الكثير على الموت, وأرد عليهم بأن الموت ليس بعيدًا, بل قريب, والأعمار بيد الله تعالى.
ـ معنى هذا أنك كنت تشعرين بأن الماكياج والملابس بهما فتنة ولا ترضين عن عدم حجابك?size=3>
في الحقيقة لا; لأنني عشت في الخارج, وكل شيء كان عاديّا, ولكن وجهة نظري الآن أن الفتاة تصبح أجمل, وتزداد أنوثتها وجمالها عندما تستر نفسها, وبعد أن تركت التمثيل أصبحت أستمع إلى مشاكل الناس, وأتضايق بشدة بسبب زيادة الجريمة, وقد سمعت قصة عن فتاتين استقلتا وسيلة للنقل العام, وحاول أحد الأشخاص الاعتداء عليهن, والناس من حولهما غافلون لا يفعلون شيئا.
جعلني أعيد النظر في حياتي, وأشعر بأنني يجب أن أنجو بنفسي من الفساد والشرور, وبعد أن قمت بعمل مسلسل “بنات أفكاري” قال لي مصفف الشعر: إن كل الفتيات يريدون عمل تسريحة شعري, وأيضا ملابسي, وكنت أسأل نفسي على ماذا يقلدونني, وهل إذا ارتديت ملابس محترمة يفعلن مثلي? أنا أنصح كل الشباب بأن يكون لهم شخصياتهم المستقلة, وعلىهم أن يواجهوا عيوبهم, ويحسنوا من أنفسهم عن طريق ملازمة الصحبة الصالحة والإلتزام بالعبادة, فالموضوع ليس حجابا فقط.
أفخر بمرضيsize=3>
ـ يتردد أن مرضك هو السبب في عودتك إلى الله والتزامك?size=3>
– مرحلة المرض والعلاج كانت طويلة, ومع هذا فلم أكن أرتدي الحجاب.
كان ربي ينادي على , ولم ألحظ ذلك سافرت إلى الخارج, وعولجت والحمد لله, فلقد نجاني الله, وأتناول حاليا علاجا يثبت الحالة, ولا يشفي; لأن الله هو الشافي, سبحان الله, هذا المرض أوضح لي مدى ضعف الإنسان, الذي ممكن أن تقضي علي نملة ضعيفة, لقد واجهت الموت, الذي كان بيني وبينه مطاردات, طاردني الموت في عز شبابي, ورأيت عذابا كثيرً, وبلاء كبيرً, والحمد لله على كل ما واجهت, وأنا فخورة بذلك المرض, وسعيدة به جدً, ولا أخاف من أن يصيبني مرة أخرى, وإن أصابني مرة أخرى, فوسف أعتبر نفسي أحارب وأجاهد في سبيل الله.
وبعد أن عدت إلى مصر عاودني المرض مرة أخرى, وبعد نجاح “بنات أفكاري” جاء لي العديد من العروض, وأحسست بالنجاح, فرحت وسعدت جدًا ولكن بعدها أصابني الاكتئاب, ورفضت أن أقوم بأي عمل, وسافرت إلى شرم الشيخ, ولكن لم أتحسن كنت أراقب الناس وصفاتهم, وتصرفاتهم.
وأحسست بقدرة الله وعظمته, وأنه لا يوجد جبار إلا الله ولا أعظم من الله, ولكن الحزن لم يزل بي يطاردني, أخرج إلى الناس فينبهرون بي, وأنا على حزني, ليست هذه هي الحياة إني أريد أن أصبح قدوة لا أن ينظر الناس إلى .
بدأ التغيير في حياتي ما بين يوم وليله كأن هناك من يناديني تعبت كثيرًا, وذهبت إلى المستشفى, وحينما جاء اليوم الموعود نزفت الدماء من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة الثالثة صباحا, وكنت أشعر أنني سأموت, وقلت لأختي إلهام, إنني أتمني أن أغطي نفسي لأنني أحس أني سأموت.
وفي اليوم التالي عندما قمت من على الفراش, وقعت على الأرض ورأيت الموت بعيني لا أريد أن أموت, وأنا لم أعمل شيئا لله. قلت لنفسي: أنا أريد الفردوس الأعلى, وشعرت على فراش المرض بأنه لا حبيب إلا الله سبحانه وتعالى, من أجل ذلك ييسر لنا كل أمور العبادة, أخذت أتذكر كل حياتي الماضية, وأنا أحس أن روحي تنسحب مني, ولا أري أمامي إلا السماء, أختي تبكي, وأخي يصرخ ويقول ماذا فعلتم بها?
والدكتور يصلي ويدعو, وأنا أدعو الله من أعماق قلبي يارب إن كان هذا هو الموت, فأعدني للحياة أعيش عبدة مخلصة لك, بعد ذلك بأربع ساعات استعدت وعيي, وبعد أربعة أيام بدأت أعرف من أنا, وبداخلي خوف من الناس, ومن كل شيء, وبسبب حالتي الحرجة هذه قالوا لي لن تشفي إلا إذا عملت عملية, ولكن رفضت, وأعلنت حجابي, وتوكلت على الله, ولقد توقعوا أن ما أقول هي تخاريف مرض, ولكن على العكس من ذلك كنت أريد أن أرتدي الحجاب, وأخرج من المستشفي, ولكنهم كانوا يتوقعون أنني سوف أخلع الحجاب, وعندما جاء الصحفيون إلى المستشفي أعلنت لهم حجابي, فأنا أريد أن أكون نجمة عند الله ليس عند الناس, وأنا أعتذر للجمهور فنحن جميعاعباد لله, لن أكون نجمة دنيا. وكان عندي في بادئ الأمر عباءة واحدة, والأن الحمد لله عندي الكثير.
سخروا مني بعد الحجابsize=3>
ـ هل واجهت بعد حجابك أي محاولات لإعادتك إلى الفن?size=3>
– بالطبع, لقد سخروا من حجابي, وضغطوا علي لكي أعود للفن, وهؤلاء الناس منهم بعض المخرجين والمنتجين وأيضا الجمهور.
ـ ماذا غير فيك الالتزام، وما شكل حياتك بعده?
– حياتي الآن حياة مريحة, فيها طمأنينة, أحيا في دنيا أخرى, أحيا مع الطبيعة, أتأمل ورقة الشجر, وأكلمها وأتخيل أنني سأقابلها في الجنة, أتأمل صور الشهداء وأغبطهم; لأنهم في الجنة. أستمتع بصلواتي وحجابي, أتعلم الدين في المنزل; لأنني لا أحب الخروج كثيرًا, لهذا تأتي لي مدرسة تعلمني القرآن والتجويد, وبعد ذلك الفقه إن شاء الله. أعيش اليوم حياة مختلفة كلها يقين وثقة في الله, وهدوء نفسي.
ـ حياتك فقط التي تغيرت أم صداقاتك أيضا?size=3>
– بالطبع حدث تغيير, ولكن ليس معنى هذا أنني قاطعت صديقاتي القديمات, فأنا أريد أن أحافظ على الحب في الله, وعلى الحياة الجميلة, التي أحياها الأن; لأنها مريحة جدًا.. مظهري أصبح أفضل, ولقد قلت لعبير صبري إنني أحس أنني بعد ارتدائي للحجاب أصبحت أجمل, فقالت إنها تحس بذلك أيضا, ولقد أصبحنا أخوة في الله, ونحضر المجالس الدينية.
ـولكن حياتك بعد الحجاب خلت من الشهرة والأضواء أليس كذلك?size=3>
– نعم بالطبع, ولكنني لا أفتقد هذه الأشياء, ولا أفكر فيها أصلا , وكلما تذكرت تلك الأيام قلت الحمد لله الذي عافانا, وكل من يتصل بي يقول: يا ميرنا لك مسلسل جميل يعرض حاليا هل تشاهدينه? بينما أنا لا أفكر في مشاهدته ولا أهتم بذلك.
ـ ماذا عن فتى أحلامك?size=3>
– أتمني أن يكون طائعا لله, مخلصا لدينه لكي أحبه في الله, ونساعد بعضنا ونصعد سويا إلى الجنة, فنحن نعيش من أجل الجنة لا من أجل الدنيا.
ـ كيف تختارين أصدقاءك الأن?size=3>
– مواصفات صديقاتي أن يكن طائعات لله نتعاون معا على الخير.
ـ وهل مازال لك أصدقاء في الوسط الفني?size=3>
– الوسط الفني ليس سيئا كله, فهناك أشخاص ذوو أخلاق كريمة داخله, وهناك أشخاص يسيؤون, ولقد تربيت ونشأت في هذا المجال, ولم أره شرًا بكامله, فهناك فنانون طيبون جدا, أما عن صديقاتي من الوسط الفني فهما دينا سمير غانم, ودنيا; لأن أخلاقهما عالية جدًا.
الحب الحقيقيsize=3>
ـ كيف كانت تصورك للإسلام, وكيف أصبح بعد التزامك?size=3>
– حقيقة الإسلام كانت بالنسبة لي أن يعيش الإنسان سعيدًا في الدنيا, وتكون لديه قيم, ولكن بعد الالتزام عرفت أن الحب الحقيقي هو حب الله عز وجل, والمسلم عندما يعرف حقيقة الإسلام يعيش في السماء وإن كان يمشي على الأرض, ويسير في طريق الله, ويتعامل مع الدنيا كعابر سبيل.
ـ هل في نيتك دعوة زميلاتك للحجاب?size=3>
– نعم وهناك الكثيرات على الطريق.
ـ يتردد أن الممثلات يعتزلن بسبب عدم وجود أدوار وانحسار الأضواء عنهن?size=3>
– سبحان الله عندما كان وزني 35 كيلو جرام, ولا أسير على قدمي لم أفكر في الاعتزال, وعندما كانت حالتي تتحسن كنت أقوم بعمل مسلسل, ثم أتعب بعد ذلك دون أن أفكر في الحجاب, أما الآن فقد زاد وزني, وصرت أسير على قدمي , وعرضت على أدوار كثيرة, ولذلك أرى أن من يرددون أننا لا نجد عملا, يروجون شائعات مغرضة ومضحكة وربما يكون هؤلاء المغرضون مغتاظين منا; لأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا مثلنا بسبب حبهم للشهرة والمال والمجد, وعدم استطاعتهم التخلي عن هذه الأشياء, وأن يستروا أنفسهم, ولكن الذين لايريدون الإسلام كثيرون للأسف الشديد.
ـ كم درسا حضرت, وكم شريطا سمعت لعمرو خالد قبل اعتزالك?size=3>
– ولا درس واحد, ولا أيضا شريط واحد, فلم أعرف هذا الداعية الكريم, أو أسمع له إلا بعد التزامي, ولكن لو كان له دور في ذلك, فهذا أمر لا يسيء إليه, ولا إلىَّ, بل يشرفه, ولكن الحاقدين كثيرون, والضجة التي حدثت بعد حجابي وحجاب عبير صبري وموناليزا وغادة عادل وغيرنا ليس لها أي مبرر.
ميرنا في سطورsize=3>
– ميرنا عبد الفتاح محمد – واسم الشهرة ميرنا المهندس – وأطلقه عليها حسين حلمي المهندس الذي أخرج أول أعمالها.
– 26 سنة.
– أبرز أعمالها: ساكن قصادي, وبنات أفكاري.
– تنبأ لها النقاد بمستقبل فني, خاصة في أدوار الفتاة الأرستقراطية المهذبة.
– اعتزلت في قمة شهرتها, وبعد شفائها تقريبا من مرض بالقولون أدخلها في نوبات شديدة طوال ست سنوات مض