حث الإسلام على العدل في معاملة الأولاد، يتضح ذلك من خلال أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: ” اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ” رواه البخاري و مسلم .
ويجعل الرسول صلى الله عليه وسلم عدم المفاضلة بين الأولاد سبباً من أسباب دخول الجنة حيث يقول فيما رواه ابن عباس عنه: ” من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة ” رواه أبو داود
لكن التنشئة الأسرية في المجتمع الإسلامي في عصور التخلف تقود إلى التمييز بين الذكور والإناث وتؤسس له ، ونادراً ما بُحث في الأسباب الرئيسة للتمييز بين الجنسين، وإذا ما حدث ذلك فسرعان ما يتم جعل الاختلاف البيولوجي والفيزيولوجي بينهما هو العامل الرئيسي المنتج لعدم المساواة ، وللتمييز اجتماعياً بين الذكور والإناث، وما يترتب على ذلك من فروقات تكرست عبر الزمن.
وأشكال هذا التمييز بين الجنسين عديدة ، ومنها عدم المساواة في تحمل المسؤوليات المنزلية.
تقول (فاطمة.ر): “أنا في الثالثة والعشرين من العمر، أصيبت والدتي بداء في المفاصل، ولدي أخت صغيرة، وأربعة أخوة ذكور، ولأنني الفتاة الأكبر أتحمل أعباء المنزل جميعها عوضاً عن والدتي المريضة، دون أية مساعدة من أخوتي الشباب فهم يخدمون فقط، ولا يقدمون العون إلا فيما ندر، لأنهم رجال، وتدبير المنزل هو شأن للنساء فقط، ومع أن الدين الإسلامي وصى بالنساء في أمور الحياة كافة، وطالب – على عكس ماهو شائع- بزيادة الاهتمام بهن ، وأن يكون الأخ أو الأب أو الزوج عونا لهن في أمور الحياة، وأنا أقول هذا تيمناً بالحياة الفاضلة التي عاشها الرسول الكريم إذ ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه بحسن معاملته للنساء وبخاصة أهل بيته. وحينما سئلت عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت : كما يصنع أحدكم، كان في مهنة أهله. وفي رواية أخرى:كان صلى الله عليه وسلم يخدم في مهنة أهله، ويقطع لهم اللحم ويقم البيت، ويعين الخادم في خدمته.وفي رواية أخرى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. وقد أوصى الرسول الأكرم بحسن معاملة المسلمين لأهلهم، قال صلى الله عليه وسلم: خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً ” فلماذا أنا مسؤولة عن أخوتي، ويطالبونني بكل الأمور! أليس هذا أمرا غير مشروع؟”.
وقد يكون الأمر مع الأخت ( فاطمة.ر ) متأزما قليلاً لأن إخوتها لا يتحملون المسؤولية معها مطلقاً، لكن للحقيقة، فإن مجمل الأسر تطالب الفتاة برعاية أخيها الأكبر سناً منها بدافع الاحترام، ورعاية أخيها الأصغر سناً منها بدافع العطف عليه، وهذا مقبول، لكن بحدوده الطبيعية.
وبالتأكيد المساواة بين الإخوة، مسؤولية تقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى، وواقع الأمور يشير إلى أن الأهل يتعرضون إلى ضغوط عدة، لاسيما وأننا أصبحنا في عصر لم تعد الأسرة وحدها المسؤولة عن تربية النشء، وأن قيماً دخيلة أخذت طريقها إلى حياتنا، في عصر الاتصالات الواسع الطيف، الذي قد يغري ولا يفيد، وهو بشكل أو بآخر يساهم بإعطاء صورة مغلوطة عن طريقة الحياة المثلى، وظهرت أنماط جديدة من التفكير بعيدة عن حياتنا الإسلامية، ضاعفت مسؤولية رقابة الأهل، ووضعتهم أمام تحديات جديدة تبحث في كل حين عن موازين دقيقة للتعامل مع كلا الجنسين.
تقول السيدة وفاء الأحمر: “للأسف بعض الشعوب بدأت توجه للفتاة عبارات طنانة، مظهرها السير نحو الحرية، لكنها ليست كذلك. بل هي إعادة رق للفتاة، إذ جعلتها رقيقة من الداخل وليس من الخارج ، وهذا أسوأ أنواع الرق ، إذ نرى الآن غالب الفتيات تابعات لأزياء وصرعات خاصة، وهذا ليس من أصالة هويتنا، وكأن هناك شيئا مرسوما للفتاة وهي متجهة نحوه ، مثل الفراشة التي تسعى إلى النور، ولكن الواقع أنه طريق امتهان لها، وطريق سلب حرية المرأة ، وكذلك بالنسبة للشاب أيضاً هنالك مظاهر خداعة، تجعلهم في ضلال مبين، وهذا جعل مقاييس كلا الجنسين من الأبناء مختلفة عن مقاييس أهلهم، ما عمق الصراع بين الطرفين إذ نرى الفتاة تسعى وراء الأزياء والأهل يحاربون رغبتها، وكذلك الشبان قد يعجبون بصرعات الموضة وفي قصة الشعر، ويهتمون بالمظهر بعيداً عن جوهر الأمور، وهنا المشكلة تظهر بالنسبة لي كمربية لأولادي ومسؤولة عن الحفاظ على سلامة حياتهم من الغث الذي يحيط بهم ، أواجه بسؤال صعب عن من ماذا أمنعهم ؟ وماذا أمنح لهم ؟ وكيف لي أن أعدل بين الولد والفتاة؟ “
كيف تكون المساواة؟
حث الدين الإسلامي بشكل متواصل على المساواة بين الجنسين في أمور عدة ، يذكرها لنا الأستاذ أنس حبيب بقوله: “يحث الإسلام على المساواة الإنسانية بين الجنسين ، إذ خلق الله الرجل والمرأة وجعلهما على قدم المساواة، لا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى. ونرى ذلك في قوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.(سورة الحجرات الآية 13) فقد جعل الإسلام الرجل والمرأة من نفس واحدة، حيث جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء”. (من سورة النساء الآية 1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . “إنما النساء شقائق الرجال “رواه أحمد وأبو داود.
كما جاء الإسلام بالمساواة في الواجبات الدينية ، وفي الثواب والعقاب ، إذ جاء الإسلام للرجل والمرأة معاً، وبالتساوي، فالمرأة متساوية مع الرجل في العبادة وفي حمل رسالة الله تعالى وفي تحقيق المتطلبات الدينية، وفي الثواب والعقاب وتطبيق حدود الله. وجاء ذلك في آيات عديدة ومنها قوله الله تعالى: ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله”. (سورة التوبة الآية 71) وكذلك في قوله تعالى: “فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منهم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض”. (سورة آ ل عمران ، الآية 195) وفي الآية الكريمة: “ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ” (سورة النساء الآية 124)
كما حث الإسلام على المساواة في حق التعليم، وحث كل مسلم ومسلمة على طلب العلم ، وتوسيع آفاق معرفته، حيث جاء في قوله تعالى: “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” إن للعلم مكانة رفيعة في الإسلام، وأول كلمة في القرآن الكريم نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي اقرأ، كما حث الإسلام كل مسلم ومسلمة على طلب العلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم” (رواه البخاري) ولفظ مسلم هنا تعني الذكر والأنثى.
كما أمر الإسلام بالمساواة في الأمور المعاشية، إذ أن كتب الحديث والتاريخ مليئة بتوصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، والحث على إعلاء شأنها والاستئناس بها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوصيكم بالنساء فإنهن عندكم عوان” (أي أسيرات) وقال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كنَّ له ستراً من النار.
كما ويؤكد : أ. د. محمد الزحيلي وكيل كلية الشريعة للشؤون العلمية بجامعة دمشق: “أنه يجب على الوالدين العدل بين الأولاد في الرعاية والمحبة والاهتمام والهدايا وأن لا يخص الوالدان أحد الأولاد بالعاطفة أو الهدية أو التقبيل مادياً ومعنوياً، بل يجب المساواة حتى في القبلات على وجنات الصغارروى النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه أن أباه أعطاه عطية ، ولم يعط بقية إخوانه وأراد أن يشهد على تصرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أعطيت أولادك مثل هذا؟ قال: لا ، فقال عليه الصلاة والسلام :” فاتقوا الله واعدلوا في أولادكم ” وفي رواية أخرى قال :لاتشهدني على جور، وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم “. (رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد) فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم الصحابة والمسلمين جميعاً مبدأ تربوياً عظيماً يترك أعظم الآثار على نفسية الأولاد.
أما تفضيل أحد الأولاد ، وتخصيصه بمال أو ميراث أو عطيه أو رعاية فإنه من أمراض الجاهلية التي عادت أدراجها إلى المسلمين لتفتت في العضد، وتمزق الشمل، وتقطع الأرحام، وتخلق الحقد والبغضاء والضغينة والعداوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
إن التمييز بين الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض يؤثر على نفسية الأولاد ويزرع فيهم العقد النفسية ويورث عندهم فساد الأخلاق ويضعهم أمام الانحراف وجهاً لوجه
ويجعل الرسول صلى الله عليه وسلم عدم المفاضلة بين الأولاد سبباً من أسباب دخول الجنة حيث يقول فيما رواه ابن عباس عنه: ” من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة ” رواه أبو داود
لكن التنشئة الأسرية في المجتمع الإسلامي في عصور التخلف تقود إلى التمييز بين الذكور والإناث وتؤسس له ، ونادراً ما بُحث في الأسباب الرئيسة للتمييز بين الجنسين، وإذا ما حدث ذلك فسرعان ما يتم جعل الاختلاف البيولوجي والفيزيولوجي بينهما هو العامل الرئيسي المنتج لعدم المساواة ، وللتمييز اجتماعياً بين الذكور والإناث، وما يترتب على ذلك من فروقات تكرست عبر الزمن.
وأشكال هذا التمييز بين الجنسين عديدة ، ومنها عدم المساواة في تحمل المسؤوليات المنزلية.
تقول (فاطمة.ر): “أنا في الثالثة والعشرين من العمر، أصيبت والدتي بداء في المفاصل، ولدي أخت صغيرة، وأربعة أخوة ذكور، ولأنني الفتاة الأكبر أتحمل أعباء المنزل جميعها عوضاً عن والدتي المريضة، دون أية مساعدة من أخوتي الشباب فهم يخدمون فقط، ولا يقدمون العون إلا فيما ندر، لأنهم رجال، وتدبير المنزل هو شأن للنساء فقط، ومع أن الدين الإسلامي وصى بالنساء في أمور الحياة كافة، وطالب – على عكس ماهو شائع- بزيادة الاهتمام بهن ، وأن يكون الأخ أو الأب أو الزوج عونا لهن في أمور الحياة، وأنا أقول هذا تيمناً بالحياة الفاضلة التي عاشها الرسول الكريم إذ ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه بحسن معاملته للنساء وبخاصة أهل بيته. وحينما سئلت عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت : كما يصنع أحدكم، كان في مهنة أهله. وفي رواية أخرى:كان صلى الله عليه وسلم يخدم في مهنة أهله، ويقطع لهم اللحم ويقم البيت، ويعين الخادم في خدمته.وفي رواية أخرى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. وقد أوصى الرسول الأكرم بحسن معاملة المسلمين لأهلهم، قال صلى الله عليه وسلم: خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً ” فلماذا أنا مسؤولة عن أخوتي، ويطالبونني بكل الأمور! أليس هذا أمرا غير مشروع؟”.
وقد يكون الأمر مع الأخت ( فاطمة.ر ) متأزما قليلاً لأن إخوتها لا يتحملون المسؤولية معها مطلقاً، لكن للحقيقة، فإن مجمل الأسر تطالب الفتاة برعاية أخيها الأكبر سناً منها بدافع الاحترام، ورعاية أخيها الأصغر سناً منها بدافع العطف عليه، وهذا مقبول، لكن بحدوده الطبيعية.
وبالتأكيد المساواة بين الإخوة، مسؤولية تقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى، وواقع الأمور يشير إلى أن الأهل يتعرضون إلى ضغوط عدة، لاسيما وأننا أصبحنا في عصر لم تعد الأسرة وحدها المسؤولة عن تربية النشء، وأن قيماً دخيلة أخذت طريقها إلى حياتنا، في عصر الاتصالات الواسع الطيف، الذي قد يغري ولا يفيد، وهو بشكل أو بآخر يساهم بإعطاء صورة مغلوطة عن طريقة الحياة المثلى، وظهرت أنماط جديدة من التفكير بعيدة عن حياتنا الإسلامية، ضاعفت مسؤولية رقابة الأهل، ووضعتهم أمام تحديات جديدة تبحث في كل حين عن موازين دقيقة للتعامل مع كلا الجنسين.
تقول السيدة وفاء الأحمر: “للأسف بعض الشعوب بدأت توجه للفتاة عبارات طنانة، مظهرها السير نحو الحرية، لكنها ليست كذلك. بل هي إعادة رق للفتاة، إذ جعلتها رقيقة من الداخل وليس من الخارج ، وهذا أسوأ أنواع الرق ، إذ نرى الآن غالب الفتيات تابعات لأزياء وصرعات خاصة، وهذا ليس من أصالة هويتنا، وكأن هناك شيئا مرسوما للفتاة وهي متجهة نحوه ، مثل الفراشة التي تسعى إلى النور، ولكن الواقع أنه طريق امتهان لها، وطريق سلب حرية المرأة ، وكذلك بالنسبة للشاب أيضاً هنالك مظاهر خداعة، تجعلهم في ضلال مبين، وهذا جعل مقاييس كلا الجنسين من الأبناء مختلفة عن مقاييس أهلهم، ما عمق الصراع بين الطرفين إذ نرى الفتاة تسعى وراء الأزياء والأهل يحاربون رغبتها، وكذلك الشبان قد يعجبون بصرعات الموضة وفي قصة الشعر، ويهتمون بالمظهر بعيداً عن جوهر الأمور، وهنا المشكلة تظهر بالنسبة لي كمربية لأولادي ومسؤولة عن الحفاظ على سلامة حياتهم من الغث الذي يحيط بهم ، أواجه بسؤال صعب عن من ماذا أمنعهم ؟ وماذا أمنح لهم ؟ وكيف لي أن أعدل بين الولد والفتاة؟ “
كيف تكون المساواة؟
حث الدين الإسلامي بشكل متواصل على المساواة بين الجنسين في أمور عدة ، يذكرها لنا الأستاذ أنس حبيب بقوله: “يحث الإسلام على المساواة الإنسانية بين الجنسين ، إذ خلق الله الرجل والمرأة وجعلهما على قدم المساواة، لا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى. ونرى ذلك في قوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.(سورة الحجرات الآية 13) فقد جعل الإسلام الرجل والمرأة من نفس واحدة، حيث جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء”. (من سورة النساء الآية 1) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . “إنما النساء شقائق الرجال “رواه أحمد وأبو داود.
كما جاء الإسلام بالمساواة في الواجبات الدينية ، وفي الثواب والعقاب ، إذ جاء الإسلام للرجل والمرأة معاً، وبالتساوي، فالمرأة متساوية مع الرجل في العبادة وفي حمل رسالة الله تعالى وفي تحقيق المتطلبات الدينية، وفي الثواب والعقاب وتطبيق حدود الله. وجاء ذلك في آيات عديدة ومنها قوله الله تعالى: ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله”. (سورة التوبة الآية 71) وكذلك في قوله تعالى: “فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منهم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض”. (سورة آ ل عمران ، الآية 195) وفي الآية الكريمة: “ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ” (سورة النساء الآية 124)
كما حث الإسلام على المساواة في حق التعليم، وحث كل مسلم ومسلمة على طلب العلم ، وتوسيع آفاق معرفته، حيث جاء في قوله تعالى: “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” إن للعلم مكانة رفيعة في الإسلام، وأول كلمة في القرآن الكريم نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي اقرأ، كما حث الإسلام كل مسلم ومسلمة على طلب العلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم” (رواه البخاري) ولفظ مسلم هنا تعني الذكر والأنثى.
كما أمر الإسلام بالمساواة في الأمور المعاشية، إذ أن كتب الحديث والتاريخ مليئة بتوصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، والحث على إعلاء شأنها والاستئناس بها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوصيكم بالنساء فإنهن عندكم عوان” (أي أسيرات) وقال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كنَّ له ستراً من النار.
كما ويؤكد : أ. د. محمد الزحيلي وكيل كلية الشريعة للشؤون العلمية بجامعة دمشق: “أنه يجب على الوالدين العدل بين الأولاد في الرعاية والمحبة والاهتمام والهدايا وأن لا يخص الوالدان أحد الأولاد بالعاطفة أو الهدية أو التقبيل مادياً ومعنوياً، بل يجب المساواة حتى في القبلات على وجنات الصغارروى النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه أن أباه أعطاه عطية ، ولم يعط بقية إخوانه وأراد أن يشهد على تصرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أعطيت أولادك مثل هذا؟ قال: لا ، فقال عليه الصلاة والسلام :” فاتقوا الله واعدلوا في أولادكم ” وفي رواية أخرى قال :لاتشهدني على جور، وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم “. (رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد) فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم الصحابة والمسلمين جميعاً مبدأ تربوياً عظيماً يترك أعظم الآثار على نفسية الأولاد.
أما تفضيل أحد الأولاد ، وتخصيصه بمال أو ميراث أو عطيه أو رعاية فإنه من أمراض الجاهلية التي عادت أدراجها إلى المسلمين لتفتت في العضد، وتمزق الشمل، وتقطع الأرحام، وتخلق الحقد والبغضاء والضغينة والعداوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
إن التمييز بين الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض يؤثر على نفسية الأولاد ويزرع فيهم العقد النفسية ويورث عندهم فساد الأخلاق ويضعهم أمام الانحراف وجهاً لوجه
Source: islamweb.net