يعتبر العالم تيسلا أو Nikola Tesla هو العالم الأهم والأغرب في القرن العشرين وقد قدم الكثير من الاختراعات العلمية على مدار أكثر من 60 عاماً، وسنتعرف اليوم في الموسوعة على حياته بداية من نشأته، وتعلميه، واهم الاختراعات التي قام بها، وصولاً لوفاته، وأهم أقوال نيكولا تيسلا التي عبر بها عن أراءه.
العالم تيسلا
“لا يهمني إن سرقوا فكرتي يهمني أن ليس لديهم أي أفكار من تلقاء نفسهم”
هذه المقولة الشهيرة للعالم تيسلا تلخص فكره وطريقته المتفردة، فقد جمع هذا العالم بين العبقرية وغرابة الأطوار ليصبح أهم وأكبر علماء القرن العشرين، ولا تزال أفكاره واختراعاته موجودة في حياتنا إلى اليوم.
نشأة وحياة تيسلا
لقد ولد العالم تيسلا في العاشر من يوليو لعام 1856م في احدي القري الصغيرة وتُدعي قرية سميلجان، والتي كانت جزء من الإمبراطورية في النمسا ولكنها اليوم تعتبر جزء من كرواتيا. تعود أسرته لأصول صربيه من الجبل الأسود، وقد نشاء وتربي في هذه الأسرة بين خمسة من الأخوات.
تربي تيسلا في أسرة بسيطة الحال تنتمي إلى الكنيسة، فقد كان والده يعمل كاهناً في احدي الكنائس الأرثوذكسية، وجده من والدته كان كاهناً كذلك، وقد أراد والده أن يجعل من تيسلا كاهناً هو الأخر لكنه لم يبدي تحمس كبير لحياة الكنيسة، وأراد أن يتعلم ويتتلمذ على يد اشهر علماء الفيزياء والكهرباء.
والدة تيسلا كانت امرأة من طراز مختلف فقد كانت تهوي صنع الأجهزة والأدوات المنزلية الصغيرة، وكانت تملك ذاكرة تصويرية استثنائية، كل هذه الجينات العبقرية انتقلت إلى تيسلا الذي أقر أنه قد أكتسب قدراته الإبداعية من والدته التي كانت تملك عقلاً سابقاً لعصرها.
أصيب تيسلا بوباء الكوليرا الذي كان منتشراً بشكل واسع في هذا الوقت، الأمر الذي اضطره أن يظل مريضاً في الفراش لحوالي تسعة أشهر كاملة حتي ظن الجميع أنه لا أمل من شفاءه، وفي ظل هذا الخوف على حياة تيسلا الصغير وعده والده أنه إذا أتم شفاءه على خير سيقوم بإرساله إلى أفضل مدرسة للهندسة.
تعليم نيكولا تسلا
لقد اظهر تيسلا منذ طفولته قدرات عالية مرتفعه، فقد اشتهر بالذكاء والتفوق الدراسي بين أخوته وجميع زملاءه، وقد احب الفيزياء والرياضيات وتفوق فيها، وقد قام بدراسة الحساب والدين واللغة الألمانية في احدي المدارس الابتدائية البسيطة في قريته. اضطرت الأسرة للانتفال إلى احدي المدن وتُدعي “غوسبيتش” وقد أكمل فيها تيسلا تعليمه الابتدائي.
بعد أن نجح تيسلا في المدرسة الابتدائية تم نقله إلى المدرسة الأعلى في “كارلوفاتش” وهناك قام بدراسة الرياضيات بالألمانية، وقد كان متفوقاً في دراسته فقد كان يقوم بإجراء كافة العمليات الحسابية في عقله بمنتهي السرعة مما جعل أساتذته يعتقدون انه غشاش لكنه في الحقيقة كان أكثر ذكاء من زملاءه المحيطين به.
تعرف نيكولا تيسلا في هذه المدرسة على معلم الرياضيات الشهير مارتن سيكولفيتش والذي كان له أكبر الأثر في حياة تيسلا العلمية، وقد قام بالانتهاء من الدراسة في المدرسة بعد ثلاثة سنوات فقط وليس أربعة كما كان مقرر بسبب تفوقه الشديد وذكاءه المتقد.
حياة تيسلا في الجامعة
ألتحق تيسلا بجامعة غراتس في النمسا في عام 1875م بعد أن حصل على منحة دراسية لتعلم التكنولوجيا في الجامعة، وقد كان متفوقاً كالعادة في دراسته، وقد عكف طوال الوقت على الاستذكار حتي تمكن من اجتياز العام الأول من الدراسة بأعلى تقديرات.
كان تيسلا نجماً لامعاً في الجامعة فقد قام بتأسيس نادي للثقافة الصربية، وانهي أكثر من ضعف الامتحانات المطلوبة منه في العام الأول من الدراسة، حتي أن أساتذته أرسلوا لوالده يخبرونه أن تيسلا نجم من الدرجة الأولي، فقد كان يعمل من الساعة الثالثة صباحاً حتي الحادية عشر مساءً كل يوم بدون أجازات أو استراحات من أي نوع، الأمر الذي اثأر قلق أساتذته وجعلهم يرسلون لوالده يخبرونه أنه يجب أن يقوم بإبعاد أبنه عن الجامعة حتي لا يموت من الإرهاق.
العام الثاني من الجامعة كان يشكل النهاية لتيسلا حيث دخل في صدام في الرأي مع أحد أساتذته كانت نتيجته أنه فقد المنحة التي كان يدرس بها وأصبح بين يوم وليلة مدمن للقمار وقد فقد كل ما كان يملكه في احد الليالي لكنه تمكن من استعادته، ومع الوقت لم يتمكن تيسلا من متابعة دروسه حتى أنه ترك الجامعة تماماً.
اختراعات نيكولا تيسلا
لقد قام تيسلا بتحقيق الكثير من الإنجازات وإن كان بعضها تمت سرقته ونسبه إلى آخرين من العلماء في هذا الوقت، لكن هذا الأمر لم يقلل من عزمه ولا رغبته على العطاء بل شكل حافزاً له بأن يستمر في العمل والاجتهاد من جديد، وإليك اعظ مشاركات هذا العالم الجليل في مجالات العلم المختلفة:
- قام تيسلا باختراع التيار المتردد والذي شكل نقلة كبيرة في عالم الكهرباء.
- اكتشف تيسلا إمكانية تسخير وتوزيع الضوء.
- قام باختراع ملف تيسلا.
- قام باكتشاف الأشعة السينية بسبب تلف احد الأفلام في معمله من قبل.
- قام باختراع العديد من الأجهزة التي تتيح استعمال الأشعة السينية.
- كان هو العقل وراء اختراع الراديو من خلال أبحاثه حول موجات الراديو.
- اختراع الناقل الكهربي.
- اخترع مذبذب تيسلا وهو مذبذب ميكانيكي يعمل بالقوة البخارية.
وقد قام تيسلا بتقديم الكثير من الاختراعات على مر سنوات طويلة من العمل والجهد الشاق، حتي وافته المنية عام 1943 عن عمر تجاوز الثمانين، في غرفته بفندق نيويورك بعد أن تجاوزت احدي خادمات الفندق إشارة منع الإزعاج وقامت بالدخول لتجد جثة العالم ممدة على الأرض.
أقوال نيكولا تيسلا
لقد كانت شخصية تيسلا المميزة جزء لا يتجزأ من عبقريته الفريدة، ومن أهم هذه الأقوال:
- “كل كائن حي هو محرك مربوط بطاقة الكون، على الرغم من أن الطاقة تبدو متأثرة بالأشياء المحيطة بها القريبة، إلا أن نفوذها الخارجي يمتد إلى مسافة لا نهائية.”
- “فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان، مثل القوة والمادة، عندما تنفصل ينفصل الإنسان.”
- “الغريزة شيء يفوق المعرفة لدي الإنسان، مما لا شك فيه بعض الألياف الدقيقة التي تمكننا من إدراك الحقائق عند الاستنتاج المنطقي بدون أي جهد متعمد من الدماغ.”
- “الرغبة التي توجهني في كل ما أفعله هي الرغبة في تسخير قوى الطبيعة لخدمة البشرية”
- “دع المستقبل أن يقول الحقيقة، وتقييم كل واحد حسب عمله وإنجازاته، الحاضر لهم، أما المستقبل والذي عملت لأجله حقاً فهو ملكي”
المراجع 1 _ 2