د. هـ. لورانس أو ديفيد هربرت لورانس من اهم كتاب القرن العشرين، وقد عُرف عنه التمرد ومخالفة المألوف ولهذا فقد واجه الكثير من الانتقادات ومُنعت رواياته من النشر، وسنتطرق اليوم في موقع الموسوعة إلى حياة هذا الأديب والشاعر الكبير، ونشأته، وأهم أعماله الأدبية ومنها رواية نساء عاشقات وقوس قزح.
الكاتب د. هـ. لورانس
إن الكاتب د. هـ. لورانس من أكثر كتاب القرن العشرين إثارة للجدل بسبب أعماله الأدبية، وأشعاره الملهمة، حتى حياته الشخصية لم تخلوا من المتاعب. وقد تعرض في أعماله للكثير من القضايا الشائكة والمسكوت عنها في هذا الوقت، وقد أخذ على عاتقه الحديث عن هذه القضايا مهما كلفه الأمر.
نشأت د. هـ. لورانس
لقد كانت لنشأة د. هـ. لورانس البسيطة والفقيرة أثر كبير في كتاباته وأدبه، فقد ولد في القرن التاسع عشر في عام 1885م في شهر سبتمبر لأسرة فقيرة الحال، والده كان يُدعي جون لورنس ويعمل في أحد مناجم الفحم.
بينما والدته كانت امرأة راجحة العقل، وكان لها أكبر الأثر في نشأة د. هـ. لورانس المثقفة، فقد كانت تنتمي لأسرة متوسطة الحال في بريطانيا بمقاطعة توتنغهام، وقد كانت تعمل في مصنع حتى تساعد زوجها في إعالة الأسرة، وقد كانت امرأة محبة للاطلاع والقراءة وقد شجعت ديفيد على القراءة.
كانت ظروف د. هـ. لورانس الصعبة هي السبب الرئيسي الذي دفعه للتعلم والاجتهاد في المدرسة حتى يتمكن من الخروج من هذه الظروف القاسية، والحصول على عمل مختلف عن عمل أبيه في المناجم. وبالفعل كلما كبر ديفيد كلما زادت رغبته في الخروج من هذه الظروف القاسية.
كان د. هـ. لورانس ضعيف البنية مما جعله عرضة للأمراض طوال الوقت، وقد كان يتعرض للتنمر في المدرسة بسبب طبيعته الهادئة والمنعزلة عن الناس، كما أن نحافته الشديدة كانت سبب في اضطهاد لبعض الطلاب له.
تعليم د. هـ. لورانس
على الرغم من كل التنمر الذي تعرض له، ومن ظروفه الاقتصادية القاسية إلا أنه تمكن من النجاح في المدرسة والحصول على أعلى الدرجات، حتى أصبح أول طلاب بلدته في الحصول على منحة لاستكمال تعليمه في أحد المدارس الثانوية العريقة في مقاطعة توتنهام بالمملكة المتحدة.
كانت حياة ديفيد الجديدة في المدرسة لا تختلف كثيراً عن حياته السابقة فقد عانى بسبب المرض الجسدي والنفسي فقد حاوطه الاكتئاب بسبب بعد الجميع عنه وشعوره بالوحدة الموحشة طوال الوقت، ومع بداية القرن العشرين في عام 1901م تمكن من التخرج من المدرسة وبدأ في البحث عن عمل.
التحق د. هـ. لورانس بالجامعة في توتنهام لكي يستكمل دراسته ويستمر في طريقة الأكاديمي، بعد سنوات من الدراسة والاستذكار حصل ديفيد على الدرجة الدراسية في التدريس وتخرج من الجامعة في عام 1908م، ثم بدأ العمل في مجال التدريس لكنه استمر في الحصول الكتابة.
لقد كانت كتابات ديفيد المستمرة دافعاً له للمشاركة في أحد مسابقات القصة القصيرة، وقد حصل على المركز الأول في هذه المسابقة عن أحد قصصه بعنوان كريسماس ممتع An Enjoyable Christmas، وقد استمر في العمل على كتاباته حتى تمكن من نشر روايته الأولى.
أعمال د. هـ. لورانس
كانت بدايات الكاتب الكبير مع الشعر كغيره من كتاب عصره، إلا أنه مع الوقت تطور لكتابة القصص القصية وحصل على الجائزة الأولي في أحد المسابقات، ثم بدأ بكتابة رواية الطاووس الأبيض والتي تم نشرها في عام 1911، وقرر في عام 1912 أن يستقيل من عمله كمدرس ويتجه للعمل في الكتابة.
قضي ديفيد فترة في المانيا وإيطاليا لم يتوقف خلالها عن الكتابة، وقام بكتابة أول عمل مسرحي من تأليفه في عام 1912م، وعاد مرة أخري إلى الشعر ونشر أول ديوان شعري له بعنوان قصائد حب وغيرها Love Poems and Others وكان هذا في عام 1913.
تناول ديفيد بعض القضايا الخاصة من خلال مناقشته لحياة فنان صغير السن يحاول البحث عن فرصة للحياة بشكل أفضل والابتعاد عن نشأته الصعبة والفقيرة في أسرة عامل منجم، وقد تناول من خلال هذه الرواية حياته الخاصة ومعاناته لإيجاد الدرب الصحيح، وقد أطلق عليها أسم أبناء وعشاق Sons and Lovers.
رواية قوس قزح The Rainbow
بحلول عام 1915 كان د. هـ. لورانس قد قام بكتابه أشهر أعماله وأكثرها إثارة للجدل وهي رواية “قوس قزح” أو The Rainbow والتي قام من خلالها بمناقشة بعض القضايا الجنسية المثيرة للحدل، مما أثار غضب الكثير من النقاد في هذا العصر وأدي لمنع نشر روايته.
لكن هذا النقد اللاذع الذي تلقاه الكاتب لم يفقده عزيمته ولا رغبته في الكتابة، فقد استمر في العمل على كتاباته وشعره وقام بإصدار حوالي أربعة دواوين جديدة ما بين عام 1916 إلى عام 1919، وظل يدافع عن روايته والتي تعتبر اليوم من اهم روايات القرن العشرين على الإطلاق.
نساء عاشقات رواية Women in Love
تعتبر رواية نساء عاشقات من اهم روايات الكاتب د. هـ. لورانس، وهي تعتبر الجزء الثاني من رواية قوس قزح التي قام بإصدارها من قبل، ويناقش الكاتب من خلال الرواية مشاعر الحب بين أبطال الرواية وعلاقتهم المختلفة، فتمر الأخوات برانغوين من خلال هذه الرواية بالكثير من التجارب.
الرواية تنتمي للمجتمع البريطاني بكل مميزاته وعيوبه، ويضفي الكاتب كعادته بعض أراءه الشخصية على أبطال الرواية وخاصة روبرت بيركين، وشخصية البطلة أورسولا تشبه في كثير من التفاصيل شخصية زوجة ديفيد فريدا، وقد تم منع هذه الرواية من النشر في لأكثر من ثلاثين عاماً في إنجلترا وأمريكا.
استمر د. هـ. لورانس في الكتابة طوال حياته، وعندما اشتد عليه المرض سافر إلى فينس في فرنسا وهناك توفي في الثالث من شهر مارس لعام 1930م، تاركاً وراءه إرثاً هائلاً من الروايات، والأشعار، والقصص القصيرة التي غيرت حياة الكثيرين وصنعت فارقاً كبيراً في تاريخ الأدب العالمي.