‘);
}

اختلاف المجتمعات الإنسانية

جعل الله تعالى بين المجتمعات الإنسانية في سائر أرجاء المعمورة اختلافات واضحة؛ حتى تتواصل وتتعارف ويَعُمَّ الخير على الجميع، فلو كانت المجتمعات كلها واحدة، لما حدث التعارف الذي أينع وأثمر. وقد أكَّد الإسلام وسائر الديانات والفطرة الإنسانية أهمية حدوث التواصل الفعال بين البشر. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13]. وفيما يلي تفصيل لهاتين العمليتين المهمتين، واستعراض لأبرز ثمارهما.[١]

التواصل والتعارف بين الناس

يُعرَّف التواصل على أنه اتصال الناس؛ أفراداً وجماعات مع بعضهم البعض، من أجل تحقيق غاية معينة، في حين يمكن تعريف التعارف على أنه علم الناس بأحوال، وصفات، وعادات، وتقاليد، وأفكار، ومعتقدات، وثقافات بعضهم البعض، بحيث يكون ذلك سبيلاً من سبل نشر الرحمة، والمودة بينهم، والتعارف يكون على عدة مستويات؛ ومن هنا فإن العادة تقتضي أن يبدأ الإنسان بالتعرف على محيطه الذي تربطه به روابط مشتركة، ثم يأخذ بالتوسع أكثر وأكثر.[٢]