الحكومات الغربية رصدت هذا العام لنشاطها التنصيري 300 مليار دولارsize=3>
ما هي الموبقات التي ارتكبتها المنظمات الإسلامية حتى تثار عليها مثل هذه التساؤلات؟size=3>
العولمة عدوة العالم، وليست عدوة الإسلام فقط، وليس من المصلحة خندقة الإسلام والعولمة وجهاً لوجهsize=3>
الأمة اليوم أحوج ما تكون لتنوع الاجتهادات وإثراء الفقه الإسلامي بفتاوى تطوع مستجدات العصر لفهم الإسلام ومقاصده وغاياته.size=3>
التحديات الراهنة تفرض على المؤسسات الخيرية ضرورة الاعتماد على الشفافية في أنظمتها الإدارية والمالية size=3>
ــــــــــ
في حواره مع “الشبكة الإسلامية” أثار أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي وعضو مجلس الشورى السعودي د. مانع الجهني تساؤلات حول أهداف الحكومات الغربية من تقديم الدعم للمنظمات التنصيرية التي رصدت هذا العام لنشاطها التنصيري- وليس الإغاثي- 300 مليار دولار، وأنه لماذا يكون السؤال عن المنظمات الإسلامية فقط ولا يسأل عن غيرها، متسائلا : ما الموبقات التي ارتكبتها المنظمات الإسلامية حتى تثار عليها مثل هذه الشبهات، كدعم للإرهاب وغيرها من التي يروج لها الغرب، مؤكدا بأن التحديات الراهنة تفرض على هذه المؤسسات ضرورة الاعتماد على الشفافية في أنظمتها الإدارية والخيرية.
وأوضح أن الأقليات الإسلامية بحاجة قوية للجمعيات الخيرية والدول الإسلامية لشرح قضاياها العادلة أمام الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام.
وأشار إلى أن نظرية الصراع وحتمية المواجهة التي يبشر بها بعض السياسيين، ارتبطت بمشاكل نفسية وعقد اجتماعية عند بعض هؤلاء، وقد حملها الماركسيون على عاتقهم سبعة عقود من الزمن ولم يفلحوا، واليوم يحملها قوم آخرون إما لمعاناة يعيشونها أو كما قلنا لأهداف يرغبون في تحقيقها.
وأشار في السياق نفسه إلى أن العولمة عدوة العالم، وليست عدوة الإسلام فقط، وليس من المصلحة خندقة الإسلام والعولمة وجهاً لوجه في الوقت الذي تجد فيه العولمة مواجهة شرسة من الشعوب الأخرى في العالم، ومن هذا المنطلق فإننا ومعنا بقية الشعوب الحرة في العالم نستطيع الوقوف في وجه سلبيات العولمة التي تهدد مجتمعاتنا وثقافاتنا وبنياننا الاقتصادي.
نص الحوار..
يثير الغربيون بعض التساؤلات حول المنظمات الإسلامية الكبرى في داخل البلدان الإسلامية وخارجها، وعن المراكز والجمعيات الإسلامية التي أنشأتها السعودية أو تدعمها، ما هي أهداف السعودية من تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه المنظمات؟size=3>
لم يسأل أحد ما هي أهداف الحكومات الغربية من تقديم الدعم للمنظمات التنصيرية التي رصدت هذا العام لنشاطها التنصيري- وليس الإغاثي- 300 مليار دولار؟ لماذا يكون السؤال عن المنظمات الإسلامية فقط ولا يسأل عن غيرها؟….ثم ما هي الموبقات التي ارتكبتها هذه المنظمات حتى تثار عليها مثل هذه التساؤلات؟ الذي أعرفه أن المنظمات الإسلامية مؤسسات نشأت لأهداف إنسانية واضحة ومعلنة، وهي تقوم بعملها منذ عقود من الزمن- بعضها يمتد عمرها لأكثر من ثلاثة عقود- ولم تثر مثل هذه التساؤلات إلا بعد أحداث واشنطن ونيويورك الأخيرة, إذاً التساؤل يحمل طابعاً سياسياً، ويعكس موقفاً مؤدلجاً, وهو ردة فعل في محاولة يائسة لوصم كل ما هو إسلامي بالإرهاب، حتى لو كان هذا الإسلامي مسح دمع اليتيم أو إغاثة المنكوب أو التخفيف من معاناة الفقير أو إشباع الجائع أو كسوته وهكذا…. إنه الاتهام المسعور الذي أعماه الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين في أن يميز بين الأعمال الإنسانية( وليس فقط الإسلامية) وتلك التي تقوم على أغراض غير إنسانية, والغرب يعيها تماماً ويعرفها حق المعرفة.
هذه مقدمه مهمة جداً وهي جزء مهم من الإجابة على سؤالك، أما لماذا تقدم السعودية الدعم للمؤسسات الخيرية الإسلامية؟ فالجميع يعرف تماماً أن المملكة العربية السعودية دولة مسلمة، تأسست على منهج الإسلام وعقيدته، ويوجد بها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومنها انطلقت الدعوة الإسلامية في عهد النبوة الأول، ولهذا فمن الطبيعي جداً أن تحرص المملكة على رعاية شؤون المسلمين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وقد كانت السباقة دوماً في التخفيف من معاناة المنكوبين منهم بسبب الكوارث أو الحروب أو المجاعات، وهي تقدم ذلك دون مَنّ أو أذى، ولم يسجل أحد في يوم ما تدخل المملكة في الشأن الداخلي لأي دولة، بعكس المساعدات الغربية التي تقدم بيد واليد الأخرى تأمر وتنهى، وتعين وتفصل، وغير ذلك.
هدف السعودية من تقديم الدعم المادي للمسلمين واضح وصريح، وهو ينطلق من روح التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه ديننا الحنيف، ومن مبدأ قوله صلى الله عليه وسلم : ” مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. هذا هو ديننا فهل يريد منا الغرب أن نبدل ديننا حتى يرضى عنا؟
ونقطة أخيرة ومشهودة وهي أن المملكة العربية السعودية تقدم الدعم الإنساني لكل البشر حتى لغير المسلمين، وهذا أيضاً من منطلق التراحم الذي أكد عليه ديننا الإسلامي العظيم، وهي لا تتأخر أبداً في القيام برسالتها نحو الإنسانية في أي مناسبة أو أي حدث.
الملاحظ أن الندوة العالمية لها منهج في الإنفاق على المشروعات الخيرية وتقديم المساعدات المالية في جميع مجالات العمل الخيري، فما هي الملامح العامة لهذا المنهج؟size=3>
الندوة العالمية للشباب الإسلامي هي إحدى سنابل الخير في المملكة العربية السعودية، وقد تأسست بغرض خدمة الشباب المسلم، وتربيته وتوجيهه، وحمايته عقائدياً وفكرياً وأخلاقياً، وتأهيله علمياً، كل ذلك في حدود إمكانياتها المتاحة، ليقوم الشباب بدوره في خدمة الأمة والمجتمع المسلم على أكمل وجه، من هنا فأوجه إنفاق الندوة تتوجه نحو هذه الأهداف بشكل رئيس، ولكن الندوة بحكم أنها جزء من الأمة الإسلامية المترامية الأطراف، ونظراً للظروف التي تمر بالمسلمين في أقطار شتى فإنها تعمل على المساهمة في تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة والتي تتعرض للكوارث وتقدم المساعدات الإغاثية العاجلة، من إيواء وأدوية وملابس وغيرها…
وتولي الندوة أهمية للتعليم ودعم مؤسساته باعتبار أن القضاء على الأمية والجهل هو السبيل الأمثل في القضاء على الفقر والتخلف، كما أنه مرتكز رئيس لبناء الأمم والحضارات.
هناك نظرة تشاؤمية ترى أن المواجهة بين الإسلام والغرب في ما يعرف بصراع الحضارات أمر واقع، حيث اجتماع النقيضين باطل، بينما تظهر رؤية فكرية أخرى متفائلة تؤمن بإمكانية الحوار والتعاون على القواسم المشتركة، فأي الفكرتين تؤيد وعلى أي أساس؟size=3>
إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية ما هو الأصل في العلاقات الإنسانية بين الأمم فإننا نسلم وبشكل قاطع أن هذه العلاقة قائمة على التعارف والحوار والتعايش، قال الله عز وجل : ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا…” الآية، فالناس لم يخلقوا ليتصارعوا بل ليتعارفوا وينقلوا معارفهم وتجاربهم فيما بينهم بالحوار والتعايش السلمي الحضاري.
ولكن حينما تنظر إلى الممارسة البشرية فإنك ترى مشهدين مختلفين، الأول قريب من هذا الفهم الذي ذكره الله في القرآن الكريم وهو ممارسة المسلمين في عهد الدولة الإسلامية لهذا المعنى، فعلى امتداد الدولة الإسلامية لم نسمع عن انتهاك لحقوق الإنسان أو ممارسة الإكراه أو فرض أخلاق معينة. كلا، بل لقد كان غير المسلم يفضل قيادة المسلمين على قيادة أبناء دينه وقومه.
والمشهد الآخر هو الذي نأى بهذا الفهم إلى منحى الصراع لأجل الصراع وتحقيق مكاسب مادية بحتة وإرضاء مطامع شخصية وتلبية لنزوات ورغبات وأهواء النفس، دون التفات لأي قيم أو أية مبادئ، ونتيجة لذلك شاع بين الناس أن الصراع ركيزة أساسية في العلاقات الدولية.
بُعد آخر نراه مهماً في هذا الاتجاه وهو أن نظرية الصراع وحتمية المواجهة التي يبشر بها بعض السياسيين، ارتبطت بمشاكل نفسية وعقد اجتماعية عند بعض هؤلاء، وقد حملها الماركسيون على عاتقهم سبعة عقود من الزمن ولم يفلحوا، واليوم يحملها قوم آخرون إما لمعاناة يعيشونها أو كما قلنا لأهداف يرغبون في تحقيقها.
ماهي تطلعاتكم ورؤيتكم المستقبلية للهيئات والمؤسسات الخيرية الإسلامية داخل السعودية من حيث نشاطها والعقبات التي تواجهها، والتنسيق بينها؟size=3>
نرى أن مستقبل العمل الخيري في تطور مستمر وهو يبشر بالخير، وأعتقد أن التحديات الراهنة تفرض على هذه المؤسسات ضرورة الاعتماد على الشفافية في أنظمتها الإدارية والمالية، وتطوير هياكلها الإدارية والوظيفية، والاعتماد على الكادر المؤهل سواء في العمل الإداري أم الخيري، وهناك كليات تدرس إدارة العمل الخيري وتنمية موارده، وتقدم دورات تدريبية في هذا المضمار، وعلى المؤسسات الخيرية الاستفادة من ذلك.
كما أن التنسيق فيما بين المؤسسات الخيرية يعد أمراً في غاية الأهمية، فالساحة الإسلامية واسعة وحاجة المسلمين لا يمكن أن تسدها جمعية أو اثنتان أو ثلاث، والتنوع أو التخصص مطلوب في طبيعة عمل هذه المؤسسات، ولا بد من النظر في حجم الأعمال الخيرية المطلوبة والتفكير في موارد استثمارية ثابتة تعود بالنفع لصالح هذه المشاريع.
ماهي أهم وأبرز جهود الندوة العالمية في مجال رعاية الأقليات المسلمة؟size=3>
منذ تأسست الندوة وهي تعمل على رعاية الأقليات المسلمة وتقديم الحلول لمشاكلها التنموية والدينية في حدود إمكانياتها البسيطة والمتواضعة. ومن ذلك تقديم الخدمات التعليمية من خلال بناء المدارس والكليات، ورعاية الطلاب وتقديم العون لهم ليكملوا دراستهم الجامعية. كذلك تقديم الخدمات الصحية من خلال بناء ورعاية المستوصفات والمراكز الصحية.
وقد عقدت الندوة مؤتمراً عالمياً عام 1406هـ عن الأقليات المسلمة في العالم: آمالها وآلامها. وكان لهذا المؤتمر الأثر الكبير في الاهتمام بالأقليات المسلمة على كافة المستويات في الصحافة والهيئات الإسلامية وغيرها. وصدرت أبحاث هذا المؤتمر في ثلاث مجلدات بالعربية ومثلها بالإنجليزية.
ومن مناشط الندوة أيضاً تقديم الدعم المعنوي للمضطهدين من الأقليات المسلمة، وذلك بشرح قضاياهم العادلة أمام الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام. هذه هي أهم وأبرز جهود الندوة في هذا المضمار، وأود أن أشير إلى أن حاجة الأقليات كبيرة، وتستلزم التفافا قويا من الجمعيات الخيرية والدول الإسلامية.
نظمت الندوة مؤخراً معرضاً للكتاب الإسلامي في دولة كوبا، فما هي النتائج التي توختها من تنظيم هذا المعرض، وكيف تقوّمون مثل هذه المعارض في سبيل الدعوة الإسلامية؟size=3>
هدفت الندوة من إقامة معرض للكتاب الإسلامي في كوبا إلى التعريف بالإسلام، سواء من خلال الكتب التي تم عرضها، أو من خلال المنشورات والمطويات الدعوية التي وزعت على هامش المعرض، كما استفادت الندوة من وجودها في كوبا، وقامت بتنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات التعريفية بالإسلام، بل إن بعض هذه المحاضرات تمت داخل بعض الكنائس وأخرى في بعض الجامعات الكوبية، وقام الإخوة المشرفون على المعرض بإقامة صلاة الجمعة واجتمع عدد من المسلمين الذين يتوقون لممارسة مثل هذه الشعائر من زمن بعيد.
ولا شك أن مثل هذه المعارض المصحوبة بمناشط دعوية تقوم بدور مهم جداً في الدعوة إلى الله، والتعريف بدين الله الخالد، وتقديم الإسلام للناس في عصر تنتظر فيه البشرية اليد التي تمتد لتنتشلها من وحل المادة والفساد والضياع.
ما رأيكم بالدعوة لإنشاء مجمع فقهي عالمي لتوحيد الرأي في القضايا التي تهم المسلمين في أنحاء العالم بجانب مجامع الفقه الأخرى في العالم الإسلامي؟size=3>
لا أرى أن هناك حاجة لإقامة مجمع فقهي جديد، حيث يوجد ما لا يقل عن أربعة أو خمسة مجامع. ولكن ما ينبغي التأكيد عليه وجود تعاون وتنسيق بين هذه المجامع، ولقاءات مشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة. وإذا فشل هذا التنسيق أو لم يتيسر فلا مانع من إقامة مجمع جديد ما دامت المصلحة العليا للمسلمين هي الهدف. وأعتقد أن قضايا المسلمين وازدياد التحديات التي تواجههم يوماً بعد يوم، وتتابع مستجدات العصر بحاجة إلى مثل هذه المجامع لإعطاء الفرصة أمام أكبر عدد من فقهاء المسلمين ليدلو برأيهم، ويقدموا للأمة رأي الإسلام، الذي هو الدين الصالح لكل زمان ومكان.
والأمة اليوم أحوج ما تكون لتنوع الاجتهادات وإثراء الفقه الإسلامي بفتاوى تطوع مستجدات العصر لفهم الإسلام ومقاصده وغاياته.
هل تؤيدون أن أكبر مستهدف في العولمة هو الإسلام، وأن العولمة تشكل تحدياً للإنسانية، وأن هناك آثاراً سلبية لها، تكمن في زيادة البطالة وتدهور مستوى المعيشة وانخفاض الأجور، وتفاقم التفاوت في توزيع الثروة بين المواطنين؟size=3>
العولمة عدوة العالم، وليست عدوة الإسلام فقط، ولا أعتقد أن من المصلحة خندقة الإسلام والعولمة وجهاً لوجه في الوقت الذي تجد فيه العولمة مواجهة شرسة من الشعوب الأخرى في العالم. من هذا المنطلق فإننا ومعنا بقية الشعوب الحرة في العالم نستطيع الوقوف في وجه سلبيات العولمة التي تهدد مجتمعاتنا وثقافاتنا وبنياننا الاقتصادي.
هناك من ينادي بمرجعية واحدة فقط، كاتباع مذهب واحد من المذاهب الإسلامية، ولا يعترف إلا به دون سواه، فما رأيكم بهذا المنهج؟size=3>
هذه قضية قديمة، وأعتقد أنها قد حسمت منذ عهود الدولة الإسلامية في العصور الأولى، ولا أعتقد أنه من الصواب جمع الناس على مذهب واحد سوى مذهب أهل السنة والجماعة، لأن ذلك ليس من مقاصد المنهج الإسلامي على الإطلاق، فالناس مشارب شتى وتتعدد أفهامهم ومداركهم، والفتوى تتغير زمانا ومكاناً، ولكن الأجدى هو نشر روح التسامح ورفع التعصب للمذاهب أو غيرها واعتبار المرجع كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح دون تعصب أو غلو.
والتنوع الموجود في الفتوى الشرعية مرده إلى تعدد الاجتهادات- في الغالب- وليس إلى الأهواء والرغبات الشخصية والنفسية. وهناك فرق بين تعدد المذاهب في الفتوى وتعدد المذاهب في العقائد، فالأول مقبول ولا يمكن إنكاره، والثاني منكر وباطل وليس من الإسلام في شيء.وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أن الاختلاف بين المذاهب له أسباب موضوعية ذكرها في رسالته” رفع الملام عن الأئمة الأعلام”، وذكر أيضاً أن الاختلاف نوعان اختلاف تنوع واختلاف تضاد، فالأول مقبول وطبيعي، أما الثاني فلا بد من تجنبه والعمل على القضاء علي