جزيرة بركانية في المحيط الهندي تبلغ مساحتها 2045 كيلو متر مربع ، تحيط بها الحواجز المرجانية ، تقع إلى الشرق من جزيرة مدغشقر وعلى بعد 300 كم منها. وصل العرب إليها قبل أي أحد ، ولكنهم لم يستوطنوها لكثرة أعاصيرها ، ولأنهم قدموا للتجارة لا للبقاء .
و في مطلع القرن العاشر وصلها البرتغاليون أيام فاسكو دي جاما وأطلق عليها اسم ( دارسكارين ) غير أنهم لم ينـزلوا بها أيضاً .
ثم نزلها الهولنديون عام 1060هـ ، وهم الذين أطلقوا عليها اسم ( مورشيوس ) نسبة لأحد عظمائهم ويدعى ( موريس ) ثم غادروها ووفد إليها الفرنسيون بعد جلاء الهولنديون واستعمروها قريباً من قرن من الزمان (1127-1225 ) وأسسوا مدينة ( بورت لويس ) التي غدت عاصمة الجزيرة .
ثم لم تلبث إنجلترا أن طردت فرنسا منها سنة 1225هـ ، وتسلطت عليها ، وبقيت مورشيوس تابعة لإنجلترا حتى عام1967 حيث أعلنت دولة مستقلة ولكن الاستقلال الفعلي لم يتم إلا سنة 1992م حيث أعلنت جمهورية ( مورشيوس ) مع بقائها عضواً في مجموعة الكمنولث .
السكان ودياناتهم :
يزيد عدد سكان ( مورشيوس ) عن المليون إلا قليلاً ، أكثرهم من الهنود المهاجرين إلى الجزيرة أو المجلوبين إليها أيام الاستعمار الفرنسي والإنجليزي ، معهم مزيج من الأفارقة والأوروبيين ، يتحدث معظمهم لغة ( الكريول ) وهي مشتقة من الفرنسية والهندية ، وأما اللغة الرسمية للبلاد فهي الإنجليزية .
تتعدد ديانات الناس في ( مورشيوس ) وتأتي الهندوسية في المرتبة الأولى بنسبة 50%، ثم النصرانية بنسبة 30%، ويأتي الإسلام في المرتبة الثالثة بنسبة 20%.
في وسط هذا الجو ، وبين هذه التفريعات من الأجناس والديانات يعيش المسلمون الذين يمثل أهل السنة والجماعة غالبيتهم ، ويوجد قليل من الشيعة ، كما أن طائفة القاديانية الهدامة تقوم بنشاط ملحوظ خاصة في دعوة الفقراء حيث تغريهم بالمال لأجل أن ينضموا إليها .
يعيش أكثر المسلمين اليوم في العاصمة ( بورت لويس ) والتي تعد مدينة إسلامية حيث يشكل المسلمون بها 60% من عدد السكان ، ويبلغ عدد مساجدها خمسة عشر مسجدا ً، وأما عدد المساجد في مورشيوس كلها فيزيد على المائة مسجد ، أكبرها ( المسجد المركزي ) بالعاصمة وكذلك مسجد المدينة المنورة ويصدر المسلمون جريدة تسمى ( ستار ) .
التعليــم :
يقبل المسلمون في مورشيوس على التعليم أكثر من غيرهم ، وتوجد لهم بعض المدارس والمعاهد الخاصة بهم منها : مدرسة إمداد الإسلام والمدرسة الإسلامية العالية ( تأسست سنة 1375) ، وكلية الثقافة الإسلامية ( تأسست سنة 1374-1953م ) كما توجد ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة وخمسة معاهد لتحفيظ القرآن الكريم ، كما تنتشر الكتاتيب التابعة للمساجد والتي تعلم أبناء المسلمين مبادئ الإسلام ، واللغة العربية ، والقرآن الكريم .
المؤسسات الإسلامية :
توجد في مورشيوس بعض المؤسسات الإسلامية منها :
– المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
– المركز الإسلامي .
– حركة المرأة المسلمة تأسست سنة 1394هـ.
– رابطة موريشيوس الإسلامية في بوباسين .
– ويوجد بالعاصمة مركز لرابطة العالم الإسلامي .
وهناك تنظيم ( العمل الإسلامي ) وقد حصل على مقعدين في مجلس النواب سنة 1394هـ.
حال المسلمين اليوم :
لا يزال المسلمين في مورشيوس يعيشون ظروفاً اجتماعية صعبة كأقلية محرومة من تطبيق شرائع الإسلام ، وبخاصة تلك الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية ( من زواج وطلاق وميراث ) إذ تطبق عليهم السلطات القانون الفرنسي الذي يحظر تعدد الزوجات ، ويمنع تقسيم الميراث بينهم طبقاً للشريعة الإسلامية ، ويشجع الزواج المختلط الذي أصبح يشكل أكثر من ألفي حالة بين المسلمين.
كما تحظر السلطات في مورشيوس على المسلمات ارتداء الحجاب خاصة على الطالبات اللاتي يدرسن في المدارس والمعاهد الحكومية .
وما تزال الأقلية المسلمة في مورشيوس تنتظر من إخوانها المسلمين أن ينتبهوا إليهم ، ويهتموا بهم وبمشكلاتهم ، ويرسلوا إليهم الدعاة لتثقيفهم وتعليمهم شرائع الإسلام ، وأن يناصروهم سياسياً ودعوياً حتى لا يضيعوا مع من ضاع من الأقليات المسلمة .
ـــــــــــــــــ
المصادر :
ـ التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر
ـ وانظر مجلة الأسرة العدد 74