من التلاميذ النجباء الصادقين للإمام أحمد السنوسي ، الشيخ عمر المختار ، الذي سطع نوره ولمع نجمه في الانتصار الساحق الذي حققه الله تعالى على يده في المعركة ضد الاحتلال الإيطالي ، بعد أن تولى قيادة المجاهدين في برقة إثر انسحاب القائد عزيز المصري ، فشكل جيشـًا وطنيـًا جعل من خطته الدفاع والتربص بالعدو ، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة ، وغنموا منهم أسلابـًا كثيرة أمدتهم في الحقيقة بأكثر الأسلحة والعتاد ودواب النقل ، مما كانوا في حاجة ملحة إليه جميعه ، وظل الحال على هذا المنوال حتى نشبت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914م.size=3>size=3>
واستمرت المعارك بعد ذلك بينه – رحمه الله – وبين الأعداء ، وكتب الله تعالى له النصر والظفر كلما دخل معركة حتى أدخل تغييرًا على الموقف في برقة وأحيى آمال السنوسيين في القدرة على مواصلة الكفاح بنجاح ضد إيطاليا .size=3>size=3>
وفي يوم 11 سبتمبر 1931م وقع أسيرًا بيد الأعداء بعد أن جرح واستشهد من معه من المجاهدين .size=3>size=3>
وقال في كلمته التي خاطب بها الأعداء : ” إن القبض عليَّ ووقوعي في قبضة الطليان إنما حدث تنفيذًا لإرادة المولى عز وجل ، وأنه وقد أصبحت الآن أسيرًا بأيدي الحكومة ، فالله سبحانه وتعالى وحده يتولى أمري ، وأما أنتم فلكم الآن وقد أخذتموني أن تفعلوا بي ما تشاؤون ، وليكن معلومـًا أني ما كنت في يوم من الأيام لأسلم لكم طوعـًا ” .size=3>size=3>
لله در هذه الروح الإيمانية العالية التي لم تعرف الخور ولا الجبن وأني للخور والجبن أن يدخلا في ذلك القلب الطاهر .size=3>size=3>
ثم حوكم على طريقة الكافر المستعمر ونصبت المشنقة قبل المحاكمة ، وأمام الجموع الغفيرة التي أُجبرت على الحضور .size=3>size=3>
نفذ في الشيخ عمر المختار حكم الإعدام ولسانه وقلبه وحاله يردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله .
size=3>size=3>