أسرة قرآنية .. تستحق التكريم

أسرة قرآنية تستحق التكريم فى الوقت الذى يتسابق فيه الشباب والفتيات على حفظ الأغانى الخليعة وفى الوقت الذى تتسابق فيه الأسر على تعليم الأطفال الرقص وتقليد الفنانين والفنانات وفى الوقت الذى يتسابق فيه الجميع لتقليد كل وافد غربى فى هذا الزمن الذى اختلت فيه الموازين اتجه الدكتور على إسماعيل طبيب بشرى مصرى..

أسرة قرآنية .. تستحق التكريم

فى الوقت الذى يتسابق فيه الشباب والفتيات على حفظ الأغانى الخليعة، وفى الوقت الذى تتسابق فيه الأسر على تعليم الأطفال الرقص وتقليد الفنانين والفنانات، وفى الوقت الذى يتسابق فيه الجميع لتقليد كل وافد غربى فى هذا الزمن الذى اختلت فيه الموازين .. اتجه الدكتور على إسماعيل طبيب بشرى مصرى إلى تحفيظ أولاده القرآن الكريم.. حمل على عاتقه هذا العبء .. واصل مع أولاده العشرة الليل والنهار حتى وصل لهدفه وحفظ الأبناء القرآن الكريم، إنها حقًا عائلة قرآنية.

التقينا هذه الأسرة وسط سكن هادئ فى إحدى مدن محافظة الشرقية، يقول: عبدالرحمن الابن الأكبر (20 سنة) : بكلية طب الأسنان جامعة الأزهر ، رحلتى مع كتاب الله بدأت منذ نعومة أظافرى وعمرى خمس سنوات، وأتممت الحفظ فى سن العاشرة، والآن أجعل لنفسى وردًا يوميًا لمراجعة القرآن.
ودخلت مسابقات عديدة نظمتها وزارة الأوقاف المصرية والمعاهد الأزهرية ونقابة الأطباء فى مصر .. وحصلت على الجائزة الكبرى وقدرها (خمسة آلاف جنيه) فى المسابقة الكبرى .

وحفظ القرآن الكريم ساعدنى كثيرًا فى حياتى بصفة عامة.. جعلنى أكثر التزامًا بدينى، وأوصلنى إلى درجات التفوق .. وأطلق لسانى فى الحديث فضلاً عن سرعة البديهة التى توافرت لى من خلال الحفظ .. وأنا والحمد لله أرتدى الزى الأزهرى داخل وخارج الكلية.

الوالد .. قدوةsize=3>
الابن الثانى عُبيْد الله (19 سنة) بالفرقة الأولى كلية العلوم جامعة الأزهر، بدأ الحفظ فى سن أربع سنوات، وختم القرآن فى التاسعة من عمره، ودخل مسابقات عديدة فى مصر، وحصل على عدة جوائز.

ويقول عبيدالله .. إن قدوتى فى هذا المجال والدى الذى قطع على نفسه عهدًا بأن يحفظنا القرآن الكريم، سواء على يده أو يد المحفظ الخارجى، وكان يعلن دائمًا أن حفظ القرآن هو الذى يسعده، ولا نتقرب إليه إلا بالقرآن، وهو كذلك لا يمنحنا العطايا إلا بالحفظ الجيد، وهو والحمد الله طبيب ملتزم لا نزكيه على الله، يطبق إسلامه فى كل شىء فى حياته.

وعلمنا أيضًا الخطابة وإلقاء الدروس .. فحفظ القرآن ليس هبة للشخص وحده.. بل هو عمل ممتد إلى الغير .. فلا بد أن نحفظ غيرنا .. ونرشد الآخرين.

size=3>البنون والبنات
size=3>
حفظ القرآن فى هذه الأسرة لا يفرق بين البنين والبنات، فالكل سواء فى الحفظ .. فاطمة (18 سنة) هى الأخرى بدأت حياتها مع القرآن من أربع سنوات، وأتمت الحفظ فى العاشرة من عمرها، وتداوم الآن على مراجعة القرآن كله.

تقول فاطمة: أنجبت الأمة الإسلامية عمالقة فى جميع فروع الحياة .. علماء.. فقهاء.. معلمون .. خطباء .. ثوار.. كل هؤلاء قادوا الأمة بحفظهم للقرآن الكريم .. خطباء الثورات حفظوا القرآن فى صغرهم، الشعراء حفظوا القرآن فى صغرهم، كبار العلماء حفظوا القرآن فى طفولتهم .. وهكذا فلو أردنا أن نخرّج قادة الغد بالشكل المطلوب .. بالشكل النظيف فعلينا بحفظ القرآن.

فاطمة لا يعجبها رفيقاتها .. اللاتى يتجهن لقراءة القصص التافهة، أو الأغانى الخليعة، وتقول : هذه القصص أو الأغانى لا تثقل شخصية الإنسان إنما الذى يثقله، ويقويه هو حفظ القرآن الكريم.

الجوائز كثيرةsize=3>
أما عبيدالرحمن (17 سنة) فهو الآخر بدأ فى الحفظ فى سن 4 سنوات، وأتمة فى سن 10 سنوات ، ويلتحق بالمرحلة الثانوية الأزهرية، وحصل على جوائز عديدة، منها الجائزة الثانية فى مسابقة القرآن الكريم وقدرها 4 آلاف جنيه، وفاز أيضًا أكثر من مرة فى محافظة الشرقية، وكذلك جمعية المحافظة على القرآن فى مصر.

يقول عبيدالرحمن: القرآن نور وبرهان لنا فى الدنيا والآخرة فهو نور فى الدنيا .. يبصرنا بالطريق السليم .. يعمل على تسهيل مطالعة الدروس .. فضلاً عن كونه نورًا لنا فى آخرتنا.

ويركز عبيد الرحمن على أن حفظ القرآن لابد أن يكون نابعا عن تقوى الله، بمعنى أننا نحفظ لكى نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى .. لكى نزيد فى حسناتنا.. هذا هو المفهوم الذى يجب أن يتوافر لدينا عند الإقدام على الحفظ.

size=3>نعمة من الله
size=3>
أما إسماعيل (15 سنة) الذى بدأ رحلته مع القرآن فى سن 4 سنوات، وأتم الحفظ وسنه إحدى عشرة سنة، ورغم صغر سنه إلا أنه يتحدث باللغة العربية بطلاقة.. ويقول: والدى خير قدوة لنا .. ونحمد الله على هذه النعمة فلم نخرج للحياة ولنا والد يشرب الخمر أو يقضى وقته على المقاهى .. أو فى الأماكن المخلة.. أو والد مدمن .. الحمد لله أننا وجدنا والدنا بهذه المكانة الكبيرة .. حيث كرس وقته وجهده لنا جميعًا ولتحفيظنا القرآن الكريم.

أما خديجة (أربعة عشر عامًا) بالمرحلة الإعدادية بالتعليم الأزهرى بدأت الحفظ هى الأخرى فى سن أربع وأتمت الحفظ فى الثالثة عشرة من عمرها، ودخلت مسابقات عديدة.

تقول خديجة: الحمد لله حفظ القرآن الكريم أعطانى الكثير فى حياتى بصفة عامة والتعليمية بصفة خاصة. فأجد التميز فى شخصيتى ..وكذلك أحصل على مزيد من حب وتقدير زميلاتى فى المعهد .. وهذا فضل كبير اكتسبته من خلال حفظ القرآن الكريم.

size=3>آخر العنقود
size=3>
ويبدأ العدد التنازلى فى الحفظ مع الأبناء الصغار .. فمريم (11 سنة) بالصف السادس الابتدائى .. مازالت تحفظ وقد انتهت من حفظ عشرين جزءًا.. وتتمنى أن تكون طبيبة أمراض نساء لتعالج النساء والفتيات بعيدًا عن الأطباء الرجال.

ومحمد (12 سنة) يحفظ حتى الآن أكثر من عشرين جزءًا، ومازال الحفظ مستمرًا .. وكل أمنيته إتمام حفظ القرآن.

أما عبدالعلى وتوأمه آسيا (تسع سنوات) ويحفظ كل منهما 12 جزءًا، وحصلا على جائزة نقابة الأطباء المصرية.

ونأتى لآخر عنقود الأسرة القرآنية .. عائشة (أربع سنوات) وتحفظ جزءًا من القرآن .. وتتمنى أن تتم الحفظ، وتقول: إن قدوتها فى الحياة والدها الذى يتميز بالتقوى والحب والرحمة.

بعد هذا السرد نستطيع أن نقول إن أمتنا بخير طالما فيها مثل هذا الأب الذى آل على نفسه أن يعلم أولاده القرآن الكريم، فخيركم من علم القرآن وعلمه. size=3>size=3>

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *