إليكم بحث عن ظاهرة التسول ، تقوم المجتمعات في أساسها على تجمع مجموعة من الأفراد ذوي الأفكار والآراء والأهداف الجماعية المشتركة ، فلا يقوم المجتمع أبداُ على الانعزال والوحدة بل ينمو ويتطور من خلال أُسس وأساليب المشاركة والتفاعل الاجتماعي
وقد خلق الله الكون وقسم الناس إلى فئات مجتمعية متعددة متفاوتة في الصفات الشخصية والتعليمية والمادية والثقافية وغيره ، وذلك من حكمته سبحانه لإحداث التوازن الكوني، وإحداث التفاعل بين مختلف الطبقات ليكتمل تكوين المجتمع من خلال إكمالهم لنواقص بعضهم البعض .
وتنقسم الظواهر المجتمعية بطبيعتها إلى الظواهر الإيجابية مثل انتشار التعليم والثقافة العامة ومستوى دخل اقتصادي مناسب للفرد … ، وقد يتخلل المجتمع بعض الظواهر السلبية مثل البطالة وتدني المستوي الاقتصادي والفقر وبالتالي شيوع ظاهرة التسول في الشوارع ، وهي واحدة من أخطر الظواهر السلبية في المجتمعات حيثُ تؤدي إلى تشوه المجتمع حضارياً وثقافياً ـ وتعكس وجود بعض الأخطاء الهيكلية في إدارة مؤسسات الدولة.
ومن منطلق أهمية مناقشة القضايا المجتمعية والإرشاد لحلول فعالة وجذرية لها ، نعرض عليكم اليوم بحثاً شاملاً عن ظاهرة التسول من موقع موسوعة .
بحث عن ظاهرة التسول
مفهوم ظاهرة التسول
ظاهرة اجتماعية سلبية واسعة الانتشار في المجتمعات خاصةً المجتمعات الفقيرة وغير المُتعلمة ، فتجد من يقوم بالتسول والاستجداء من الغير ( المتسول ) يقوم بطلب بعض من الطعام أو الأموال من العامة في الشارع ، مُستخدماً في ذلك التأثير على مشاعرهم الإنسانية وعواطفهم من خلال مظهره الردئ وملابسة الممزقة، كما قد يلجأ بعض المتسولين لاستجداء الآخرين من خلال عرض العاهات والعيوب الخَلقية في أجسامهم والتي تعوقه عن العمل وجني المال بشكل طبيعي، كما قد تجد البعض منهم يستخدم أطفالاً صغاراً في تسوله بدعوى مرضهم أو عدم قدرته على الإنفاق عليهم وتربيتهم ، فيصير ذلك مشاعر الطيبة في المواطنين ويمنحونه شيئاً من المال قدر استطاعتهم.
أسباب ظاهرة التسول
تتعدد الأسباب المجتمعية التي قد تؤدي بالفرد إلى الاستجداء وطلب المال والاعتماد على التسول كمهنة أو عملاً متكرراً باستمرار، ومن أبرز هذه الأسباب الاقتصادية والمجتمعية :
- انخفاض المستوى الاقتصادي في المجتمعات وانتشار الفقر والحاجة الشديدة للمال بسبب ضيق الرزق ، كما قد يتعرض بعض الأفراد لبعض الضائقات المالية المفاجئة والصعبة فلا يجدون سبيلاً أمامهم سوى التسول .
- قد يلجأ بعض كبار السن ممكن فقدوا عائلاتهم ومصدر رزقهم للتسول والاستجداء في الشوارع للحصول على قوت يومهم .
- عدم توافر فرص عمل وانتشار ظاهرة البطالة واحداً من أهم أسباب لجوء بعض فئات الشباب في سن العمل والإنتاج للتسول وطلب المال من الآخرين ، حيث أنهم قادرون على العمل ولكنهم لا يجدون وظائف توفر لهم مصدر رزق ثابت .
- تعرض الأفراد للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة وعدم قدرتهم على تحمل نفقات تكاليف علاجها ، فيلجئون لمد أيديهم للآخرين سعياً للحصول على العلا .
أساليب التسول
غالباً ما تجد الأفراد المتسولين منتشرين في الشوارع مُفترشين الأرصفة والطرقات والميادين العامة التي يكثر فيها وجود الأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي المرتفع ، ويعرفهم من ملابسهم المُستخه الممزقة وسوء هيئتهم الشكلية الدالة على سوء حالهم .
يقوم المتسول بالاستجداء اعتماداً على حالة مرضية مُصاب بها أو عيب خلقي يمنعه من العمل وكسب المال كذلك غالباً ما ستجد معه طفلا صغيراً مريضاً ، ويلقي على المارة عبارات العطف والاستجداء طلباً للمال ، كما من الممكن أن يعرض عليك بعض الأشياء زهيدة الثمن مثل المناديل الورقية ويطلب منك مساعدته من خلال شرائها.
تسول الأطفال
احياناً قد تدفع بعض الأسر أطفالها للقياد بالتسول بدلاً منهم ، خاصة الأطفال أقل من خمسة عشر عاماً ، فتجده في الشوارع يستجدي المال من المارة مالاً لأنه مسئولاً عن عائلته وهم جائعون ويريد شراء الطعام لهم.
التسول المُتعمد
قد تجد بعضاً من الناس يتخذون من التسول مهنة ومصدر سريع لكسب المال حتي وإن كانوا لا يحتاجون للمال ولكنهم يريدوا الحصول على ثروة كبيرة دون أن يضطروا للعمل وكسب الرزق بشكل شاق ومُتعب .
وقد يلجأ أيضاً البعض إلى ادعاء المرض الجسدي أو العقلي وسوء حالته الصحية للحصول على المال بطريقة غير مشروعة ودون بذل مجهود يستحقون مقابله المال .
حكم التسول في الإسلام
وضعت الشريعة الإسلامية حدوداً قاطعة في مسألة التسول حيثُ ذمت ومنعت القيام بالتسول لغير الحاجة والفقر الشديد بل وصل الأمر إلى تحريم التسول المُزيف المراد به الكسب السريع غير المشروع للمال
وقد جاء ذلك في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ”