بحث عن الشعر ، الشعر بصفة عامة متعدد الزوايا؛ ولهذا السبب نختار موضوع محدد لنتكلم فيه في كل مقال، وفي هذا المقال نخص بالذكر الشعر الجاهلي؛ فلهذا العصر ثروة كبيرة من الشعر العربي، ففيه قيلت المعلقات، وكبار القصائد لعظام شعراء العربية على الإطلاق، وتميز الشعر الجاهلي بشكل معين للقصيدة اتبعها الكثيرين في العصر الحديث من مدرسة الإحياء، والبعث، ولم يتبعها الكثيرين أيضًا من أصحاب الاتجاه المجدد، فما هي هذه الخصائص، وما أغراض الشعر القديم، هذا ما نعرضه في هذا المقال من موسوعة.
بحث عن الشعر
الشعر هو أحد فنون الأدب الأكثر شهرة، وشيوعًا، فما الأدب؟، فهناك تعريف للأدب يقضي بأنه الجميل من النظم، والشعر، لكن الأدب يتخذ في تعريفه محاور كثيرة؛ فهو مفهوم شامل لعدد من فنون اللغة العربية، وكيفية استعمالها في التعبير، والإنشاء، والشعر يُضيف على هذا كيفية التعبير عن مشاعر، ومكنونات الكاتب في شكل القصائد الشعرية، فيسمى شاعرًا، واتخذ الشعر الكثير من المراحل فيما يتعلق بشكل القصيدة العربية.
شكل القصيدة العربية في العصر الجاهلي
كان شعراء العرب في العصر الجاهلي يقومون بتأليف القصيدة في شكل الشطرين، وكانت تتميز القصيدة بالطول، وكثرة الأبيات.
مطلع القصيدة
كان يبدأ مطلع القصيدة العربية في العصر الجاهلي بالوقوف على الأطلال، والبكاء على الديار المهدمة، والحكمة، ووصف الرحلة، وذكر الحبيبة، ومناجاة الصاحبان.
مطلع قصيدة لأمرؤ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللّوى بين الدخول فحومل.
في البيت يقول الشاعر “قفا” فهو يتخيل وجود صاحبان معه يتحدث إليهما فيما يُسمي بمناجاة الصاحبان.
ويقول “نبك من ذكرى حبيب” فهو يذكر محبوبته؛ ليدل ذلك على حزنه لمغادرة الحبيبة لبيتها، وفراقها.
ثم يقول “منزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل” فهو بذلك يبكي على أطلال الديار التي كان مُقامة في هذا المكان في سقط اللوى بين منطقة الدخول، وحومل.
موضوع القصيدة
ثم بعد ذلك ينتقل الشاعر إلى موضوع القصيدة، وتتميز القصيدة الجاهلية بتعدد أغراضها، فتتنوع مواضيع القصيدة الواحدة؛ الأمر الذي يتهم الشعر الجاهلي بأكمله بالافتقار إلى الوحدة العضوية، ولكن الرد على هذا أن الوحدة العضوية يكون أساسها وحدة الجو النفسي للقصيدة، وليست وحدة الموضوع، وبهذا يمون الافتقار في الوحدة الموضوعية، وليس الوحدة العضوية.
المعلقة الشهيرة لعمرو بن كلثوم
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
ففي هذا الجزء البسيط من المعلقة يظهر الاختلاف في موضوع القصيدة، حيث بدأ في هذه الأبيات بوصف الخمر، وحبه لها، ثم انتقل بعد ذلك إلى غرض الفخر، والإعجاب بقومه، وأدائهم في الحروب.
ألفاظ القصيدة
تميزت القصيدة الجاهلية بجزالتها، وفصاحتها، فكانت الألفاظ تتناسب مع عقول أرباب اللغة، فيتنافسون في قوة الألفاظ في أشعارهم.
مثال قصيدة أبي ذؤيب الهذلي
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ
سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ
ففهي هذه القصيدة تظهر الألفاظ صعبة فصيحة تناسب مع عصرهم.
أغراض الشعر الجاهلي
تتمثل أغراض الشعر الجاهلي في:
الفخر والحماسة
حيث كان من أهم اهتماماتهم التفاخر بقبيلتهم التي ينتمون إليها بين القبائل العربية الأخرى؛ وبسبب تكاثر الحروب في عهد الجاهلية أيضًا.
الهجاء
كان الشعراء العرب بارعين في هذا الغرض؛ وذلك بسبب طبيعة مجتمعه القاسية الغليظة، والحروب التي لا تنتهي، وما يولده هذا من الشعور الشديد بالكراهية.
الرثاء
كثر شعر الرثاء في المجتمع الجاهلي؛ وذلك بسبب كثرة قتلى حروبهم بشكل مستمر.
المدح
اشتهر شعراء العرب بشعر المدح، فكانت العرب تمدح المحبوبة، وتمدح القبيلة، وتمدح الأشخاص، وحكام القبائل.
الغزل بأنواعه
من أهم الأشياء التي كانت من اهتمامات العرب في العصر الجاهلي هي المرأة، فكانت المحبوبة هي أهم ما يشغل الشاعر في كل وقت، وكان منهم من يكتب شعر عذري، وغزله مقبول، ومنهم من كان يكتب شعر في الغزل الصريح للمرأة بشكل غير مقبول.
الوصف
دائمًا ما تؤثر الطبيعة في الشعر الجاهلي، وذلك بسبب أنهم قوم رُحل فكانت تكثر رحلتهم من مكان إلى مكان بحثًا عن الماء، ودائمًا ما كانوا يقومون بوصف طريق الرحلة.
كما اشتهروا بوصف الحبيبة، ووصف أطلال الديار المهدمة، ووصف الخمر.
يمكنكم تصفح موضوع عن الشعر.