قصة سيدنا لوط عليه السلام مختصره ، لم ينزل نبياً من السماء إلا ومعه معجزات ودلائل على وجود الله _عز وجل_. ولكن الخطأ كان من جميع الأمم السابقة حيث تعنتوا لكفرهم واستقبلوا الدعوات بمختلف الطرق بالرفض والجحود. متمسكين بعباداتهم التي لا نفع فيها. ويرجع السبب في ذلك جهلهم وكبرياءهم الزائف إلا من رحم ربي وآمن، أو بعض المصالح المادية فمعظم كانوا يعملوا بتصنيع الأوثان والأصنام ويحصدون من خلالها على أموال طائلة خاصة التي تُباع لعلية القوم. وتميزوا قوم لوط بنفس تلك الصفات. إليكم القصة كاملةً على موسوعة يمكنكم قراءتها في أي وقت.
أُرسل هذا النبي الكريم هدايةً لقومه الذين كانوا يسكنون منطقة سدوم واحدة من قرى الأردن. وكان الهدف من دعوته هو الحد من الفاحشة وإنهاء الرذيلة المنتشرة بين أبناء قومه. وكجميع القبائل السابقة هُلكوا جميعاً بسبب طغيانهم.
اسم سيدنا لوط الحقيقي
اسمه الحقيقي؛ هو لوط بن هارون بن تارح (آزر). والمعني من هذا الاسم يأتي من الشئ الملطخ بالطين. فيقول الحديث (من أحب الدنيا التاط منها بثلاث؛ أي التصق بها. شغل لا ينقضى، وأمل لا يدرك، وحرص لا ينقطع).
قصة سيدنا لوط عليه السلام مختصره
هل علمت يوماً أن سيدنا لوط عليه السلام هو ابن أخ النبي إبراهيم رضي الله عنه وأرضاه؟. بدأت قصة هذا النبي الكريم حين اصطفاه الله وخيره عن باقي قومه وأمره بدعوة قومه لعبادة الله سبحانه وتعالى، وترك الفاحشة التي كانت منتشرة في هذا الوقت.
حيث أن في تلك الفترة انتشر إحدى الصفات الذميمة والقبيحة، وهي أن الرجال يأتون منهم من الرجال على عكس فطرة الإنسان التي وضعها الخالق في عباده. ظل ينصحهم كثيراً ويدعوهم بترك الرذيلة. والتأمل في خلق الله وتدابيره. وضرورة طاعته والتوحيد به.
بدأوا ينزعجوا من نصائحهم، ودعوته لهم المستمرة، فهددوه بأن يطردوه من قريتهم في حال دام هذا الحال. ولكن لم ييأس سيدنا لوط عليه السلام، وظل يدعوهم. فيقول الله تعالى في سورة النمل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
فكانوا جبارين، ومتكبرين كثيراً. فلم يكتفوا بالفاحشة التي يرتكبوها ويجهروا بها بل هاجموا كل من نصحهم بالطهر. حتى توعد لهم النبي الكريم بعذاباً من الله، ولكن قابلوا تلك الكلمات بتحدي منتظرين العاقبة ولكن بطريقة استهزاء فقالوا ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)_ سورة العنكبوت.
انتقام الله سبحانه وتعالى من قوم لوط عليه السلام
دعا سيدنا لوط بأن ينتقم من تلك القرى الظالم أهلها، واستجاب له الله. وأرسل لهم ملائكته إسرافيل وميكائيل، وجبريل عليهما السلام.
في البداية مروا على سيدنا إبراهيم عليه السلام وبشروه بغلامه إسحاق عليه السلام، وقالوا لإبراهيم بأنهم أُرسلوا ليهلكوا قوم لوط. وظهرت علامات الخوف على وجهه خشية على ابن أخيه، ولكنهم طمأنوه بأن الله سيحميه ويبعده عن الضرر.
اتجهوا لقوم لوطاً، واستأذنوه بأن يدخلوا بيته، وفرح كثيراً بدخول تلك الضيوف الكريمة. وعلمت امرأته بتلك الضيوف وكانوا على هيئة رجال اتصفت بشدة الجمال. وأخبرت القوم. وجاءوا ليفاوضه عليهم. وظل يحاربهم لوط عليه السلام ولكنهم رفضوا. ونستشهد بقول الله تعالى في سورة هود (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ).
فأخبرت الملائكة بأنهم رسل الله ولا يمكن لأحد إيذاءهم. وطلبوا منه أن يخرج من بيته ولكن في وقت الليل، وألا يلتفت وراءه لما يحدث. ويقول ان جبريل عليه السلام رفع القرية بأكملها بقطعة صغيرة من جناحيه. ورفعها لأعلى حتى أنهم يقولوا سمع أهل السماء أصواتهم، وجعل عاليها سافلها. وأُرسل عليهم حجارة مكتوباً علي كل واحدة منهم اسم الرجل الذي ستقتله. حتى امرأته هلكت معهم، فعلى الرغم من خروجها معه ليلاً ولكنها التفت أول ما سمعت صراخهم ونباحهم.