مقدمة:
الأنشودة الإسلامية منذ ظهورها ، كبديل غنائي ، لا زالت تخاطب شريحة معينة ، بل شريحة الشريحة .. حائرة بين متشدد يرفض سماع صدى الدف ، وبين متساهل يترقب الاستماع إلى أوتار الآلات الموسيقية .
وبينما أصبحت للأغنية العصرية مواقع إنترنيتيه ، ناهيك عن مؤسسات إنتاجية ، تبث سموم الفحش والرقص والعري خاصة في صفوف الشباب فإن المؤسسات التي توفر البديل الإنشادي الإسلامي تشق طريقًا لها ، في معاناة ومكابدة ، بإصداراتها إلى عموم الناس رغم أشواك الأعداء والشبهات من جهة وتشنجات البعض من جهة أخلى .
و”سنا” إحدى هذه الشركات المهتمة بهذا اللون من الفنون ، لها مواد مطبوعة ومسموعة ومرئية ، تهدف إلى تقديم بعض البدائل في الفن الإسلامي ، وتقديم ما يروح عن النفس ويزكي روحها في آنٍ معاً ، في هذا اللقاء مع مديرها التنفيذي محمد سداد عقاد يتحدث عن بعض إنجازات مؤسسة “سنا” وإصداراتها ، والكيفية التي تحاول بها تجاوز هفوات التعقيد والنخبوية والتكرار في الترويح عن الأطفال والكبار بالإضافة إلى هموم وأفكار أخرى ترتبط بصميم الموضوع المثار .
وتاليًا نص الحوار:
1- أولا ما هي المجالات التي تهتم بها مؤسسة “سنا” في إصداراتها ؟
نحن لدينا اتجاهان في العمل :
الأول اتجاه الأطفال ذلك أن الطفل العربي يقع ضمن دائرة الإهمال في بعض القضايا من بينها ما يقدم له من مادة ترفيهية . فإما أن تكون هذه المادة المقدمة له تحمل ترفيهًا بحتًا لا معنى له ، أو أن تكون مادة وعظية خطابية مباشرة . فكان لا بد أن تخرج مؤسسة تقوم بدمج هذين الأمرين فتقدم له المادة المرفهة الجميلة التي تغذي روحه وتنمي ما لديه من ملكات ، وتقدم له المعاني والقيم الراقية المناسبة في نفس الوقت
إذاً الاتجاه الأول هو عالم الأطفال والطفولة وهنا أصدرنا ثماني إصدارات صوتية هي عبارة عن مجموعة أناشيد اسمها ” دوحة النشيد” ومواد أخرى مرئية متنوعة .
الاتجاه الثاني من الإصدارات كان للشباب أو قل للعموم وكانت تحت عنوان : أناشيد للحياة ” ، وهي تدعو أو تقدم أناشيد توافق الإنسان في مساعيه في حياته .
2- بالنسبة للمجال الأول أو عالم الطفولة الذي تهتم به ” سنا ” هل المؤسسة تحتضن مجموعة إنشادية معينة ؟ وهل لها كتابها وشعراؤها الخاصون ؟ وكيف يتم اختيار المادة الموجهة للأطفال ؟
ابتداء المؤسسة لها كادرها الأساسي في اختيار الشعر والمادة الملحنة وفيما سوى ذلك نحاول التنويع ، فالعمل الفني يعتمد على الكلمة واللحن والصوت ، والكلمة هي التي تطبخ تماماً في الشركة ، وبعد ذلك يتم اختيار ما يناسب من أصوات لهذا العمل الطفولي في أكثر من موقع ، وأكثر من بلد ، كما يتم اختيار المناسب لهذه القصيدة أو تلك في أكثر من بلد . وتقوم ” سنا” باختيار الأجود والأنسب من كل ما لديها من قصائد وألحان ، وتقوم بعد ذلك بتسجيله وتسويقه للناس .
3- معنى هذا أن ” سنا ” ليست لها أي فرقة إنشادية خاصة بها ؟
نعم هذا صحيح ، ليست لنا أي فرقة خاصة ، ونحن نتعاون مع أي صوت ونبحث عن الأصوات الجميلة في كل ربوع العالم العربي والإسلامي وحيثما وجدنا صوتًا نحاول أن نستخدمه .
4- هل يمكن إذًا ، لأي مجموعة إنشادية أن تقدم إنتاجها إلى مؤسستكم وتقومون باحتضان طاقاتها الإبداعية ؟
العميلة معاكسة يمكننا نحن أن نختار المجموعة الإنشادية المناسبة ، نحن نحاول أن نقدم الأعمال التي تقدم العبارة البسيطة والجميلة والهادفة الموجهة للطفل ابتداء في لغة إنشادية مناسبة . فليس كل الشعر يصلح للإنشادأو يناسب الأطفال ، وليس كل ما يكتب لهم يصلح أن يكون أنشودة . هناك مواصفات يجب توفرها فيما يكتب لكي يتحول إلى أنشودة يسهل تداولها وحفظها . وأيضًا ليس كل إيقاع قادر على التعامل مع هذا الجنس الفني . وقد كان كثير من الأدباء يقولون ، ومنهم الشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله ، أصعب أنواع الكتابة هي الكتابة للأطفال لأنها تحتاج إلى براعة هائلة . وبالتالي في كل منحى ، وكل خط للأطفال ينبغي أن يختار بعناية ودقة .
وأعود فأقول يمكننا أن نعتد مجموعات إنشادية أخرى ولكن بعد أن تنطبق عليها مواصفاتنا التي نرغب أن يتسم بها كل عمل نصدره لأننا نريد أن يبقى سياقنا مفتوحًا على كل الناس ، وأن يبقى ملتزماً في آن معًا بخط الشركة الذي يبسط المعاني ويحببها .
5- هل يمكن أن نتعرف على أهم المواصفات التي تراعيها ” سنا ” في أي عمل فني ؟
الحقيقة كما يقال : العمل الفني طبخة متكاملة تشترك فيها كل عناصر العمل الفني من نص وصوت وعذوبة الأداء ، كل هذه الأشياء تشترك في إنجاح العمل وإتمامه ، وأي خلل في أحد المراحل قد يؤثر على نجاح العمل أو فشله ، أو قبوله ، أو رفضه من قبل الجمهور .
6- هل تنطبق نفس مواصفات العمل الطفولي على الإصدارات الموجهة للكبار ؟
نسبيًا نفس المواصفات تنطبق على عمل الكبار وإن كان هناك بعض الاختلاف .
ذلك أن الكبار وتنوع أذواقهم يدخلك في معارج كثيرة ، ويدخلك في مداخل صعبة ، فتنوع الذوق بين صوت عذب ، وبين صوت حاد ،وآخر منخفض ، كل هذا يتيح لك مجالات الخيار أو الاختيار ، وفي الوقت نفسه قد يوقعك في متاهات الإخفاق لا سمح الله ، إذن معادلات الكبار أصعب من نظيراتها للصغار بيد أن الاختلاف يتيح مجالات لقبول أعمال كثيرة .
7- ما دمنا انتقلنا إلى الحديث عن الكبار ، فما هي أهم الإصدارات التي أنتجتها “سنا” لهم؟
قبل الأناشيد هناك أعمال ثقافية قدمناها للأمة الإسلامية ، منها ابتداءً فتاوى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله التي أخذت بكاملها من أرشيفه الصوتي وأعيد ترتيبها وفهرستها وإخراجها ، وربما يكون بيننا وبين موقع “إسلام أون لاين” اتفاق إلى إدراجها بين مواده . إذاً فتاوى الشيخ الطنطاوي فهرست وإصدرت كعمل علمي شرعي ثقافي ، وأصدرنا عددًا من الكتب المسموعة “كرياض الصالحين” و “الوقت والنجاح ” وأخيرًا أصدرنا كتابًا مسموعًا اسمه “روائع الإحياء” وهو اختصار إذاعيّ لكتاب إحياء علوم الدين في ثلاثين ساعة إذاعية فقط .
هذا كأعمال تثقيفية وجادة ملتزمة . أما الأناشيد التي قدمناها للشباب فكانت تحت عنوان “أناشيد الحياة” منها : “جئناك ” و”قلوب الناس” و “قل معي” و”أقدار” و “اسقِ العطاش” و” أعراس” وأخيرًا كان شريط ” متفائل” وهي تراوح في هموم الشباب والأمة وما يدفعها ويعدو بها إلى الإنجاز والعمل .
8- ما هي أهداف الكتب المسموعة التي أصدرتها “سنا” ؟ وهل عرفت إقبالاً ورواجًا في السوق ؟
تجارب الكتب المسموعة في العالم العربي ، في الحقيقة ، لازالت متعثرة عكس ما في الغرب إذ تلاقي رواجًا شديدًا ، ففي معرض ” فرانكفورت” السنة الماضية كما ذكرت الإحصائيات حوالي 30% من المبيعات كانت من الكتب المسموعة هذه الأخيرة هي حاجة نلمسها نتيجة لتقاصر الأزمنة وضيقها فنستمع لبعض الكتب في شكل صوتي في وقت السيارة ، أو في وقت المنزل أو غيرهما لهذا فهي حاجة ثقافية ملحة . والحقيقة هذه التجربة بالنسبة “لسنا نعتبرها من التجارب الرائدة وربما هناك المجمع الثقافي في أبوظبي ، وهي تجربة جيدة بلا شك ، ولكننا ربما نكون الأسبق إذ بدأنا إصدار هذه السلسلة منذ خمس سنوات .
أما الرواج الذي تلقاه هذه النوعية من الكتب فليس رواجًا مشجعًا على الإطلاق من الناحية المادية بالإضافة إلى أن هذه الكتب تتحول مع الزمن ، ومع ضيق اهتمام الناس بالمطالعة والثقافة إلى كائن مجهول كذلك ، نفس ما يصيب الكتب يصيب الكاسيت وإن بدرجات أخف .
9- هناك أيضًا مشكلة أخرى ترتبط بالفن الإنشادي ، وهي التأصيل الفقهي لاستعمال بعض الأدوات الموسيقية ، ما رأيكم في هذه الإشكالية ؟
هذه المشكلة نواجهها بشكل كبير ، وأقول الفن عمومًا يحتاج إلى إعادة نظر ، ويحتاج إلى إعادة تبويب ، وفهرسة لأولياته ونحوه ، وقد عانينا كثيرًا في هذا الجانب بين متشدد ومتساهل . الأول لا يرضى ولا يقبل حتى بوجود الدف ، والثاني يلح في طلباته أن تشتمل إصداراتنا نوعًا من الموسيقى حتى تكون أجمل وأنجح حسب تصوره .
ونحن في هذا نقف موقف الوسط إذ لا نستطيع مجابهة المألوف الإسلامي بالكثير من التغيرات ، لهذا فجميع إصداراتنا تصدر بالدف أو دون دف ، أي نقدم مادة إيقاعية بهذه الوسيلة كما نقدم مادة صوتية جافة .
والشيخ القرضاوي في هذا الميدان قدم توعية شاملة في هذه القضايا ، وأتاح رؤى فقهية واسعة ، ونحن طبعاً نعتمد في ذلك على فضيلته ، أمد الله في عمره ولكن لا نستطيع – كما قلت – أن نغير كثيرًا في الواقع .
10- إذًا نستنتج من قولك أن لدى ” سنا” قناعة فكرية بأن بعض الآلات الموسيقية ذات أهمية من جهة وأن هناك جمهورًا واسعًا يريدها في الأنشودة الإسلامية .
هناك شريحة مهمة جدًا تسعى إلى ذلك ولكننا لا نستطيع التعامل معها والنـزول عند رغباتها حتى لا نخسر الشريحة الأخرى المهمة بالنسبة لنا كذلك والتي تعول على هذه القضية كنقطة أساسية.
11- إذا رجعنا إلى الساحة الفنية فهي تعرف كمًّا متنوعًا من الإصدارات الإنشادية فما تقيمكم لها ؟
نحن ندعو للجميع بالتوفيق ، ونشد على أيديهم ، ونعتقد أن كل عمل بناء يبذل له من الجهد ما يكفي يستحق التشيع وأنا أعتب على المنشد الإسلامي عتابًا شديدًا الذي يستسهل الطرق فيقدم كل بسيط وسهل لهذا فالنشيد الإسلامي لا يخترق الساحة العامة ، يخترق شرائح معينة هي متآلفة معه ابتداءً ، وهذه الحقيقة ثغرة كبيرة تفصل بين “سنا” وبين كثير من التجارب .
نحن نحتاج إلى أن نقدم مثل هذه المواد إلى الناس جميعًا ، وفي أوضاعهم المختلفة ، وفي حياتهم اليومية ، في أفراحهم ، وفي تنازعاتهم ؛ الإسلام ينبغي أن يكون أليفًا لهؤلاء في صورته البسيطة وليست المعقدة ورأفة بصورته التي تخلو من الحرام أساسًا ولهذا أرى أن كثيرًا من الأعمال الإنشادية لا تراعي هذا الأساس ، فهي تخاطب شريحة معينة بل ربما تخاطب شريحة الشريحة ، وهذا سلبي فيما أظن لأنه ينبغي أن يكون خطابنا للناس جميعًا ، وللأمة عامة لأننا منها وإليها فليس هناك فرق بيننا وبينهم ، هذا جانب تميز الخطاب وتحيزه .
الجانب الآخر هو استسهال مادة الإنتاج بمعنى أنه يجتمع مجموعة من الأخوة ويعملون على إخراج شريط إلى الأسواق .لا يمكن أن نعتبر هذا إنتاجًا يستحق أن يقاس عليه . الأعمال الفنية الآن يستمر العمل عليها بالسنوات ، هناك كاسيت ، وربما أغاني يستغرق العمل عليها أشهرًا عديدة فلماذا لا يعتمد الإسلاميون نفس النهج في إتقان العمل وتجويده وتحسينه وإدخال ما يمكن عليه من المؤثرات المحسنة ؟
12- هل توجد فكرة توحيد وتنسيق جهود الأعمال الإنشادية في هذا الميدان الفني ؟
أنا أظن أن التنسيق الحقيقي هو عندما يحدث نوع من الغزارة في الإنتاج الجيد بمعنى متى تستطيع أن تنسق بين الناس لما يحدث استيعاب المتغيرات بسرعة على مستوى متقابل ، هذا يقدم النمط الفلاني وذاك يقدم نمطًا آخر والكل يبذل الجهد ويكافح هنا يمكن أن يقع نوع من التنسيق ، ولو كان هذا الأخير غير مطلوب في الجانب الفني . الفن يبقى حبيس إبداعه وأسير ابتكاره ، لا يحتاج إلى تنسيق . الفن صوت جميل لا يحتاج إلى نقابة تضمه أو تحتويه ، لكن عندما يحدث عدد من الوفرة من الأعمال القادرة والمؤهلة يمكن أن نتحدث عما يسمى بالمهرجانات والاحتفالات الكبرى عند ذلك يمكن الحديث عن التنسيق أما قبل ذاك فلا .
13- أثرت في حديثك مسألة الفن ورسالته ، فهل استطاع الفن الإنشادي الإسلامي أن يقدم رسالته بشكل مبسط ومقبول ؟ وهل الفن يمكن أن يخدم الإسلام ويدعو إلى قيمه بشكل أفضل من باقى الوسائل الدعوية ؟
جوابًا على الشطر الثاني أنا أجزم بذلك، فالفن أحد أهم المداخل المؤثرة في حياة الإنسان ، وهناك فطرة طبيعية فيه تحتاج إلى تلبيه ، وأحيانًا قد تكون تربيتها عن طريق الفن الإنشادي أو التمثيلي أو غيرهما .
هذه الأشياء أعتقد أنها أكثر تأثيرًا في حياة الناس وربما نكون قد أوتينا من قبل بعض الفنون التي استخدمها اليهود لترويج أفكارهم وفي هذا دراسات طويلة ومعمقة ، وربما يكون بعض الفساد الذي انتاب الأمة قد دخلها عن طريق الفن الذي لم يهدف إلا لذلك .
فأنا أعتقد أن أجود الوسائل إلى تحبب القيم الجميلة هي الفنون بأشكالها المختلفة وربما يكون من أقربها للنفس الإنشاد ، وأكبر دليل على ذلك طريقة صياغة الناس وأفكارهم من خلال المسلسلات التلفزيونية التي تبث في الفضائيات العربية ، والتي تزرع من القيم والأحداث التاريخية من خلال صياغتها صياغة منحرفة ونحن نعتبر هذه الوسائل وغيرها محايدة قد يستخدمها الإنسان للخير ونشره أو للشر .
أما الشق الأول من السؤال أن الإسلاميين إجمالاً والمهتمين بهذا اللون من الفن بعيدون عنه إن لم أقل أنهم يحاربونه في بعض المواقع ، وأعتقد أن الفن الرسالي بالنسبة للمسلم هو وسيلة لإيصال أفكار إلى الناس وحري به أن يستغله أحسن استغلال بطرقه ووسائله الحقيقية بغير أن يفرض هو قوانينه الخاصة به بمعنى أنا مع الفن وأقود إليه ما لم يدفعني ويقودني إلى حرام ، وهذا الجانب ينبغي للمسلمين أن يلتفتوا إليه.
14- عرفت الساحة العربية ظهور أشرطة ” فيديو كليب” فهل للمؤسسة إصدارات من هذا القبيل ؟
“فيديو كليب” هو أحد الصناعات الفنية التي يتم استغلالها بشكل سيء في أكثر الأحيان ، وتمرير عدد كبير من القيم الساقطة وأشكال أخرى نختلف معها اختلافًا جوهريًا نحن كمسلمين ، وكثيرون يقولون هذا فيديو راقصات وأن الأغنية ماتت وبقيت الراقصات والمناظر التي هي طبعًا غير مباحة شرعًا . لهذا سلكنا سبيلنا في تقديم بدائل خاصة للأطفال فأصدرنا عددًا من “فيديو كليب” لأغاني مناسبة ومصورة وقد صدر لنا ثلاث مجموعات هي “الطفل والبحر” و “نبع الحب” و”طائر النورس” ونعدّ رابعًا عن القضية الفلسطينية بعنوان ” عودة ليلى ” ويهدف إلى إبراز القضية من خلال “فيديو كليب” مصور للأطفال .
15- من خلال تجربتكم في هذا الميدان ، ما هي أهم التوجيهات والنصائح التي تقدمونها للمهتمين بهذا الشأن ؟
أعتقد أن أهم شيء هو أن يجتهد الإنسان في إنجاح عمله بالطرق والنواميس التي تسود هذا الميدان فلابد للعمل الفني من أن يأخذ استحقاقه المادي والجهْدي المناسب لكي يكون عملاً فنيًا هذا الجانب الأول .
والجانب الثاني أن يلتزم المهتم بالقطعيات الدينية فلا يكون عمله خارجًا عن دائرة الدين ولا يقع في دائرة الحرام . إذا تحقق هذا الشرطان وبذل كل الوسع جاء العمل فنيًا وناجحًا .
فالعاملون بالمجال الإسلامي والمقربون من الفن الإسلامي قليلون جدًا وقليلو التجربة . للأسف عندما يلتزم البعض يعتزل الفن ويهجره كما يحدث لإخواننا من أهل الفن المصري ولكن قسمًا منهم عاد للإنتاج لكي يستفيد من خبرته السابقة في إصدار أعمال نافعة .
أما إذا بقي من في الساحة بعيدًا عن الالتزام الإسلامي فستصدر أعمال غير نافعة بلا شك .
إذن التزام العاملين بالحلال البين والابتعاد عن الحرام . وإلزامهم بأدبيات الصنعة ثم متابعتها ماديًا ومعنويًا سيساعد في بروز الأعمال الناجحة والمؤثرة .
مواصفات الإنتاج الفني الإنشادي الناجح ومشاكله
مواصفات الإنتاج الفني الإنشادي الناجح ومشاكله مقدمة الأنشودة الإسلامية منذ ظهورها كبديل غنائي لا زالت تخاطب شريحة معينة بل شريحة الشريحة حائرة بين متشدد يرفض سماع صدى الدف وبين متساهل يترقب الاستماع إلى أوتار الآلات الموسيقية وبينما أصبحت للأغنية العصرية مواقع إنترنيتيه ناهيك عن مؤسسات إنتاجية..
Source: islamweb.net