إن اثر الاحترام على المجتمع عظيم للغاية، ومن السهل رصد المجتمعات المتقدمة عن غيرها من خلال رؤية الاحترام المتبادل بين أفراد هذه المجتمعات؛ ولهذا فقد جئنا اليوم في الموسوعة بموضوع عن اثر الاحترام على المجتمع وأنواع هذا الاحترام.
اثر الاحترام على المجتمع
إن الاحترام جزء لا يتجزأ من عمل أي مجتمع متقدم، فهو أمر غير متعلق بالدين أو التاريخ الخاص بالدولة، ولكنه يتعلق بأخلاقيات هذا المجتمع، ومدي احترامه للقوانين، والقواعد، ولبعضه البعض. ويبرز هذا الاحترام في تعامل المواطن مع القوانين المنظمة لبلده، ومدي انصياعه لها حتي في الأوقات التي لا يضطر فيها لذلك.
وديننا الإسلامي أكبر دليل على أهمية الاحترام، وقيمته في المجتمع، فقال تعالي في كتابه العزيز “بسم الله الرحمن الرحيم”
“أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ” صدق الله العظيم.
فالاحترام والعطف قيم أساسية في الدين الإسلامي، ولا يمكن الاستغناء عنها أو تخيل حياتنا بدونه، فقد تربينا على أحترام الكبير والعطف على الصغير، وتقدير الغير. فالاحترام كان أساس خُلق النبي صلي الله عليه وسلم، وقد ظهر هذا جلياً في تعامله مع الجميع بداية من أولادة، وأحفاده، وزوجاته، حتي أعداءة كان يُحسم معاماتهم.
للأسف فإن الكثير من شباب اليوم يسيئون إلى الإسلام بعدم تقديرهم لقيمة الاحترام في مجتمعاتهم، وعدم اتباعهم لخطي نبيهم الكريم الذي لطالما كان مثالاً للخلق، فقد كان خلقه صلي الله عليه وسلم القرآن.
أنواع الاحترام
إن الاحترام هو حجر الأساس في أي مجتمع متطور، ويختلف الاحترام من حيق أهدافه والأشخاص الموجه إليهم، وإليكم أهم أنواع الاحترام في المجتمعات:
احترام القانون
إن احترام القانون من أهم أنواع الاحترام التي يجب أن يتحلى بها الإنسان حتي يتمكن من العيش في آمان واستقرار ضمن أفراد مجتمعه. واحترام القانون هو أهم ما يميز المجتمعات المتقدمة، ولا يُقصد بالقوانين هنا القوانين الإجرامية فقط، بل يُقصد بها كافة القوانين والقواعد التي تنظم حياة الإنسان.
احترام الحريات
الكثير من الناس لا يعي معني احترام الحريات، ولا يستوعب أهميته في خلق مجتمع إنساني متقدم. لكن الحقيقة انه لا سبيل لمجتمع راقي دون أن يتحلى أفراده وحكوماته باحترام كامل لحرية التعبير، وحرية الاختيار، وغيرها من الحريات التي تضمن للإنسان التعبير عن رأيه وعن أفكاره في جو من التقبل والديمقراطية.
احترم الخصوصية
يفتقد الكثير من الناس هذا النوع من الاحترام في حياتها، خاصة وأنه نوع من الصعب إيجاده في مجتمعاتنا العربية. فالأسرة العربية تمتاز بالترابط، الأمر الذي يتم إساءة تفسيره من البعض، واستغلاله لاختراق خصوصية الآخرين.
فالخوف، والقلق، والحماية ..كلها تعبيرات يتم استعمالها من أجل تبرير التدخل في حياة الآخرين، والتعدي على خصوصيتهم.
الاحترام النفعي
يشكل الاحترام النفعي جزء من حياة أي مجتمع، حيث أنه احترام مسبب بسس أو منفعه شخصية لدي فرد ما. فالكثير من الأشخاص يتمتعون بصفة الاحترام فقط إذا كان هناك داعي أو مصلحة ناتجة عنها.
الاحترام من اجل الاحترام
إن هذا النوع من الاحترام هو أرقي الأنواع وأقلها وجوداً في المجتمع؛ مع الأسف! لكن هذا لا يعني أنه غير موجود، بل يمكننا أن نجده في سلوك الكثير من الأشخاص الذين تربوا على القيم والأخلاق السامية، وتعلموا قيمة الاحترام في حياتهم وحياة مجتمعاتهم.
في النهاية إن الاحترام أكبر بكثير من مجرد قيمة، بل هو ركيزة أساسية من ركائز المجتمع التي يقوم عليها، ولذلك يجب أن نبني في أبناءنا الاحترام منذ الصغر، ونعلمهم سلوك رسولهم صلي الله عليه وسلم؛ حتي يتخذوه أسوة لهم ويتعلمون منه مثلما تعلمنا نحن.