تعتبر اللغة العربية واحدة من أهم اللغات التي عرفت من قديم الزمان، حيث إنها من أقوى اللغات ولكنها قد تعتبر من اللغات الصعبة في النطق بالنسبة للكثير من الأشخاص، ولكنها تعتبر من أفضل اللغات حيث إن كتاب القرآن الكريم قد نزل على سيدنا محمد باللغة العربية، ولذلك فهي لها مكانة كبيرة في الإسلام والمسلمين، وأهم ما يميز اللغة العربية أنها من اللغات التي تضم الأسلوب الرقيق والجذاب، وأيضا شكلها الأنيق في الكتابة، حيث يعتبر أيضا الخط العربي هو من الأمور التي تعتمد بشكل كبير على فن الرسم، فهو ليس مجرد كتابة فقط، وهناك الكثير من الأشخاص البارعون جدا في كتابة الخطوط العربية، وقد يطلق عليهم اسم الخطاطين ويمارسون مهنة الكتابة بشكل جميل على اللوحات وفي عمل الآيات القرآنية وذلك لاستخدامها في تزيين المنازل والأماكن بهذه الخطوط والنقوش العربية.
بداية استخدام الخطوط العربية :
يرجع أول كتابة خط عربي للعصر النبطي، حيث كانوا في البداية يريدون تعلم الكتابة وذلك في العديد من الاستخدامات المختلفة، ولكنهم في البداية كانوا يستخدمون الحروف الآرامية، ولكنهم قد غيروا طريقة كتابتهم بعد ذلك بعد أن وصلوا للتطور الحضاري، وبدءوا يستخدمون الكتابة النبطية، وكانت هذه الكتابة متميزة بميلها قليلا للاستدارة، وتشابهت أيضا الكتابة النبطية مع الكتابة الآرامية في تربيع الحروف، ومع مرور الأزمان تطورت الكتابة النبطية إلى الميل إلى الخط المستقيم، وظلت بهذا الشكل حتى بدأ عصر الجاهلية، وهنا تم تشارك اللغة مع بلاد الشام وذلك من خلال الرحلات الخاصة بالنبطيين إليهم وهنا بدأت اللغة في الانتشار بين العديد من البلاد العربية المختلفة.
اللغة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
بدأت اللغة العربية في الانتشار في أيام الجاهلية، وكانت منتشرة بشكل كبير في مكة المكرمة، وذلك لأن مكة كانت من المدن التجارية في تلك الفترة، وكانت الكتابة هي السائدة في المعاملات التجارية بين الناس، وكان يسمى الخط العربي في تلك الفترة بالخط المكي، نسبة إلى اسم مدينة مكة، وبعد أن جاء الرسول عليه الصلاة والسلام بالوحي وهو القرآن الكريم، بدأ الصحابة جميعهم يقومون بكتابة الآيات القرآنية التي نزلت على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومنهم الصحابي أبو بكر الصديق، وأيضا عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وأيضا استخدموا الكتابة العربية في كتابة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يرويها لهم، وكان أول من قام بتوثيق كلام النبي عليه الصلاة والسلام هو أبي ابن كعب وذلك كان بعد الهجرة، وبعد ذلك انتشار تعليم الكتابة العربية في المسلمين، وكان الخط العربي في تلك الفترة مائل بعض الشيء ويوجد اعوجاج بسيط في حرف الألف، وكان ذلك الخط من أسرع الخطوط في الكتابة في تلك الفترة، عن غيره من طرق الكتابة الأخرى المستقيمة.
من أنواع الخطوط العربية المختلفة هي:
-
الخط الكوفي :
يعتبر الخط الكوفي من أقدم أنواع في الخطوط العربية، وكان في البداية يشبه كثيرا للخط النبطي، وبعد ذلك قام العرب الذين كانوا يعيشون في مناطق شمال الجزر العربية بتطوير الخط النبطي، وبعد ذلك استخدموه في الكتابة، وأطلقوا عليه اسم الخط الأنباري، ومع مرور الأزمان والعصور تم تغيير هذا الخط وتطويره بشكل أفضل، وتم إطلاق عليه اسم الخط الكوفي، وكان ذلك في العصر العباسي، وكانوا في العصر العباسي يضيفون لهذه الكتابة بعض النقوش المزخرفة لذلك حاز ها الخط على إعجاب الكثير من الأشخاص، والذين استخدموا الحروف على قاعدتها في هذا الخط مع إدخال الخط على المباني والهندسات، ومن الخط الكوفي بعض الأنواع أيضا، حيث يوجد منه الخط البسيط، وأيضا المورق والخط المزهر والمضفر وتوفر منه أيضا الخط الكوفي الهندسي وكان يتم التنوع بين تلك الأنواع على حسب استخدامه في الكتابة.
-
الخط النسخ:
كان يستخدمه العرب في كتابة الكتب والرسائل التجارية، وقد رأى الكثير من العلماء والمؤرخين، إنه تم أخذه عن الخط الكوفي، ولكنه تم التطور بعد ذلك واستخدم في العصور التي تسبق عصر الإسلام، وكان يسمى في تلك الفترة بالخط المحقق، وكان يستخدم في النسخ والتأليف، وانتشر الخط النسخ في عهد المأمون، حيث تطور هذا الخط على يد الأخوين إبراهيم الشجري، وأيضا الخطاط يوسف الشجري، وتم تسميته في تلك العهد باسم خط الثلث، وأيضا خط الرقعة والطغراء، وغيرها من أنواع الخطوط.
-
الخط الديواني:
وكان هذا الخط في العهد العثماني، وكان في البداية لا يعرف هذا ا لنوع من الخط سوى الكاتبين داخل القصر، والذي كان من بينهم الخطاط إبراهيم منيف، وبعد ذلك تطور الخط بعد فتح القسطنطينية، حيث تم تغيير الحروف إلى الحروف اللاتينية، وأهم ما يميز هذا الخط هو أنه ملتو الحروف بعض الشيء، وتم تقسيم الخط الديواني إلى قسمين الخط الديواني الجلي الذي تم استخدامه في رسائل الدولة، أما النوع الثاني هو الخط الديواني الجلي، والذي تم استخدامه في الصكوك والعملات.
-
الخط الرقعة:
يستخدمه الكثير من الأشخاص حتى يومنا هذا ، ويتميز هذا الخط باستقامته واستقامة الحروف، كما أنه سهل جدا في القراءة، وتم تسمية الخط بخط الرقعة لأنه كان يكتب على قطعة صغيرة من الورق، وكان الخط الرقعة مأخوذ من الخط الديواني وأيضا خط سياقت، وانتشر بكثرة في الدولة العثمانية وكانت يستخدمه السلطان سليمان القانوني.
-
خط الثلث:
أطلق عليه اسم خط الثلث، وذلك لأنه كان يكتب بسمك ثلث القطر الخاص بالقلم، وكانت هذا الخط منتشر بكثرة في العهد الأموي، وتم تطويره بعد ذلك على يد إبراهيم الشجري، وتم تقسيمه إلى قسمان وهما الخط الثلث الثقيل وأيضا الخط الخفيف.
-
الخط الأندلسي:
يعتبر من أصعب الخطوط في حالة الكتابة، وهو من الخطوط التي كان يستخدمها الأشخاص بكثرة قديما، وكان الخط الأندلسي مقتبس من الخط الكوفي، وكان أيضا من بعض أنواع الخط الكوفي الذي انتشر بكثرة في أحد العصور، والذي ذكرناه سابقا، وأهم ما يميز الخط الأندلسي أنه مستدير بعض الشيء في الحروف الخاصة به، ومقوس بعض الشيء، ولكنه يتميز بالشكل والحجم الكبير المائل.