سوف نعرض عليكم في مقال اليوم في الموسوعة حوار بين شخصين عن الصلاة ، فالصلاة هي عماد الدين، وركن من أركان الإسلام، وفرض من أهم الفروض التي فرضها الله عز وجل على المسلم، ولتارك لصلاة ذنب كبير، وعقاب شديد يوم القيامة، حيثُ أن الصلاة هي أول شئ يُحاسب عليه العبد بعد موته، ولا يوجد أي عذر لتارك الصلاة إلا للنساء في فترة الحيض والنفاس فقط، حتى أنها لم تسقط من على الشخص المريض، بل أمر الله أن يصلي حتى في أي وضع مسموح به وفي أسوء الحالات أمر أن يصلي بالعين، ولذلك علينا أن ننبه الناس عن هذا الأمر الذي يغفله الكثير من المسلمين، تابعوا الحوار الموجود في الفقرات التالية.
حوار بين شخصين عن الصلاة
في الحوار التالي يسأل شاب في مقتبل عمره شيخ المسجد عن الصلاة لأنه لم يعلمه أحد الصلاة، ولم ينصحه أحد ولا يحذره من عقوبة ترك الصلاة، وهذا الحوار الذي دار بين الشاب والشيخ:
الشاب: السلام عليك يا شيخنا، أريد أن أسألك عن الصلاة، هل الصلاة واجبة؟
الشيخ: نعم يا بني الصلاة واجبة، بل هي الركن الثاني في الإسلام بعد النطق بالشهادتين، ومن أهمية الصلاة في الإسلام عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها عمود التي يقف عليه الإسلام.
وقد فرضت الصلاه على النبي عليه السلام في ليلة الإسراء والمعراج، حتى أنه كان قد فرضها الله علينا 50 مرة في اليوم الواحد، قبل أن تفرض 5 مرات، ولكن خفف الله على عبادة حتى أصبحوا 5 صلوات فقط.
الشاب: نعم يا شيخنا، ولك ما هي الأدلة على فرضية الصلاة ووجوبها؟
الشيخ: من أدلة وجوب الصلاة من الكتاب قوله تعالى:”فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً” صدق الله العظيم.
كما أنه قد ذكر العديد من الأدلة في آيات قرآنية أخرى مثل قول الله عز وجل: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين” صدق الله العظيم.
وقد ورد عن النبي أيضًا ما يدل على وجوب الصلاة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عند بعثته إلى اليمن: (أعلمهم أن الله أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أنه قد أجمع العلماء على فرضية الصلاة على كل مسلم.
الشاب: وعلى من تجب الصلاة؟
الشيخ: تجب الصلاة على كل مسلم، عاقل، بالغ.
حيثُ أن الصلاة لا تجب على الكافر، كما أنه لا تجب الصلاة على المجنون، فإن كان الجنون دائم فلا صلاة له، وإن الجنون زائل “مثل المصابين بالصرع الذي يرافقه نوبات جنون” فحكمه أن يصلي عندما يفيق، كما أنه لا تجب الصلاة عن السكران حتى يفيق من سكره، ولا تجب الصلاة على الصبي الذي لم يبلغ بعد، ويشمل هذا اللفظ الأنثى والذكر.
ومن الجدير بالذكر في هذه النقطة أن المرأة في فترة الحيض والنفاس لا يجب عليها الصلاة، كما أنها لا يجب عليها قضاء الصلاة فيما بعد بل أسقط الله عنها حكم الصلاة.
الشاب: ولكن ماهي عقوبة تارك الصلاة؟
الشيخ: من يترك الصلاة جحودًا منه ونكرانًا بوجوبها، هو كافر بإجماع الفقهاء، وحكم من ترك الصلاة بسبب الكسل والتهاون مع علمه التام بأنها واجبة، فقال فيه العلماء قولان، القول الأول أن بعضهم قالوا أنه يكفر كفر أكبر “أي يخرج عن الملة” واستدلوا بقول الرسول عليه السلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم، والرأي الآخر أنه يكفر كفر أصغر “مثل الزكاة، ولكن القول الأرجح هو القول الأول.
الشاب: وماذا تنصحني يا شيخ، فأنا لم أعتد على الصلاة من صغري.
الشيخ: أنصحك يا بني أن تلتزم بإقامة الصلاة، وتتوب عن ما مضى، وتترك أفعال التي تجازى عليها ذنوبًا، وتقترب إلى الله عز وجل، عسى الله |أن يغفر لك ما مضى، وامضي في طريق القرب من الله، حتى يبارك الله لك في حياتك ويرزقك بالخير، والزم المساجد يا بني، فأكثر ما سوف يجعلك تصلي هو أن تلتزم بالصلاة في جماعة لكل فرض.
الشاب: شكرًا جزيلًا لك يا شيخ، فقد أفدتني بعلمك.



