عكرمة بن أبي جهل واحدًا من الصحابة رضوان الله عليهم، فعند حديثنا عن الصحابة نجد اللسان يتحدث بكل طيب وجميل لحسن سيرتهم، فقد بشرهم لله عز وجل بالجنة، كما أن كل مسلم مؤمن يتخذ سيرة الصحابة سبيلًا ليقتدي به في حياته، فقد أثنى الله عليهم بطيب القول، وسلامة النفس، والخلق الحسن، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم برضاه عنهم، ووعدهم بالجنة ونعيمها، لهذا في المقال التالي في الموسوعة نوفي بعض الحديث عن الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل.
عكرمة بن أبي جهل
هو عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، ويُلقب بـ أبو الحكم، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم أطلقوا عليه لقب أبا جهل، ومن حينها وصار يكنى ويلقب بها إلى أن نسى اسمه وكنيته الأصلية.
كان عكرمة من أشد وألد أعداء الإسلام، فقد ورث العداوة من أبية أبي جهل، فنجدة خارجًا مع أبيه في لعديد من الغزوات ضد المسلمين خارجًا ليثأر منهم، فنجده في بدر، وفي غزوة أحد خرج ليثأر لقتل أبيه، وغيرها من الغزوات الأخرى التي خرج بها ضد المسلمين.
إسلام عكرمة بن أبي جهل
كان عكرمة شديد العداوة للمسلمين، ففي اليوم الثامن هجريًا، قام المسلمون بالاتجاه نحو مكة المكرمة، ليفتتحوها، وهنا قرر الرسول صلى الله عليه وسلم العفو عن جميع أهل مكة من المشركين ما عدا أربعة أشخاص وكان من بينهم عكرمة، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم حتى وإن وجدوهم متعلقين في ستار الكعبة، فقام عكرمة بالهروب، والتحق باليمن، وركب مركبًا في البحر، فبعد ذلك شاء الله تعالى أن تهب عاصفة شديدة كادت أن تفتك بهم.
فقال في أصحاب السفينة لأهلها أخلصوا فاليوم لن تغني عنكم ألهتكم شيئًا، فقال عكرمة “لإن أنجاني الله من هذا لأرجن إلى محمدًا ولأضعن يدي في يده” فأمر الله تعالى الريح أن تهدأ وزالت العاصفة، فرجع عكرمة إلى مكة ذاهبًا إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه فأسلم بالفعل وحسنت توبته، وكان من الصحابة الذين رضى الله عنهم وأرضاهم.
وأسلمت زوجته أم حكيم، وهي قريبته فهي ابنه عمه الحارث بن هشام.
ومنذ أن أسلم وهو يحاول فعل كل ما أوتي من قوه لينال رضى الله تعالى عنه، وليعوض ما فاته قبل الإسلام، فقد ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له” يا رسول الله والله أنا لا اترك مقاماً قمته لأصد به عن سبيل الله إلا قمت مثله في سبيل الله، ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله”
بطولاته وجهاده في سبيل الله
كان لعكرمة الكثير من البطولات في الإسلام، فكان يتميز بشخصية قيادية تخشى على الدين وتحارب بكل ما استطاعت من أجل الحفاظ عليه وإعلاء كلمة الله تعالى، وقد ظهرت ملامح شخصيته في الكثير من الحروب ومن أهمها “حروب الردة” حيث قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرساله إلى عمان بجيش قوي فقد ارتدوا فظهر عكرمة وحاربهم وانتصر عليهم.
ثم أرسله أبو بكر بعد ذلك إلى اليمن فلما انتهى من قتال أهل الردة في اليمن سار إلى الشام مع جيش المسلمون مقاتلًا بكل شجاعة، وبعد مسيرة من الحروب والمعارك قدم إلى الشام واستشهد بها في معركة اليرموك وجد به بضع وسبعون طعنه.
مصدر: 1.



