نستعرض لكم في هذا المقال تاريخ الامبراطورية رومانية التي تعد من أهم الحضارات الغربية في التاريخ وقد كانت مدينة روما عاصمتها، ولكن سرعان ما بدأت بالتوسع لتشمل العديد من المدن المطلة على البحر المتوسط، وقد تميزت بقوة جيشها والازدهار الاقتصادي، إلى جانب أنها شملت عدد هائل من السكان نظراً للتوسع الذي شهدته حيث بلغ ما يزيد عن 50 نسمة.
ويعود تاريخ بداية هذه الحضارة إلى عام 27 قبل الميلاد وانتهت في عام 293م، وهي فترة من الفترات التي شهدت فيها روما أوج التقدم والازدهار، إذ أنه لازال هناك العديد من المعالم التاريخية التي تشهد على عظمة هذه الحضارة أبرزهم مبني الكولسيوم ونافورة تريفي وهي من أهم المعالم السياحية الإيطالية، في موسوعة سنتعرف عن قرب عن أبرز مظاهر تقدم هذه الحضارة، إلى جانب أهم العوامل التي ساهمت في تدهورها.
الامبراطورية رومانية
تاريخ الإمبراطورية الرومانية
- كما ذكرنا من قبل أن بداية هذه الإمبراطورية تعود إلى عام 27 قبل الميلاد، ولكن بالعودة إلى الوراء في القرن السادس قبل الميلاد كان ذلك تاريخ تأسيس دولة الرومان والتي شهدت صراعاً بين زعمائها أبرزهم أوكتافيان وأنتوني مما أدى إلى نشوب معركة “أكتيوم” التي انتهت بانتصار أوكتافيان وذلك في عام 31 قبل الميلاد، وعقب هذه المعركة أعلن أوكتافيان بداية الإمبراطورية الرومانية، وقد خلفه من بعده العديد من الحكام أبرزهم كلوديوس وفيسباسيان وتراجان وماركوس.
- على مدار سنوات طويلة كانت الإمبراطورية تنعم بالازدهار والتقدم حتى عام 180 ميلادياً الذي شهد بداية التدهور مع مجيء الإمبراطور كومودوس للحكم، ومن بعده جاء الإمبراطور كاراكالا في عام 212م الذي استمرت فيه الدولة في حالة التدهور وقد انتهى عهده بالقتل.
- في القرن الثالث الميلادي انتقلت الإمبراطورية إلى فترة العصور المتأخرة حيث شهدت الصراع الديني الذي كان دقلديانوس من أبرز قادته، وفيه تعرض المسيحيون للاضطهاد بكافة الوسائل وهي فترة عُرفت باسم “الاضطهاد الكبير”.
- نتج عن ذلك تفكيك أجزاء الدولة إلى 4 دويلات صغيرة وبالتالي كان يحكم الدولة 4 أباطرة وليس حاكماً واحداً، ولكن عند حكم قسطنطين انتهى هذا النظام في عهده وقد أسس مدينة القسطنطينية لتكون عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وقد انتهت حالة الاضطهاد التي عاشها المسيحيون لفترة طويلة في عهد ثيودوسيوس الأول الذي أعلن أن الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية.
عوامل إزدهار الإمبراطورية الرومانية
- كان الرومان أول من ساهموا في تأسيس الصحف اليومية، حيث استخدموا الحجر أو المعدن لأجل تدوين أهم الأخبار اليومية مما أدى ذلك إلى ظهور الصحف في عام 131 قبل الميلاد والتي كان يتم نشر فيهم أهم المناسبات وأخبار الجيش الروماني، إلى جانب الخطط الحكومية التي وضعتها لأجل التطوير.
- استلهم الرومان فكرة إنشاء القنوات المائية من الحضارات القديمة كحضارة بابل والحضارة المصرية، مما أدى ذلك إلى بناء الكثير من تلك القنوات لتوفير المياه في مختلف أنحاء الإمبراطورية.
- حرص الرومان على توفير شبكات الصرف الصحي ودورات المياه في مختلف أنحاء الإمبراطورية، إلى جانب اهتمامهم بفن العمارة في زخرفة الكثير من الحمامات العامة.
سقوط الامبراطورية الرومانية
لكل حضارة بداية ونهاية، فجميع الحضارات السابقة استمرت لسنوات طويلة ولكن كانت هناك عوامل تُنذر ببداية انهيارها، ونستخلص لكم أبرز عوامل سقوط هذه الإمبراطورية فيما يلي:
- تعرض الإمبراطورية للاحتلال من قبل البربر والذي أدى إلى نشوب صراعاً بينهم نتج عنه قيام معركة “أدريانوب” والتي انتهت بهزيمة ساحقة للرومان حيث إنه أدى ذلك إلى مقتل الكثير من أفراد الجيش الروماني واستيلاء البربر على أعداد هائلة من الأراضي التابعة للرومان.
- في القرن الرابع الميلادي شهدت الإمبراطورية الرومانية اضطرابات سياسية على المستوى الداخلي نتج عنه نشوب الحرب الأهلية التي تشير إلى الانقسامات الداخلية بين الرومان لتصبح ثغرة تتمكن منها الدول الأخرى الاستحواذ على ثروات الرومان.
- شهدت الفترة الأخيرة من الإمبراطورية الرومانية انخفاض قيمة العملة مما أدى ذلك إلى ظهور الأزمة الاقتصادية، وبالتالي فهي من العوامل التي ساهمت في إضعاف قوة الدولة.
- لم يقتصر الصراع على الحروب الأهلية فحسب، فقد شهدت الإمبراطورية صراعاً وتنافساً بين الأباطرة الرومان مما أدى ذلك إلى تقسيم الإمبراطورية إلي الدولة الشرقية والغربية.



