لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم؟!

لقد كثر في الآونة الأخيرة على لسان عدد من الدعاة المسلمين ترديد مصطلحات وأفكار ينسبونها إلى الإسلام، ثُمَّ إذا هي تنتشر بسرعة عجيبة في بعض وسائل الإعلام من صحافة أو فضائيات أو مجلات أو كتب...

لقد كثر في الآونة الأخيرة على لسان عدد من الدعاة المسلمين ترديد مصطلحات وأفكار ينسبونها إلى الإسلام، ثُمَّ إذا هي تنتشر بسرعة عجيبة في بعض وسائل الإعلام من صحافة أو فضائيات أو مجلات أو كتب. ثمَّ يصدر على ضوء ذلك فتاوى وآراء ظاهرة الانحراف عن الإسلام، متناقضة مع آراء سابقة وفتاوى ماضية.

كثرت في هذه الآونة مصطلحات: الوطن، المواطنة، حقوق المواطن، الآخر، الاعتراف بالآخر، الإنسانية، وأمثال ذلك مما يصعب حصره. نعم! يجب على المسلم أن يحرص على مصلحة وطنه المسلم ومصلحة كل أرض إسلامية. ولكن هذا الحرص يجب أن ينطلق من دين الله، من الإسلام، من دين جميع الرسل والأنبياء، من منهاج الله كما أُنْزِلَ على رسول الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ خاتم الأنبياء والمرسلين.

ولا بدَّ أن يقدِّم المسلم، حين يعطي رأيه في هذه القضيَّة أو تلك، حجّته ودليله من منهاج الله _ قرآناً وسنَّة ولغة عربيَّة_، ومن الواقع الذي يُرَدُّ إلى منهاج الله ردَّاً أميناً عن إيمان صافٍ وعلمٍ سليم بمنهاج الله وبالواقع. ولا بدَّ كذلك حين يستشهد بآية أو بحديث أن لا يؤوِّله تأويلاً خاصَّاًَ ليوائم دعواه ورأيه وهواه، بل يلتزم المعنى الذي تقرّه اللغة العربية وقواعد الإيمان والتوحيد، وسائر آيات الكتاب، وسائر أحاديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_، ذلك لأن معاني الآيات والأحاديث لا تتعارض، وإذا بدا تعارض فذلك منا نحن البشر وليس من منهاج الله. فالمعاني في منهاج الله كلها مترابطة متناسقة في قلوب المؤمنين الخاشعين المتقين العالمين.

وإن جميع القضايا التي أخذ بعض الدعاة وغير الدعاة يحرصون على نشرها والاهتمام بها، حرص الإسلام على دراستها وصياغتها صياغة ربَّانيَّة تنفي عنها العصبيات الجاهلية، وتنفي عنها عوامل التمزيق والصراع والإفساد في الأرض. فالعائلية هي في الإسلام صلة رحم لها قواعدها وأصولها، وكذلك الوطنيَّة والوطن ومصالح ذلك، جعل الإسلام منها أخوة إيمان تلتزم شرع الله كله، وعدالة واضحة تعطي كل فئة حقوقها كما شرعها الله لا كما تُريد بعض القوى في الأرض أن تشرِّع لها.

أخذ الكثيرون يتغنَّون “بالآخر” ويطالبون بالاعتراف به وبحقوقه، ولقد حرتُ وأنا أبحث عن هذا الآخر الذي لا ينال حقوقه، أو أنه مظلوم، أو أنه غير معترف به، فلم أجد أحداً ينطبق عليه هذا الوصف إلا المسلم الذي أصبح يطارد في شرق الأرض وغربها. إذا أرخى لحيته أصبح متطرَّفاً متعنَّتاً، وإذا حافظ على الصلوات في المسجد أصبح مغالياً أو إرهابيَّاً، وإذا ذكَّر بآية أو حديث أصبح شاذاً مثيراً للفتن، وإذا لبست المرأة المسلمة الحجاب أصبحت شاذة محاربةً تغلق أمامها الأبواب.
لماذا التغنِّي “بالآخر” وبحقوقه، ليت هذا “الآخر” يحترم أبسط حقوق المسلم. يُرادُ من المسلم أن يتخلَّى عن دينه حتى يصبح في عرف المنحرفين إنساناً سويَّاً!

ويتغنَّون “بالإنسانيَّة”! يتغنَّون بها بصورة توحي بأنها ليست في الإسلام، ولا في مبادئه، يوحون بأنها في الديمقراطية، في العلمانية، في الماسونية! وينادون بأن الإنسانية هي وحدها التي تجمع الناس، ولكن على أيِّ مبادئ وعلى أيِّ مناهج؟! كلمات عامة عائمة لا تحدِّد حقوقاً ولا ترسم نهجاً ولا تشقُّ طريقاً ولا تعالج أمراضاً أو خللاً. “الإنسانيَّة” بأصدق معانيها هي في الإسلام وحده، في شرع الله، في الإيمان والتوحيد. فإذا خرجتَ من الإسلام خرجتَ من دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وأصبحت نهباً للشهوات والمصالح وعواصفها، لا ضابط لها أبداً إلا جنون القوة والسيطرة، ثم الصراع الذي يُلغي كل معاني الإنسانية! وهذا هو الواقع أمامنا، وهذا هو التاريخ معروضاً بين أيدينا. حسبنا الإسلام، دين الله، دين جميع الرسل والأنبياء، فهو وحده الذي يوفِّر للبشريَّة كلها أكمل معاني الإنسانية، وأعلى معاني العدالة، وأصدق آفاق الحريَّة، ولينال كلٌّ حقوقَه حسب شرع الله، لا حسب شرع الديمقراطية والعلمانية والاشتراكية، حيث تموت هناك العدالة والحريَّة والإنسانيَّة إلا في أجواء التخدير، والمساواة بالظلم والفقر، والفاحشة، والفجور، لا ضابط إلا سلطان القوة والبطش والتخدير وما ينتج عنها من قوانين وضعيَّة.

لقد وقع بعض الدعاة، بعد أن سحرتهم حضارة الغرب وزخارفها الكاذبة وخدَّرتهم، وقعوا في شركها وبين أنيابها ومخالبها. فلم يكتفوا بأن يتولّوا الدعوة إلى العلمانية حيناً، وإلى الديمقراطية حيناً آخر، وإلى الاشتراكية حيناً آخر، وإلى كل ” فتنة ” جديدة تأتي من الغرب الساحر بخدره وسَكَرِه، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فأخذوا يؤولون بعض الآيات والأحاديث تأويلاً واضح الفساد، تأويلاً تدفعه الأهواء الهائجة والرغبات بين الناس، وكثير من الناس لا يعلمون دينهم وهم مسلمون، يأخذون الدين مما قال هذا ومما قال ذاك، يأخذونه من البشر الذين لا يُتبعونه بالدليل من الكتاب والسنَّة بصورة أمينة صادقة. فتنتشر آراء كثيرة بين الناس، تفتنهم عن صفاء دينهم وسلامة تصورهم وفطرتهم.

ولقد جمعت نماذج من ذلك قدر استطاعتي ورددت عليها في كتابي بعنوان: “الانحراف”! وكنت أظنُّ أني غطَّيت مساحة كبيرة نسبياً، حتى فوجئت بآراء جديدة تموج بها بعض الأقلام وبعض الأفواه والألسنة. تموج بها وتزخرفها بألفاظ من الزينة المغرية، كألفاظ الإنسانيّة، الأخوة الإنسانيَّة، والمصلحة، العدالة، حريَّة الإنسان، والوطنيَّة، والقوميَّة، شعارات متفلتة من أيِّ ضوابط، تُغري النفوس فتقبل عليها فلا تجد نهجاً ولا شرعاً ولا ضوابط. لقد اختلطت مصطلحات الوطنية والقومية والعروبة بالإسلام، حتى كادت تطغى على كلمة الإسلام، أو تحلُّ محلها على ألسنة بعض الدعاة. ولذلك فقد حصر بعض الدعاة نظرتهم في الإصلاح إلى إصلاح وطنهم، وأخذوا يعلنون ذلك، ويحدِّدون حقوق المواطن على أساس المواطنة بغض النظر عن شريعة الله، حتى جعل بعضهم رابط المواطنة أخوة في المواطنة وطويت أخوة الإيمان، وأخذوا بشرع الغرب والعلمانية في ذلك دون شرع الله.

وقالوا بلسان عربيٍّ مبين: “إنّ لهم أي لغير المسلمين ما لنا (أي للمسلمين) وعليهم ما علينا”. وظننت بادئ الأمر أنها هفوة عالم يمكن أن تزول. ولكن رأيت أن هذا القول: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا” أَخذ يمتدُّ ويُردِّده دعاة مسلمون هنا وهناك، وينسبونه إلى الله ورسوله ظلماً وبهتاناً. ثمَّ فوجئت بكتاب يقول فيه مؤلفه: “أما بالنسبة لغير المسلمين فأساس المواطنة هو “الولاء” للدولة الإسلامية عن طريق العهد، لأن حق المواطنة لا يستلزم وحدة العقيدة ولا وحدة العنصر، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم”! وهذا الدليل يتوافق مع ما نصَّ عليه دستور المدينة الذي قرَّر المواطنة المتساوية لليهود وغيرهم مع المسلمين تحت لواء الدولة الإسلاميَّة، يعيشون……”. ثمَّ يقول: “الثاني: مبدأ التسامح مع أهل الأديان السماوية الأخرى، وذلك بأن جعل لهم الإسلام من الحقوق وأوجب عليهم من الواجبات عين ما للمسلمين وما عليهم، وليس أعدل ممن يساويك بنفسه في المنفعة والعدل والحكم”! ويحيل الكتاب نصَّ الحديث الذي نسبه إلى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ إلى (صحيح ابن حبان، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط2)، ثم ذكر الصفحة والمجلد ورقم الحديث.

ومن هنا، ومن مثل هذه الكتابات انتشر هذا التعبير عن غير المسلمين في ظل الدولة المسلمة: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”! وكلُّ من درس القرآن الكريم والسنة والتاريخ يدرك أنه يستحيل أن يقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_ هذا الحديث أو مثله. ولكن هذه الجملة: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا” انتشرت في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الدعاة وكثير من المسلمين ليبيّنوا أن الإسلام عادل ومنصف حسب ما يريد الغرب وحسب موازين الديمقراطية والعلمانيَّة، ولكنهم بادعائهم هذا نفوا العدالة عن الإسلام، وبدَّلوا في شرع الله الذي به تقوم العدالة بأعلى درجاتها، وبه وحده تقوم الإنسانية، وبه تقوم الحريَّة. ولقد ورد هذا النص: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا” في بيان أصدره داعية مسلم بصدد حديثه عن أُخوّة بين المسلمين وغير المسلمين في بلده فامتدَّ تطبيق هذا النص إلى أبعد مما ذهب إليه مؤلف الكتاب الذي أشرنا إليه سابقاً، إذ بُنيت هنا أخوة بين المسلم وغير المسلم مما لم يحدث في التاريخ الإسلامي كله، ولا في فقهه ولا في عدالته وحريّته!

فكيف تكون أخوة المسلم مع غير المسلم، والله ورسوله حدَّدا معنى الأخوّة ومجالات استخدامها، فالله _سبحانه وتعالى_ يقول: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” (الحجرات: من الآية10)! والرسول _صلى الله عليه وسلم_ يقرر في أحاديث كثيرة: “المسلم أخو المسلم….! فكيف نشأت هذه المصطلحات والأفكار؟! إنني أشعر أن هذه المصطلحات وهذه التصورات تكاد توحي بدين جديد غير ما أنزله الله على رسوله محمد _صلى الله عليه وسلم_، ديناً ينطلق من أفكار بشريَّة ومصادر بشريَّة وإعلام بشري سقط فيه بعض المسلمين. ولإيضاح ذلك نبيّن أولاً بطلان الحديث: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”، فبهذه الصورة هو حديث غير صحيح، باطل رواية وسنداً ومعنىً. ولكنه جزء من حديث صحيح للرسول _صلى الله عليه وسلم_، أُغْفِلَ معظمه، واقتطعت منه هذه الجملة وعزلت عن بقيَّة الحديث، فتغيَّر المعنى كليَّة. فلنستمع إلى نصِّ الحديث بكامله من المرجع الذي أشار إليه مؤلف الكتاب السابق ذكره: (صحيح ابن حبان تحقيق الأستاذ شعيب الأرناؤوط ص 215، ج 13، رقم 5895): عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: “أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول لله، فإذا شهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلُّوا صلاتنا، فقد حَرُمَتْ علينا دماؤهم وأموالُهم، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم”. وجاء في الشرح أنه صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/173، وأخرجه النسائي وأحمد وأبوداود والترمذي والخطيب في تاريخه، والبيهقي…!

وذلك يعني أن من دخل في الإسلام مهما كان جنسه فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم. وهذا هو معنى الآية الكريمة في سورة التوبة: “فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (التوبة: 11) فالحديث إذن معروف في كتب السنة، معروف بكامل نصّه، فكيف أغفل الكاتب معظم الحديث والشروط الواردة الحاسمة فيه وأخذ بالجملة الأخيرة، وبنى عليها قضايا وقضايا كمبدأ التسامح والوطنية والإنسانية وسائر ما استخلصه الكاتب من الحديث الشريف الذي أخذ بآخر جملة فقط منه، وغيَّر نصَّها! ويزيد الأمر عجباً حين نرى كثيراً من الدعاة ينادون بهذا الشعار غير الصحيح: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”، أو ينادون بما يُبْنى على هذا النصِّ المجزوء من أفكار باطلة، وافتراء على الله ورسوله، وتحريف في دينه تدفع إليه ضغوط الواقع كما دفعت اليهود والنصارى إلى أن يُحرِّفوا في التوراة والإنجيل! ولم يسمِّ الإسلام مذهب اليهود والنصارى ديناً جديداً أو دينا سماوياً كما ذهب إليه الكاتب، فالدين عند الله واحد هو الإسلام فقط، دين جميع الأنبياء والرسل، ودين موسى وعيسى _عليهم السلام جميعاً_. إنما سماهم الإسلام” أهل الكتاب “، وبيَّن حقوقهم وواجباتهم بالتفصيل على أعلى درجة من العدالة والحق، لأنه تشريع من عند الله، وليس من عند البشر.

فليس هنالك أديان سماوية أبداً إلا دين واحد هو الإسلام. وهل يعقل أن يبعث الله لخلقه أدياناً مختلفة يتصارع الناس عليها صراعاً قد يذهب بالإيمان، والله يريد من جميع خلقه أن يدينوا بدين واحد، وأن يؤمنوا برب واحد وإله واحد إيماناً واحداً! لقد عرض نيكسون في كتابه “الفرصة السانحة” موقف أمريكا من الإسلام والحركات الإسلامية. وقسَّم المسلمين إلى ثلاث فئات: الأصوليون والرجعيون والتقدميون. وقال: “يجب علينا أن نعاون التقدميين في العالم العربي. ففي ذلك مصلحتهم ومصلحتنا، فهم محتاجون لأن يعطوا أنصارهم أيديولوجيَّة بديلاً لأيديولوجية الأصوليين المتطرفين وانغلاق الرجعيين”. إن مفتاح السياسة الأمريكية يكمن في التعاون الاستراتيجي مع المسلمين التقدميّين فقط”. نودُّ أن نقول لنكسون إن هذا التقسيم لا يعرفه الإسلام، إن الإسلام يقسم الناس بنصِّ كتاب الله إلى: مؤمنين، منافقين، أهل كتاب، كافرين. ولكل قسم من هؤلاء تعريفهم المفصَّل.

وإذا كان من يسميهم بالتقدميين يحتاجون إلى أيديولوجية بديلاً عن أيديولوجية الأصوليين والرجعيين، فلا بدَّ أن نوضح له أن للمسلمين المؤمنين جميعاً أيديولوجيَّة واحدة هي الوحيُ المنزَّل على رسول الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ بلسان عربي مبين، فكراً وتشريعاً ونهجاً متكاملاً للحياة كلها، لكل عصر ومكان. ولكننا هنا نتساءل هل ما نجده في واقع المسلمين اليوم من اضطراب وتناقض وانحراف في الفكر والفتوى والمواقف هو بعض آثار تلك الأيديولوجية التي توفِّرها أمريكا للمعتدلين من المسلمين؟! لسنا بحاجة إلى ديمقراطية أمريكا ولا إلى علمانيتها المتناقضة، فحسبنا ما أنعم الله علينا من دين كامل ونعمة تامة. ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن واقع المسلمين اليوم لا يمثّل الإسلام الذي جاء به محمد _صلى الله عليه وسلم_ وحياً من عند الله. فواجبنا إذن أن ننهض لالتزام ما يأتي وحياً من عند الله، بدلا مما يأتي “وحياً” من عند أمريكا. ولا ننكر أن المسلمين اليوم متخلفون في واقعهم عن متطلبات الإسلام. فلم ينهضوا لبناء نظام إداريّ ربَّانيِّ نابع من منهاج الله والواقع الذي يُردُّ إلى منهاج الله، ولم ينهضوا لبناء نظام اقتصادي إسلامي يطبقون فيه شرع الله، بل اتبعوا النظام الرأسمالي بقضه وقضيضه، ولم يلتزموا النهج الربَّاني في التربية والبناء للإنسان، بل غرَّتهم مناهج الغرب وأصبح لها دعاة من المسلمين.

لقد عالجنا تخلفنا وضعفنا باستجداء الغرب ومناهجه وأيديولوجيته في شتى ميادين الحياة، حتى في الكلمة والأدب والشعر! إن الباب مفتوح دائماً لمن يريد أن يبدع في مناهج إيمانية في شتى ميادين الحياة! فهل من مدَّكر؟! ولن يجد اليهود ولا النصارى ولا غيرهم عدالة ورحمة أصدق مما وجدوه في ظلِّ الإسلام وحكمه، وإن كانوا قابلوا ذلك بغير ما لقوه! فهل قابلوا الإحسان بالإحسان؟! ونودُّ من المسلمين أن يبحثوا عن العدالة والمساواة والإنسانية مع إخوانهم المسلمين الذين أمر الله أن يرتبطوا جميعاً بأخوّة الإيمان عاطفة ومسؤوليات وحقوقاً، مثلما ينادون بالعدالة مع الآخر! وسوف يُحاسَب المسلمون بين يدي الله عن مدى وفائهم بأخوة الإيمان فيما بينهم، وسوف يحاسبون أيضاً عن مدى وفائهم بالقسط والعدالة مع غير المسلمين على أساس من شرع الله.

Source: www.almoslim.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *