لماذا؟.. أنا أجيبك

هناك علماء ربانيون بحق لا أحد يجهلهم وهم كالقمر في ليلة الرابع عشر، فلماذا - وكأننا عدنا لسؤالنا لماذا - لا نسألهم ونستقي من تفسيرهم وشرحهم وعلمهم؟! واللبيب بالإشارة يفهموا...

لا أحد ينكر أن مهمة الداعية عظيمة الشأن، جليلة القدر، رفيعة النسب، فهي إرث الأنبياء، وطريق الأولياء… لكن المراد منها تبليغ دعوة الله للناس أجمعين، وهنا المشكلة في دعاتنا!!
وأظن اليوم أن الدعاة والإعلام الإسلامي _إن وجد_ تنبه لهذه النقطة، وهي:
ألا يحتاج الأفارقة لدعاة يدعونهم إلى الله؟!
وهل أسلمت كل شعوب الأرض؟!
وهل دخل الإيمان والتوحيد إلى جميع البشر؟!
وهل… وهل.. وهل؟!!!
الجواب حتماً: لا

إذن ما العمل؟!
لماذا الواحد منا يقرأ الصحيفة كل يوم ولا يمل؟!
ويسمع نشرة الأخبار في اليوم خمسة مرات إن لم يكن أكثر ولا يمل، ومع ذلك يعلم يقيناً أن النشرة الإخبارية هي هي لا شيء جديد!!
ولماذا لا نطيق مناقشة الزوجة أو أخذ رأي الابن، مع العلم أنه الصواب!!
ولماذا نضيق ذرعاً إذا ما سؤلنا عن الوضع الاقتصادي للبيت!!
أليس وضعك الاقتصادي أفضل بكثير من وضع سعد في شعب أبي طالب؟!
ولماذا دائماً الزوجة والأم في عراك مستمر؟!
ولماذا المُدرس يأتي متعباً للمدرسة ولا يجد نفساً طيبة تشجعه على التدريس؟!
ولماذا إمام المسجد اتخذ الإمامية روتيناً مملاً!!
وضع بعد لماذا ما تريد ثم اسأل نفسك لماذا قلت ذلك؟!

أحبتي في الله،،،
طالب العلم الشرعي يبدأ بالجرح والتعديل، قبل الإطلاع والتعمق في علم التوحيد والفقه والأصول…
وإمام المسجد يسمع نشرة الأخبار فيأتي ممتلئاً بالحماسة والنشوة ليقرأها غيباً على المنبر!!
ومدرس التربية الإسلامية يأتي حليقاً للحيته ليظهر في مظهر يليق بالحضارة والتقدم!!
ودكتور الشريعة الإسلامية، خرج عن المألوف وبدأ بالتشريع ليحوز على خطاب رسمي عساه يصبح مفتياً للديار الحكومية!!
والمفتي يتهرب من الإجابات الشرعية خوفاً من الإنذارات الرئاسية!!

أتظنون لماذا؟!!
وبعد العناء حول سؤالنا.. لماذا؟ نجيب:
لأن الإخلاص رُفِعَ من القلوب… والتواضع هرب في ظلمة الليل من النفوس تلك… والوهن عشعش في قلوب الناسين للآخرة…
لكن المهم ألا نكون مبتلين مثلهم، ثم نتكلم فيهم!!
ويصبح حالنا: أتداوي الناس وأنت عليلُ…
فلو أننا صدقنا الله لصدقنا الله…
وكما تكونوا يول عليكم…… لكن هل نحن – الشعب المسكين الصادق حقاً ليترأس شأننا هؤلاء الأفراد من حاكم وملك وقائد؟!!
في خطاب الله المتحدث به عن فرعون وقومه قال:” فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين”.
فسق القوم فولى الله عليهم من هو من خاصتهم!!
ولو أطاعوا الله لكان خيراً لهم…. “وكما تكونوا يولّ عليكم”
إذن لا نلقي أخطاءنا وآثامنا على هذا وذاك… ولكن كونوا ربانيين، تحكمون بالعدل والإنصاف…

أنا لا أنكر أن هناك أخطاء كبيرة وأحياناً قاتلة من قبل بعض الدعاة – خاصة في بعض المواضيع الحساسة مثل الجهاد في سبيل الله – لكن لا بد لنا أن نوطن أنفسنا…
قال _صلى الله عليه وسلم_:”لا يكن أحدكم إمعة، إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء، ولكن وطنوا أنفسكم…”.
هناك علماء ربانيون بحق لا أحد يجهلهم وهم كالقمر في ليلة الرابع عشر، فلماذا – وكأننا عدنا لسؤالنا لماذا – لا نسألهم ونستقي من تفسيرهم وشرحهم وعلمهم؟! واللبيب بالإشارة يفهموا…….

Source: www.almoslim.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *