معنى ربي اني لما انزلت الي من خير فقير

ربي اني لما انزلت الي من خير فقير ، أمرنا الله عز وجل بأن نستعين به ونتوكل عليه في جميع أمور حياتنا، فنحن دائمًا وأبدًا في حاجة إلى الله، نحتاج إلى الافتقار والتذلل إليه، فرب السماوات والأرض هو من يقول للشئ كن فيكون، كما أن التقرب إلى الله والتضرع له ودعاءه هو من أشكال العبادة المحبببة إليه، ولذلك نورد خلال ذلك المقال على موسوعة معنى ربي إني لما أنزلت الي من خير فقير.

معنى رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير:

• لقد جاءت تلك الآية الكريمة في قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما خرج إلى مدين في رحلته إليها، فأخبرنا القرآن الكريم عنها، وفي بداية القصة كان سيدنا موسى يتضرع إلى الله ويدعوه قائلًا: (عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)، وكان في تلك الآية يثني على الله ويسأله من خيره، والخير كلمة تجمع كل ما يلائم الإنسان ويحقق له النفع معنويًا أو ماديًا.
• وأخبر أهل التفسير بأن سيدنا موسى سأل الله في هذا الوقت من الطعام لأنه كان شديد التعب والجوع، ولم يدخل الطعام إلى جوفه منذ سبعة أيام، وفي هذا إشعار بهوان الدنيا.
• ومعنى الدعاء أنه محتاج إلى الله لعطيه من الخير، ليدل على رفعة الله المعطي سبحانه وتعالى، واستجاب الله لدعاء سيدنا موسى، فأوجد الله له المأوى والطعام والزوجة الصالحة التي يسكن إليها ويأنس بها.

حكم تضمين رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير في الدعاء:

• قد سأل سيدنا موسى عليه السلام بالحال، واكتفى بإظهار حالته من الحاجة إلى الله والفقر بين يديه، ولم يصرح بالسؤال، مثل قول سيدنا أيوب عليه السلام: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وقول سيدنا يونس:  (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
• وأوضح ابن تيمية بأن سيدنا موسى وصف حاله بأنه فقير إلى ما ينزل الله من الخير، وهو بذلك يتضمن سؤال الله لينزل إليه الخير، وقال ابن كثير بأن السؤال قد يكون بالإخبار عن احتياج السائل وحاله كما فعل سيدنا موسى عليه السلام.
• وهذا يكون نوع من إظهار الذل لله والتضرع له والمسكنة بين يديه، فيعلم الله أنه فقير في حاجة إليه عز وجل، وأنه الوحيد القادر على أن يغنيه من فضله، فيتوسل بفقره إليه، وأن الله هو الغني القادر.
• فلا بأس من أن يدعو المسلم ربه بهذا لقضاء حاجته، لأنه يتضرع إلى الله بفقره إليه، وفيه وصف لفقر العبد، وغنى الله، وهو يناسب الرغبة فيما عند الله من البركة والخير.
• ومن أشكال التوسل المشروع أن يدعو العبد ربه بذكر حالته وما هو في حاجة إليه، ومنه ما قاله سيدنا موسى: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فهو يتوسل إلى الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليه الخير.

رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير للرزق:

• من أسماء الله الحسنى هو الرزاق، فالله قادر على جلب الرزق لك وحده، فالله هو الذي يقسم الأرزاق ويوزعها بين عباده، فقد قال الله تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). فالله هو المتكفل بتقسيم الأرزاق  على سائر المخلوقات.
•  وأرزاقنا مكتوبة عند الله ومقدرة، والرزق لا يعني فقط المال، بل الرزق قد يكون أخلاق أو مال أو خلق حسن أو زوج صالح أو زوجة صالحة أو أي شئ فيه الخير للإنسان.
• والإنسان في حاجة دائمًا إلى شكر الله وتقديم الحمد له على ما أعطاه إياه طوال حياته، كما أن الإنسان دائمًا في حاجة إلى إنزال الله للخير له فعليه أن يدعو كما جاء في الآية الكريمة على لسان سيدنا موسى:  (رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).

رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير للزواج:

• المؤمن حريص على صون نفسه وعفتها، ومن أهم أسباب صون النفس هو الزواج، فالزواج تعف النفس عن الزلل والخطأ، ويمكن الدعاء بما قال به سيدنا موسى: (رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، فهذه الآية يدعى بها في كل أمور الخير وتيسيرها والافتقار إليها، فهي تدل على فقر العبد وحاجته إلى الله عز وجل، وعندما دعا سيدنا موسى به أغناه بالزوجة الصالحة التي جاءته تمشي على استحياء وقادته إلى أبيها فتم الزواج.
• فالدعاء به مستحب ويمكن تكرار الدعاء به، ويمكن الاستعانة معه بالأدعية التي وردت في السنة النبوية ومنها رب أعني ولا تعن علي، رب انصرني ولا تنصر علي، رب امكر لي ولا تمكر علي، رب اهدني ويسر لي أمري، رب انصرني على كل من بغى علي، والدعاء بدعاء سيدنا يونس عليه السلام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
• وتأدية صلاة الحاجة فهي من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى تسير حاجة المسلم، وفيها يمكن الاستعانة بهذا الدعاء اللهم ارزقني زوجًا صالحًا تقر به عيني، ويعيني على طاعتك، يارب افتح لي من رحماتك وبركاتك فتحًا مبينًا، يترب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، رب هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما.