2018-11-07T14:40:17+00:00
mosoah
منتصف الليل، الليل يعنى السكون والراحة، فى الليل تجد نسمات الهواء تداعب وجهك، وهدوء يبعث فى روحك الكثير من الكلمات وربما الأشعار، فى الليل تشعر بالتخلص من الإنزعاج الذى عانيت منه كثيراً بالنهار، لتجلس مع نفسك جلسة تستعيد فيها الكثير من الذكريات التى قد تجلب لك البهجة، أو ربما تمتلأ بالآلام والأحزان، عندها تبدأ الأفكار ولعل أفضل الأشياء التى تجعل قلبك يطمئن هى سجدة، سجدة للقدير تشكره بها على فضله ونعمه، أو سجدة تناجيه بها، وربما سجدة تحتاجها لتبث إليه شكواك وأحزانك، نلتمس جميعاً هذا الوقت لنسجد لله تعالى آملين أن يجيبنا لقربه منا فى هذا الوقت من الليل، ولتتعرف على منتصف الليل والثلث الأخير من الليل، تابع هذا المقال على موسوعة.
منتصف الليل:
- يبدأ منتصف الليل عندما تكون الساعة الثانية عشر صباحاً، دون زيادة أو نقصان ولو حتى بالثانية، أى أنه يسبق وقت الظهر ب12 ساعة، ويعقبه ب12 ساعة.
- قد يطلق لفظ منتصف الليل على اليوم نفسه، فإذا جاءت الساعة 12 صباحاً يوم الأربعاء، نقول منتصف ليل الأربعاء، وفى بعض الأحيان يعتبرها الفرد أنها منتصف ليل اليوم الذى يليه، أى أنه منتصف ليل يوم الخميس.
- ومنعاً للتعرض لهذه الأخطاء عند رؤية الساعة فإنه من الأفضل أن يتم استخدام نظام الأربعة وعشرون ساعة، حيث يمكنك بعدها تمييز إذا كانت الساعة 12 صباحاً أم مساءاً بمجرد النظر إلى الساعة الرقمية.
- يتم ذلك من خلال أن الساعة تستمر فى العد بعد 12 حيث تكون الساعة 13 تعنى الواحدة ظهراً، و14 تعنى الثانية ظهراً وهكذا، بينما الواحدة بعد منتصف الليل تكون الواحدة صباحاً، والثانية بعد منتصف الليل الثانية صباحاً.
- يعتبر هذا النظام فى ظبط الوقت أو الساعة أفضل من نظام ال12 ساعة، حيث أنه فى نظام ال12 ساعة تكون الساعة الواحدة ظهراً واحدة، والواحدة بعد منتصف الليل واحدة أيضاً مما يمكن أن يخلق اللبس فى الفهم إذا لم يتم ذكر صباحاً أو مساءاً .
كيف نحسب منتصف الليل:
- يبحث الكثير من الأشخاص عن تحديد موعد محدد لمنتصف الليل من أجل معرفة المدة التى يمكن خلالها أن نصلى العشاء، وذلك لأنه عند ساعة محددة ينتهى الوقت المخصص لصلاة العشاء، وفى قول أحد العلماء فإن وقت الليل يكون من غروب الشمس وحتى طلوع الفجر، ونصف الليل يعنى شطر الليل.
- ففى حالة إن كانت الشمس تغرب عند الساعة الخامسة مساءاً، وكان الفجر فى الخامسة صباحاً، فإنه بذلك يكون منتصف الليل عند الساعة الثانية عشر، وإن اختلف وقت المغرب ووقت الفجر عن ذلك، فيمكنك أن تقوم بحساب عدد الساعات بين المغرب والفجر وتقسمها على اثنين لتكون الإجابة هى الفترة المحددة لصلاة العشاء.
حساب ثلث الليل:
- بنفس الطريقة السابقة فإنه يمكن حساب ثلث الليل الأخير حيث نقوم بمعرفة عدد الساعات من المغرب وحتى الفجر، قم نقوم بقسمتها على ثلاثة فتكون الإجابة هى عدد الساعات فى كل جزء من الليل.
- فإذا كانت صلاة المغرب فى الساعة السادسة وصلاة الفجر فى الساعة الثالثة صباحاً فإن عدد الساعات بينهم سيكون تسعة ساعات فإذا قمنا بتقسيم عدد الساعات على ثلاثة فإن الإجابة ستكون ثلاث ساعات.
- وبهذا المثال فيكون ثلث الليل الأول من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، والثانى من التاسعة إلى الثانية عشر، والثالث من الثانية عشر وحتى الثالثة صباحاً وهو وقت آذان الفجر.
فضل الثلث الأخير من الليل:
- قال تعالى فى سورة السجدة ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
- وفى سورة الذاريات قال تعالى “إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، وذكر عز وجل فى نفس السورة “كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”
- وقوله عز وجل فى سورة الزمر “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
- عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول”إنَّ في الليلِ لَساعةٌ، لا يوافقُها رجل مسلم يسأل اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة” وراه مسلم.
- وُرِد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول من يدعوني فاستجيب له، من يسالني فاعطيه، من يستغفرني فاغفر له”. رواه البخاري ومسلم
التماس الثلث الأخير من الليل:
- يلتمس المسلم الثلث الأخير من الليل والذى يأتى بعد انقضاء منتصف الليل بعدة ساعات، حيث أنه من الأوقات التى يحاول المسلم أن يحددها بدقة ليتقرب فيها إلى الله بالصلاة والدعاء والمناجاه، فأوصانا النبى بها وقال عنها أنها من الصلوات المشهودة أى أن النبى يشهدها.
- وفى قيام الليل جهاد كبير للنفس، وتحجيم للشهوات، فلا يستوى القائم المصلى الذى يرجو الله ويستغفره ويطلب رضاه مع الغافل الذى ينام نوماً عميقاً، ولا يبالى بطلب العفو من الله.
- ولا يعطى الله هذه الفرصة إلا لمن يستحقها حقاً فهناك الكثير من العباد يتركهم الله فى غفلتهم ولا يريد لهم الهداية، أما من يرضا الله عنه فإنه يمنحه فرصة التقرب إليه ومن تقرب إلى الله شبراً تقرب إليه ذراعاً.
- ويستطيع المؤمن فى صلاة الثلث الأخير من الليل أن يجعل صلاته صلاة فى منتهى الخشوع، ويرجع ذلك إلى الهدوء والسكون الذى يصاحب هذا الوقت من الليل، كما يخلصه ذلك من الرياء، فلا يقوم بالصلاة إلا من أجل التقرب إلى الله.
- يساعد قيام الليل فى نيل العفو والمغفرة وزيادة القرب من الله، كما أنه يطهر المؤمن من ذنوبه ويمنعه من ارتكاب الآثام والفواحش، مما يساعد على دخوله الجنة بلا حساب أو عذاب بإذن الله.
- ووصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صلاة قيام الليل بأنها هى شرف المؤمن، لأنه يتوجه إلى الله بقلبه وكل حواسه وهو كله ثقة بأن الله سينجيه وينصره ويكتب له الخير حيث كان.
- ورُب ركعة فى ظلام الليل، غفرت الذنب وسترت العيب ورفعت مقام صاحبها إلى عليين.
Source: mosoah.com