دروس نتعلمها من المرض

• يصاب الكثير من العباد بالمرض ويكونون في أشد حالاتهم من التعب والحزن. هذا ويغفل الكثير من العباد أن المرض هو ابتلاء من الله تعالى وهذه هي أكبر تعزية للنفس حيث ان المرض هو سبب من اسباب تخفيف او غفران الذنوب. وقد جاء ذلك في القراءن الكريم في قول الله تعالى:” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

• كما قد جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن تسبب المرض في تكفير ذنوب العبد قال صلى الله عليه وسلم” ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”

حكم المرض وفوائده 

الصبر 

• من فوائد المرض ان المرض يقوم بالهام العبد الصبر حيث قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك انه إذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير. فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام ” عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراّء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراّء صبر فكان خيراً له .”

تكفير الذنوب والسيئات 

• هذا ويعتبر المرض هو السبب الرئيسي في تكفير الخطايا التي قام العبد بها سواء اقترب هذه الخطايا بقلبه او بسمعه او ببصره او بلسانه. فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ان المرض يقوم بتكفير ذنوب العباد كما جاء في قوله تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }.

كتابة الحسنات ورفع الدرجات

• قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وفي حالة ان لا يكون لدي العبد من العمل ما يبلغه هذه المنزلة العظيمة فيبتليه الله بالمرض وبما يكره حتى يصل الى تلك المـنزلة ويصل إليها. فقد جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : ” إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبّره على ذلك ، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى “.

سبب في دخول الجنة 

• يعتبر المرض سبب من اسباب دخول العبد المسلم الجنة وقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل المرض في دخول صاحبه الجنة فقد قال صلى الله عليه وسلم  ” يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض ” صحيح الترمذي للألباني 2/287 .

النجاة من النار

• يعتبر المرض هو سبب من اسباب النجاة من عذاب النار كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضاً ومعه أبو هريرة ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أبشر فإن الله عز وجل يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة ” السلسلة الصحيحة للألباني 557

أسباب الصبر على المرض 

اما عن الاسباب التي تدفع العبد الى الصبر على المرض وشكر الله تعالى واحتساب الجزاء في الاخرة فهي كثيرة ومنها

علم العبد بأن المرض مقدر له من عند الله

• هذا ويتحقق ذلك بالعلم ان كل ما يحدث للعبد قد كتبه الله تعالى له وهو مقدر له وقد جاء في قوله تعالى في آيات القراءن الكريم قال تعالى { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }. كما جاء في قوله تعالى { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها }. وقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ” مسلم 2653.

أن يعلم العبد بأن هذه الدار فانية

• يأتي المرض للعبد حتي يتأكد بان الدنيا فانية وأن هناك داراً أعظم منها وهي الدار الأخرة. هذا لأن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقد جاء في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط”.