النميمة من أسوأ الصفات التي لا يجب الاستهانة بها فإنها توقع بين الناس وتنشر البغض والكراهية بين الناس، وهو من الصفات التي لا يمكن أن يتقبلها أي شخص من الشخص الذي أمامه، ويصعب مسامحته عليها، حيث إن النميمة يمكنها أن تفسد الكثير من الأمور بين الأشخاص، والكثير من العلاقات الإنسانية، وذلك بسبب نقل الكلام السيئ ونشره بين الناس، والنميمة هي من الأعمال التي حرم على صاحبها دخول الجنة وهذا ما أكده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة عن النميمة للاطفال :
الغلام النمام :
روي أنه كان هناك رجلا ما يمشى في السوق فرأي من بعيد غلاما يباع فأقترب الرجل من الغلام لكي يراه جيدا فنظر إليه فوجده ليس به أي عيب فقال له الرجل الذي يبعه هذا الغلام ليس فيه أي عيب إلا أنه “نمام فقط “فأستخف الرجل بالعيب وقال له حسنا سوف أشتريه واشتراه الرجل وذهب به إلى بيته ومكث عنده أياما وفي يوم من الأيام ذهب إلى زوجة سيده وقال لها :إن سيدي يريد أن يتزوج عليك وقال لها :إنه لا يحبك فإن أردتي أن يحبك ويعطف عليك ويترك ما عزم عليه أذهبي إليه عند منامه وخذي الموس واحلقي له شعرات قليلة من شعر لحيته واتركي الشعرات معك .
فقالت زوجته في نفسها :نعم سأفعل وعزمت على فعل ذلك عند نوم زوجها ثم جاء هذا الغلام النمام إلى زوجها وقال له : إن سيدتي زوجتك قد اتخذت لها صديقا ومحبا غيرك وتريد أن تتخلص منك وقد عزمت على ذبحك الليلة وإن لم تصدقني فتظاهر أمامها بالنوم الليلة وانظر إليها كيف تأتى إليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به وبالطبع صدقه سيده وقال في نفسه:فلنرى .
فلما حل الليل جاءت الزوجة بجانب زوجها وعندما تأكدت من نوم زوجها جاءت بالموس لكي تحلق الشعرات المطلوبة من لحية زوجها والزوج أيضا كان يتظاهر بالنوم ليرى ما ستفعله زوجته فقال في نفسه:والله لقد صدق الغلام القول فعندما اقتربت الزوجة بالموس إلى عنق الزوج وحلقه قام بسرعة وأخذ منها الموس وقام بذبحها به فجاء أهل زوجته فوجدوها مقتولة وبيد زوجها الموس الذي ذبحها بها فقتلوه ووقع بعد ذلك قتال كبير بين الفريقين بسبب ذلك الغلام النمام .
القصة الثانية:
قصة الشاب وزوجته:
في يوم من الأيام قام أحد الشيوخ في إلقاء كلمة في أحد السجون فقام بجمع السجناء داخل المسجد وكان عددهم كبير حوالي 600 سجين أو أكثر وبعد أن انتهيت من إلقاء كلمتي قال لي أحد الإخوة الذين كانوا يرافقونه قال :يا شيخ هنا الجانب الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجانب الإنفرادي فهم لم يستطيعوا أن يحضروا لك فلو أمكن نريدك أن تذهب إليهم وتلقى عليهم كلمة وإذا أراد أن يسألك أحد عن شيء فتجيبهم فقال لهم الشيخ : حسنا فدخلوا فرأي مجموعة من السجناء كل سجين منهم معزول في مكان بمفرده فألقى الشيخ كلمته ورد على أسئلتهم وأثناء مروره عليهم رأي زنزانة يجلس فيها شاب في الخامسة والعشرين من عمره تقريبا كان هادئا ويبدو عليه حسن الخلق فسأل الشيخ صاحبه ما قضية هذا الشاب ؟ أهو سارق أو ما شابه ؟ قال له صاحبه :لا يا شيخ إنه قاتل لزوجته فرد الشيخ مستغربا قتل زوجته ولماذا ؟ومتزوجين من ثلاثة أشهر فقط فرد عليه قائلا هل كانت تفعل الفاحشة أو المحرمات هل ضربها حتى ماتت أو ماذا ؟قال له صاحبه لقد ذبحها بالسكين فقال الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون ولكن كيف ؟قال: حقد عليه بعض الناس ومن الواضح أنه في قلوبهم حقد من ناحيته فذهب إليه أحدهم وقال له :يا فلان فرد الشاب :ماذا تريد ؟قال :أنت اشتريت سيارة خضراء بدلا من سيارتك القديمة ؟رد الشاب :لا أنا ما اشتريت سيارة جديدة ما زالت القديمة التي تعرفونها معي.فقال له :لا أعرف ولكن أنا أمس الصبح وأنت في الشغل خرجت ورأيت سيارة خضراء واقفة عند باب بيتك فخرجت زوجتك وركبت في السيارة وبعد ساعتين رجعت إلى البيت فأستغرب الشاب وأستنكر الأمر ولكن بعدها بيومين بدأ الشاب في الشك في زوجته وجاء إليه رجل آخر قد أتفق مع الأول فقال له : يا فلان أغيرت لون سيارتك فرد عليه قائلا :لا سيارتي هي موجودة أمام البيت ولم أغيرها فقال له :لا أعلم ما القضية لكني رأيت سيارة لونها ابيض أمام بيتك يوم أمس ويبدوا إنك لم تكن موجود بالبيت . وبعدها بيوم زادوا في نفس الكلام حتى تخاصم هذا الشاب مع زوجته وأكثر في الكلام مع زوجته وحصل شجار كبير بينهم فذهبت إلى بيت أهلها فلم يتركوه أيضا وظلوا يقولون له رأينا سيارة تقف عند بيت أهلها وهكذا حتى دخل الشيطان إلى قلبه فذهب وقتل زوجته وذبحها بالسكين وبعد ذلك ذهب وسلم نفسه للشرطة وحكم عليه بالقصاص وكل هذا بسبب النميمة والغيبة .