الصلاة هي عماد الدين الإسلامي، وهي الصلة التي تربط العبد بربه، وهي أول ما يُسأل عليه الإنسان عند الحساب عن رب العالمين، وهي التي بصلاحها ينصلح سائر العمل، وبفسادها تُحبط الأعمال ولا تُقبل، والصلاة هي العهد الذي بين المسلمين وغيرهم من أصحاب العقائد الأخرى، ومن تركها فقد ترك الدين الإسلامي، وتعتبر الصلاة هي آخر ما وصى عليه نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقال “الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم”، وهي ما أول علمه النبي صلوات ربي وتسليماته عليه لصحابته الكرام، كثير من الكلام لن يغني ولن يفي الصلاة وفضائلها وثوابها، قبل أهميتهما وضروراتها في حياة الإنسان المسلم، وسنستعرض خلال المقال التالي، أبرز الأمور حول الصلاة وقيمتها، في كتاب الله عزوجل، وسنة حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ما هي الصلاة ؟
تعتبر الصلاة، هي الركن الثاني والركيزة الأساسية من الركائز التي يعتمد عليها الدين الإسلامي، ويقوم عليها، ففي حديثٍ شهيرٍ يعرفه جميع المسلمين، ورواه الإمام ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلوات ربي وتسليماته عليه، يتحدث عن الركائز الرئيسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، والتي تبدأ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها، وصيام شهر رمضان المبارك، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، وفي حديث نبوي شريفٍ، أكد النبي صلوات ربي وتسليماته عليه، أن رأس الأمر هو الدين الإسلامي، وعمود الإسلام الرئيسي هو الصلاة، وذروة سنام الدين الإسلامي هو الجهاد في سبيل الله، وتعد الصلاة من الواجبات على المسلم، البالغ للحُلم، والعاقل الذي لا شك في قواه العقلية، وهي لا تستني جنس الإنسان، ما بين ذكرٍ أو أنثي، أما عن الصلاة وتوقيت فرضها على المسلمين، فقد كان ذلك في فترة ما قبل هجرة الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه إلى المدينة المنورة، فكان ذلك في العام الثالث من البعثة المحمدية، وقد تابعًا لأحداث الإسراء والمعارج.
أنماط الصلاة في الإسلام
وإذا أردنا الاستضافة بشكل أكثر تعمقًا عن الصلاة في الإسلام، فهي تؤدى خمس مرات في اليوم والليلة، إلى جانب النوافل، وهي تعتبر فرضًا على كل مسلمٍ كما ذكرنا، قد بلغ في السن الحد الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ذلك في أحد أحاديثه ضرورة أن يتم تعليم صغار المسلمين من قبل آبائهم الصلاة عند سن السابعة، وليضربهم ويعاقبهم أولياء أمورهم حال تقصيرهم فيها عند العاشرة مساءًا، وينبغي على من يُكلف بالصلاة، أن يكون خاليًا من أي عذرٍ من الأعذار، سواءً أكان ذلك للذكر أو للأنثى، ولصلاة كيفية معينة تؤدى بها، كما أن لها مناسبات مختلفة، فالصلاة المعروفة، أي الفروض الخمسة فاليوم والليلة، تشمل صلاة الصبح أو الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، إلى جانب النوافل أو السنن الرواتب التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بها أتباعه، إلا أن الصلاة لها مناسبات أخرى وبكيفيات مختلفة، من بينها صلاة العيدين، في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهنالك صلاة الجنازة التي تُصلى قبل دفن المسلمين، وهناك أيضًا صلاة الاستسقاء، التي يتوجه إليها المسلمون طلبًا للمدد بالغيث من الله عزوجل في حالات الجفاف أو نقص الماء، كما توجد صلاة الكسوف، حين حدوث كسوف الشمس.