كان ابن صياد صبي يهودي صغير وكان يدعي صافي ابن صياد وكان الصبي من اليهود المقيمين في المدينة. وقد اشتهر هذا الصبي الصغيربانه يتكهن بالاحداث الماضية والقادمة ففي بعض الأحيان يصدق حديثه وفي البعض الاخر لا حتي ظن فيه سكان المدينة انه الدجال. وعند سماع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر اراد ان يتاكد بنفسه من حقيقة امر هذا الصبي الذي قد شاع امره انه الدجال ففي الحديث عن محمد بن المنكدر قال : ” رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ . قُلْتُ : تَحْلِفُ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” رواه البخاري.
• هذا وقد قص عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قد ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ليفقد منزل ابن صياد ويتاكد من حقيقة امره. وقد تعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأي الرسول صلى الله عليه وسلم يحاول ان يختبئ خلف الاشجار وينتقل كن شجرة الى شجرة حتى وصل الى المكان الذي يستقر به ابن صياد فاستمع اليه يتحدث بكلمات غير مفهومة محاولا ان يفهم ما ينطق به الصبي الصغير. وفي هذه اللحظة نادت ام الصبي الصغير عليه قائلة له ان محمدا يقف بين الشجر حتي يتمكن من الاستماع اليه. فاخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عمر ان لو لم تنادي امه لاكتشف حقيقة امر هذا الصبي.
• وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ابن صياد فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد قائلا هل تشهد اني رسول الله فرد عليه ابن صياد قائلا اشهد انك رسول الاميين ثم سال النبي صلى الله عليه وسلم قائلا اتشهد اني رسول الله فقال له النبي اني اؤمن بالله ورسله. ثم سال النبي ابن صياد قائلا ان في نفسي كلمة اريدك ان تعرفها فقال ابن صياد الخ الدخ الدخ وعندما سأل عمر بن الخطاب عن الكلمة في نفس الرسول صلى الله عليه وسلم اخبره انها الدخان وقد عرف الصبي نصف الكلمة. فقال النبي لابن صياد انك لن تتعدي قدرك فاراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يقتل الصبي فرفض الرسول صلي الله عليه وسلم مخبرا عمر انه لو كان الدجال فلن تسلط عليه ياعمر وان لم يكن الدجال فلا فائدة لنا من ان تقوم بقتله.
• هذا وقد حكي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عما حدث مع ابن صياد وقد كان عمر دوما يتحدث امام الرسول عن كون ابن صياد الدجال ولم يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بانكار هذا أو لوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قول ذلك. وقد خاف الناس من ابن صياد بعد الشك في كونه الدجال وعن زيد بن وهب قال: (قال أبو ذر لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحد أنه ليس به) رواه أحمد.
• وقد التقي عبد الله بن عمر بن الخطاب بابن صياد في السوق بعد ان اصبح شخص له مال وولد ولكن قد فقات عينه فتوجه عبد الله بن عمر اليه قائلا له ماذا حدث لعينك يا ابن صياد فاخبره ابن صياد انه قد استيقظ من نومه ليجدها كذلك وانه قد اصبح اعورا. فتعجب عبد الله بن عمر وسأله كيف ان عينك في رأسك ولا تعرف ما الذي حل بها فقال ابن صياد لو شاء تلله جعلها في عصاك فضربه عبد الله بن عمر مما جعل ابن صياد ينتفخ بطريقة غريبة فقالت حفصة ام المؤمنين في ذلك ان النبي قال ان الدجال يخرج من غضبة يغضبها. وقد سمع عن ابن صياد بعد ذلك انه اسلم.
• وقد روي ابى سعيد الخدري : ((حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قــال:-أقبلنا في جيش من المدينة قبل هذا المشرق قال فكان في الجيش عبد الله بن صياد وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله ولا يشاربه ويسمونه الدجال فبينا أنا ذات يوم نازل في منزل لي إذ رآني عبد الله بن صياد جالسا فجاء حتى جلس إلي فقال يا أبا سعيد ألا ترى إلى ما يصنع الناس لا يسايرني أحد ولا يرافقني أحد ولا يشاربني أحد ولا يؤاكلني أحد ويدعوني الدجال وقد علمت أنت يا أبا سعيد أن رسول الله قال إن الدجال لا يدخل المدينة وإني ولدت بالمدينة وقد سمعت رسول الله يقول إن الدجال لا يولد له ولد وقد ولد لي ولد فوالله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء الناس أن آخذ حبلا فأخلو فأجعله في عنقي فأختنق فأستريح من هؤلاء الناس والله ما أنا بالدجال ولكن لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه واسم أمه واسم القرية التي يخرج منها.)).
• وقد احتار العلماء في امر ابن صياد لانه في اخر حياته قد مات جميع اولاده وبقى وحيدا ثم في معركة الحرة بين اهل المدينة والحجاج بن يوسف الثقفى اختفي بطريقة غريبة ولم يتم العثور عليه بعد المعركة سواء في الأحياء او في الاموات. وقد فسر ابن حجر في التوفيق بين هذه الأقوال ، فقال : ‘ أقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال : أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً ، وأن ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدّر الله تعالى خروجه فيها.