تعرف بالتفصيل على تاريخ اول لغة في العالم ..تعتبر اللغة وسيلة للتواصل المباشر بين بني البشر، وعبر الزمان، ظهرت العديد من الطرق من أجل تحقيق ذلك التواصل الناجح بين بني آدم، منذ نزوله إلى الكرة الأرضية، وقد تنوعت طرق التواصل والحوار والنقاشات، بين جميع البشر، إلا أن التوقف عند أول لغة في العالم، يجعلنا نرجع لتاريخ أزلي وقديم، ويدفعنا للبحث عن وسائل التواصل بين بني البشر عمومًا، وصولًا إلى أول لغة في العالم ظهرت للتواصل بين البشر، وإمكانية التعايش بينهم، وتحقيق التعامل الإيجابي، وتحقيق المصالح المشتركة لكل أطراف عملية التواصل.
ماهي اقدم لغة كتبت في التاريخ :
لا يمكننا الخوض في الحديث عن أول لغة في العالم و أقدمها، إلا بالرجوع إلى أصل وجود الإنسان، فمنذ أن خلقه الله عزوجل، وحتى قبل أن ينزل إلى الأرض، بعدما خالف سيدنا آدم عليه السلام تعليمات ربه، هو وزوجته حواء، بالأكل من الشجرة التي غواهم الشيطان للأكل منها، رغم تحذيرات المولى عزوجل من ذلك، وإن كان كل ذلك مقدرًا، لتكون رسالة إلى جميع البشر، أن من يخالف تعليمات الإله سبحانه وتعالى، يكون جزائه العقاب وربما الهلاك.
وفي الخلفية الدينية لـ ” أول لغة في العالم ” ، وأول وسيلة للتخاطب، نجد بدايةً إلى العلماء المشتغلين والمهتمين بعلوم اللغويات، إنما يرجعون أصول اللغات كوسائل للتخاطب والتواصل بين البشر، إنما يعود إلى الآية الكريمة التي وردت في سورة البقرة من الآية الواحدة والثلاثون ” وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”، وفي هذا المقام، يوضح علماء اللغة، أن الله جل في علاه، حين خلق سيدنا آدم عليه السلام، قد علمه ولقنه اللغة وطرق الكلام منذ أن أوجده في هذه الدنيا، وحين نزل إلى كوكب الأرض بعد مخالفته لأمر الله تعالى، كان تعلم وتلقى كل أصول اللغة، وبدأ التعامل والتفاعل على الأرض بلغة معروفة ومنطوقة ومسموعة.
لكن، وعلى الجانب الآخر، نجد أن بعضًا من الباحثين والدارسين، والمهتمين بشؤون اللغة، يرون أن الإنسان منذ نشأته، ونزوله إلى كوكب الأرض قديمًا، كان يستخدم العديد من الحركات والإشارات، برأسه عن طريق إيماءات معينة، ويديه أحيانًا، ويستعين بهما للتواصل مع الآخرين من بني جنسه، إلا أن الإنسان قد سعى بشتى الطرق، إلى إيجاد وسائل بديلة، أو أخرى أكثر تطورًا، لتكون بهذا أول لغة في العالم، تستخدم للتعامل والتداول بها، وقد استعان الإنسان في ذلك باستعمال الصوت، ورأى في هذا تطورًا جديدًا لعلوم التخاطب والتواصل، فبدأها بتقليد أصوات الحيوانات التي يراها من حوله في الغابات أو المناطق التي كان يقطن بها، وكان تلك أولى المحاولات، ثم تنوعت إلى طرقٍ أخرى، مثل تقليد الأصوات الطبيعية كالبرق والرعد وأصوات الرياح وغيرها، فضلًا عن حركة الأشجار من حوله، وصوت نزول المياه وجريانها، في مسعى لإيجاد وسيلة أسرع وأكثر سهولة في التخاطب وتوصيل المعاني والأفكار، وبناء المصالح والعلاقات المشتركة.
أنماط تطور ظهور أول لغة في العالم
ومع الظهور الواضح لأول لغة في العالم، اتجه الإنسان إلى سلوك أساليب معينة في التعبير عن حالات بعينة يمر بها في حياته، كالتي نمر بها في حياتنا الحالية، فبدأ الإنسان باتخاذ أسلوب الصراخ، تعبيرًا عن حالات الغضب التي يمر بها والتي تصيبه في بعض مراحل حياته العادية، كما اتجاه لاستعمال النحيب والبكاء تعبيرًا عن قهر يتعرض له، أو ألمٍ يكمن في داخله، وعلى النقيض أيضًا فقد كان يستخدم القهقهة والضحك بصوتٍ مرتفع، كدليل على النشوة والسعادة والفرح لما يمر به من مواقف بعينها، ومع تطور الأزمنة والظروف والأماكن، بدأ الإنسان بالفعل بالتلفظ بأحرف وكلمات، لها دلالات ومعانٍ معينة، توصل الغرض منها، بحسب الظروف والأماكن التي يتواجد فيها، وأضحى لها مسميات ثابتة يستعملها مع جيرانه ورفقاء في المناطق المختلفة.
الخاتمة
على الرغم من اختلاف الباحثين والدارسين، في الوقوف على تاريخ بعينه لظروف ظهور أول لغة في العالم ، وأقدمها على الإطلاق، إلا أنهم يجمعون تقريبًا، على كون تلك اللغات، أتت من محاولات واجتهادات بشرية بحتة، في طريق التطوير والتحديث في أساليب التعامل والتخاطب، على نحو ييسر أمور التعامل في الحياة، ويخرج بها من نطاقات ضيقة إلى آفاق أوسع وأكبر وأرحب.
المراجع :
- https://goo.gl/UJF9WV