عرف على الفرق بين الخضيري والصلبي ، قال تعالى في الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى َوجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ“، ومن هنا يُمكننا أن نعلم أن الأساس في التفرقة عند المولى سبحانه هو التقوى، وأنه لا يوجد اختلاف بين البشر وبعضهم البعض، أما ما يصنعه البعض من فروقات من شأنها أن تحط من قدر البعض، أو ربما تُزيد من مكانة غيرهم، فلا أساس لها على الإطلاق، وأما المُسميات المختلفة، فما هي إلا فروقات بسيطة نوضحها لكم من خلال مقال اليوم على موسوعة.
أولاً: الخضيري
من المعروف أن العرب قديماً كانوا يهتمون كثيراً بفكرة القبائل، وكانوا يتفاخرون بأنسابهم بين الناس، ولقب الخضيري هو لقب استخدموه للإشارة إلى ذاك الذي لا يعرف إلى أي قبيلة يعود نسبه، فلا يرجع إلى قريش، تميم، قحطاني، أو غيرها من القبائل المعروفة في الماضي.
إلا أن هذا الأمر لا يُعني بأنه ليس من العرب، أو لا يستطيع التحدث باللغة العربية، فعلى العكس تماماً هو واحد من بينهم، ويتحدث بنفس لغتهم.
وقد يكون الخضيري له أصول غير عربية، أو أنه لا يستطيع الوصول إلى نسب عائلته لأي سبب كان، سواء كان بالفعل يجهل أسماء الجدود، أو أنه ارتكب أمر ما جعل قبيلته لا تعترف به.
وجاء في القاموس المُحيط، وكذلك قاموس لسان العرب، أن كلمة “خضيري” مشتقة من الاختضار، وهو عبارة عن انتهاء صلة القرابة أو العلاقة التي كانت تربط بين الشيء وأصله.
أسباب عدم قدرة الخضيري على معرفة نسبه
هناك ثلاثة أسباب ينتج منها جهل الخضيري بهذا النسب، ومن بينها:
- اضطر العديد من الأشخاص، إلى التخلي عن حياتهم بشبه الجزيرة العربية، واتجهوا إلى عدد من المجتمعات الجديدة، وبالتالي فقدوا أنسابهم.
- شيوع حالة من الفقر، الأمر الذي نتج عنه اتجاه البعض إلى ممارسة مجموعة من المهن، التي تراها القبائل غير مشرفة. وبالتالي سرعان ما تخلوا عن أفرادهم الذين امتهنوها.
- العيش مع الحضر، وجهل البعض بأنسابهم.
- ارتكاب جريمة تُخالف القانون أو الشرف، الأمر الذي يدفع بالكثير من القبائل، إلى أن تتبرأ مِن مَن يقوم بهذا الفعل المُشين.
ومن هنا يُمكننا أن نعرف بأن ليس كل خضيري لا يمتلك أصل، بل قد يكون له قبيلة أو نسب ولكنه انشق عنها، أو هجرها.
ثانياً: من هو الصلبي ؟
يعود نسبهم إلى الصلب بن وهب بن ناقل من بني سامة بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. على الرغم من أن هذا المصطلح منتشر بشكل كبير على أنه الشخص الذي لا يمتلك النسب، أو لا يرجع إلى قبيلة ما، إلا أنه في الحقيقة يعود إلى قبيلة الصليبة، وهي من القبائل العربية المشهورة في تصنيع الأدوية، ومداواة الأمراض.
وهم عبارة عن مجموعة من البدو، الذين عاشوا على الترحال والتنقل، كما أنهم على علم تام بأماكن تواجد المياه في الآبار.
أما مقرهم الأساسي في المملكة، فهم على حدودها مع العراق، أي أنهم من سكان الشمال.
الفرق بين الخضيري والصلبي
وبعدما شرحنا في السطور السابقة من هو الخضيري، وكذلك الصلبي، فالآن يُمكنكم التمييز بين الخضيري، والصلبي، وذلك من خلال:
- معرفة أن الخضيري هو شخص له قبيلة أساسية ينتمي إليها، ومعروف بها، إلا أنه انشق عنها، أو هجرها، ورُبما تبرأ أهلها منه بسبب مهنته أو جرائمه.
- أما الصلبي فهو من لا يمتلك أي قبيلة من الأساس، فمن المعروف عنهم أنهم عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين ينضمون إلى بعضهم البعض، لأنهم لا يمتلكون أي قبيلة ولا معروف لهم نسب من الأساس.
وعلى الرغم من تلك الفروقات بين الخضيري، والصلب، إلا أنه في الفترة الأخيرة أزال الكثير من الأشخاص فكرة التفرقة، فأصبح من بينهم التُجار والصُناع، ولا مانع من أن يتم الزواج بينهم وبين غيرهم من أصحاب القبائل الشهيرة. إلا أنه لا يزال البعض متمسك بفكرة العادات والتقاليد.
