![]()
ما معنى الحرية ؟، هي من الكلمات التي علينا فهمها بشكل صحيح لكونها حق لكل شخص، فما هو مفهوم الحريةالصحيح ؟ وما معناه في الإسلام وفي القران؟ وما هي الحرية الشخصية وضوابطها المختلفة كل ذلك عبر موقع موسوعة.
ما معنى الحرية وانواعها :
الحرية من المطالب الأولية لأي إنسان منذ بدء الخليقة، ولا يمكن لشخص أن يتصور حياته بدون حرية حيث يصبح مقيداً وحزيناً، وقد أجمع الأدباء والشعراء على عظمة الحرية ومدى التضحية التي يقوم بها الإنسان من أجل الحصول عليها حتى يعيش حياة كريمة عزيزة، وحتى يتمكن من التعبير والتفكير بإبداع فما هي مفاهيم الحرية؟ وما هي أنواعها؟
مفهوم الحرية:
الحرية من المفاهيم التي لا نهاية لتفسيرها، ولا يمكن الإجماع على فلسفة واحدة أو بضع كلمات لوصف الحرية، وهي تختلف باختلاف الزمان والمكان أيضاً، لهذا توجد العديد من المفاهيم لوصفها.
فيم يتعلق بالإعلان الذي نادت به منظمة حقوق الإنسان وذلك عام 1789 ميلادياً فيم يتعلق بمفهوم الحرية فهي “حق الإنسان في فعل ما يريد ما لم يسبب الضرر لغيره”.
فالحرية معناها قيام الشخص بتصرفاته وأفعاله المحضة باختياره وبقراراته الخاصة، في كل أمور حياته دون أن يجبره عليها أحد أو يتدخل أحد آخر في أموره الشخصية.
كما يمكن تعريف الحرية على أنها نظرة شاملة لحياة الإنسان بما ينظم الحرية الشخصية ولا يسبب تقييد لها، ودون أن يؤذي غيره، فذلك يعد نوع من التعدي على حريات الآخرين وانتهاك حقهم في عيش حياة رغيدة بكامل إرادتهم فالإنسان لا يعيش بمفرده في العالم، بل يعيش في مجتمع وعليه التحلي بصفة المشاركة كما دعت الأديان السماوية جميعها على حق الحرية، وهو حق مكفول لكل البشر.
معنى الحرية الشخصية:
الحرية الشخصية من المفاهيم التي لا يفهمها الكثير بشكل صحيح، حيث يميل البعض إلى المبالغة في وضع ضوابط الحرية الشخصية أو المبالغة في التمادي بشكل خاطئ قائلأً أن هذا نوع من الحرية الشخصية ومن ضمن المفاهيم التي تندرج تحت مفهوم الحرية الشخصية، ومسئوليات الشخص نحو المجتمع ما يلي:
عدم التحكم في أفعال الآخرين:
كون الشخص حراً لا يعني تعديه على حقوق وأفعال الآخرين والتحكم فيهم فلا يعد ذلك عملاً أخلاقيا، ولا يمكن لأحد أن يجبر آخر على فعل أي شيء كتهديده أو ترهيبه، والعديد من الناس يعتقدون أن بإمكانهم السيطرة على غيرهم تمت مسمى حرية شخصية، وهو سبب الكثير من الأزمات والمشكلات حول العالم، وسوف تنتهي العديد من الأزمات العالمية بتوقف اعتقاد البعض أن من حريتهم السيطرة على غيرهم.
الحرية الشخصية لا تعني التخلي عن المسئولية:
قطعاً، يجب على الشخص أن يتحمل نتيجة أفعاله وأفكاره واختياراته في الحياة، وعدم لوم الآخرين أو الظروف المحيطة على نتيجة أفعاله، حيث يجب عليه أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته الشخصية، وألا يحاول تخويف أو إغضاب غيره أو إدخال الحزن على قلبهم كنوع من الحرية الشخصية، فحرية الفرد تنتهي عند حرية الآخرين، وعند وجود ضرر واقع على غيره.
عدم التعدي على قيم الآخرين:
يجب على كل فرد أن يفهم حرية التعبير بشكل سليم، صحيح أن لكل شخص معتقداته الخاصة ونظرته للحياة لكن في كل الأحوال لا يحق انتهاك خصوصية الآخرين أو التعدي على أفكارهم أو نقل رسائل تشير إلى الكره أو التعنيف أو العنصرية أو التحقير من غيره لمجرد الاختلاف في الرأي حيث يجب عليه طرح تبادل في الأفكار، والاستماع إلى غيره وعدم التعدي عليهم لمجرد الاختلاف في الدين أو العرق ولا يجب أن يكون هناك تقييد أو حدود لذلك.
عدى التعدى على خصوصيات الغير:
من أهم ضوابط الحرية الشخصية عدم التعدى على خصوصية الغير سواء بالنسبة لمنازلهم أو حاجياتهم الخاصة أو حتى في الأماكن العامة، فلا يمكنك التقاط صورة لشخص لا تعرفه ونشرها في كل مكان بدون الرجوع إليه، فهذا يعد نوع من انتهاك الخصوصية، وأنت لا ترغب في أن تنتهك خصوصيتك وحياتك الشخصية بالتبعية، والحرية الشخصية معناها حرية الشخص في أفعاله وهي تنتهي عندما يتعلق الأمر بوجود أشخاص آخرين في المعادلة، حيث يصبح القرار بيد أكثر من شخص وليس الفرد وحده.
معنى الحرية في الاسلام:
الإسلام من أعظم الأديان التي دعت إلى الحرية وجعلتها ضرورة قصوى يتمتع بها المجتمع الإسلامي الصحيح، فالمسلم له الحق في نفسه دون أن يحدث ضرر في المجتمع من حوله، ولا يمكن للمجتمع أن يترك زمام أموره للاحتلال أو التدخل الأجنبي، حيث يسعى الدين الإسلامي إلى إرسال مبادئ الحرية في العالم، ورفعة الإنسان ودعم كرامته وعزة نفسه.
لقد أقرت الشرية الإسلامية أن الجميع حر بدون تقييد أو تكلف، فالحرية هي الطبيعة التي خلق الله عليها الإنسان، أما العبودية فهي صفة منبوذة ولهذا قام العديد من الصحابة بشراء العبيد وإطلاق سراحهم لوجه الله.
الحرية في القرآن الكريم:
دعا القرآن الكريم إلى الحرية بالعديد من الصيغ حيث ورد في كتاب الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ) كما ورد أيضاً: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) حيث اعتبر الدين الإسلامي الحرية حق على كل إنسان، وجعل عتق الرقبة كفارة كبيرة من الذنوب والمعاطي، وثواب كبير عند الله.
كما قد دعا الدين الإسلامي إلى الحرية الدينية حيث قال:
